تقدر المخلفات الزراعية فى مصر بنحو 40 مليون طن سنويًا، وفقاً لتقديرات وزراة البيئة يتم تدوير نحو 14 مليون طن منها، فى أفضل الأحوال، فى حين يترك دون جدوى أكثر من 25 مليون طن مخلفات نباتية وحيوانية تلوث البيئة الزراعية، وأصبح من الضرورى الانتباه لإعادة تدويرها.
وتتوزع أبرز أشكال المخلفات الزراعية بين أكثر من 25 مليون طن نفايات نباتية، منها 8 ملايين طن أعلاف، و5 ملايين طن سماد عضوى، بخلاف نحو 12 مليون طن متروكة دون جدوى.
ويضم جدول المخلفات فضلات الحيوانات التى تُقدر بما يتخطى 13 مليون طن سنوياً، يُستخدم منها 4 ملايين طن على أقصى تقدير كسماد عضوى، ونحو 9 ملايين طن سنوياً متروكة دون جدوى.
ووفقًا للبيانات الرسمية التى عرضتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، احتل محصول الذرة المركز الأول بنسبة %54.64، والأرز فى المركز الثانى بنسبة %30.59، ثم الذرة الرفيعة %8.56 ثم القطن %6.21.
وكشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث، أن انخفاض مُساهمة المحصول الثانوى «المخلفات» فى القيمة الإجمالية لإيرادات المحصول ، يؤثر على أهمية المخلفات الزراعية للمزارعين.
قال جمال صيام استاذ الاقتصاد الزراعى، إن حرق المخلفات الزراعية، لا تمثل خسارة اقتصادية فقط، لكن لها آثار ضارة على البيئة بصورة كبيرة، إذ تكون انبعاث الغازات السامة فى الهواء بما يُقلل النشاط الميكروبى فى التربة.
أضاف: «تخزين النفايات فى الحقل أو إلقاءها على الطرق، قد يجعلها بيئة مناسبة لتكاثر ونمو الآفات ومسببات الأمراض التى ستهاجم المحاصيل الجديدة، لذلك فإن استخدام المخلفات الزراعية بأى طريقة أخرى صديقة للبيئة أمر بالغ الأهمية».
ويمكن تحقيق الاستفادة من المخلفات الزراعية عبر 4 طرق رئيسية، أولها إنتاج السماد عبر إعادة التدوير، ما يُسهم فى إعادة تسميد التربة عضويًا وتقليل تكلفة الإنتاج، كما يُمكن إنتاج الأعلاف الحيوانية من المخلفات الزراعية، عبر معالجة بعض المخلفات مثل قش الأرز بواسطة اليوريا أو الأمونيا لزيادة محتواها من النيتروجين ومن ثم قيمتها الغذائية.
وكذلك إنتاج الغذاء من المخلفات الزراعية، عبر زراعة الفطر على المخلفات مثل قش الأرز، ومنها تتحول النفايات إلى غذاء بشرى اقتصادى، كما يمكن زراعة الخضراوات على بالات قش الأرز المضغوط بالمناطق التى ترتفع فيها أمراض التربة والملوحة، وأيضًا يمكن إنتاج طاقة الغاز الحيوى منها.
وأوضح صيام، أن إعادة تدوير المخلفات الزراعية أمر لا بد منه للبيئة، بالإضافة إلى ما ستوفره على الناحية الاقتصادية، إذ لن تؤدى إعادة التدوير إلى زيادة الإنتاج الزراعى فحسب.. بل ستعمل أيضًا على تحسين جودته.