مازالت الفجوة واسعة بين استفادة القطاع الصناعى من الهادر والمخلفات التى ينتجها والثروة الضخمة التى يحتوى عليها والتجارب العالمية.
وبدأت بعض الصناعات تتحسس الاستفادة من المخلفات لتصبح أحد موارد الدخل فى الوقت التى ترتفع فيه التكلفة، ولمواكبة الاتجاه العالمى نحو إعادة تدوير المخلفات والحفاظ على النظام البيئى من التلوث.
قال المهندس مجدى طلبة الرئيس السابق للمجلس التصديرى للصناعات النسيجية والملابس الجاهزة والمفروشات، إن القطاع يمتلك ثروات ضخمة مهدرة كان يمكن الاستفادة منها فى خفض التكلفة والاستفادة من المنح الدولية لاستخدام الهادر وتقليل المخلفات.
أضاف لـ «البورصة»، أن 3 مصانع فقط من الشريحة الكبيرة بجانب عدد محدود من المصانع الصغيرة، تعمل فى إعادة تدوير مخلفات مصانع الملابس الجاهزة والمنسوجات لكنها لا تغطى جميع الهادر الذى يخرج من مختلف الصناعات النسيجية بمراحلها الإنتاجية المختلفة.
وأشار إلى أن المصانع المحلية العاملة فى إعادة التدوير تستخدم نحو %10 فقط من هادر القطاع، فى حين يحتاج السوق لنحو 100 مصنع كبير للاستفادة من هذه الثروة.
وتختلف نسبة الهدر من مرحلة لأخرى ومن صناعة لأخرى، كما أن عائدها متدنى فى ظل وجود رسم صادر عليها، إذ يباع الطن فى الخارج بما يعادل 1500 جنيه ويباع محلياً بنحو 200 جنيه.
وتابع طلبة: «وجود رسم صادر 3 آلاف جنيه على قصاصات وفضلات الأقمشة حد من الاستفادة منها بشكل كبير لتصبح عبئاً على المصانع تريد التخلص منه بأى ثمن حتى لا تتسبب فى حرائق أو تشغل مساحات دون الاستفادة منها».
وطالب بإزالة رسم الصادر المفروض على القصاصات لفتح التصدير مرة أخرى وتوفير عوائد نقدية للقطاع، مشددا على أهمية زيادة عدد مصانع إعادة تدوير هذه المخلفات والاستفادة من التجربة الإيطالية، التى تعيد تدوير هذه المخلفات مرة ثانية بإنتاج غزول ملونة وتدخل فى صناعات مختلفة.
أشار طلبة إلى أن إيطاليا وإسبانيا فى مقدمة الدول التى تعتمد بشكل كبير على إعادة تدوير المنسوجات، وتنتج منها ملابس متنوعة ومفروشات، وتلقى إقبالاً من المستهلكين، إذ يتم الترويج لها بأنها منتجات من خامات مُعاد تدويرها للحفاظ على البيئة.
وأكد أن الملابس الجاهزة هى أكبر متضرر فى الصناعات النسيجية من عدم الاستفادة بشكل جيد من هادرها؛ نظراً لارتفاع نسبة الهالك لديها، إذ تصل نسبة الهادر فى صناعة التيشيرتات إلى %35، الأمر الذى يجعل المنافسة شرسة فى الخارج.
أشار طلبة، إلى أن إدارة هذا الملف أصبحت ضرورة يجب الالتفات إليها فى ظل الارتفاع المتسارع فى التكلفة التى يشهدها السوق العالمية، فى مواجهة الدول ذات الطاقات الضخمة.
وأبدى تخوفه من التأثير السلبى لإغفال إعادة تدوير هادر ومخلفات الأقمشة خلال السنوات المقبلة وتسببه فى خفض تنافسية المنتج المصرى فى السوق العالمية.
كما شدد على أهمية أن يكون لدى كل شركة جزء من إنتاجها من منتجات معاد تدويرها لمواكبة الاتجاه العالمى لخفض المخلفات والخفاظ على البيئة، فى ظل وجود كميات ضخمة من الهادر؛ حتى لا يعوق عملية التصدير فى المستقبل.
ولفت إلى وجود منح دولية توجه للشركات التى تقلل مخلفاتها وتحافظ على البيئة، كما تشمل هذه المنح توفير تمويل وبرامج تدريبية، قائلاً: «على مجتمع الأعمال توعية الشركات بهذه البرامج وفتح الطريق أمامها للتعاون مع المنظمات الدولية والمنح الموجهة للحفاظ على البيئة، والتى تفتح أمامها مزايا تفضيلية فى التصدير لعدد من الدول أيضاً».
وقال هشام الجزار رئيس مجلس إدارة شركة «يدوى لتصدير الحرف اليدوية»، إن منتجات الزجاج اليدوية تعتمد بشكل أساسى على إعادة تدويره من خلال صهر الحطام والمخلفات، ونفخ عجينة الزجاج وتحويلها لقطع فنية.
أضاف أن القطاع يلجأ لإعادة تدوير الزجاج نظرا لسهولة هذه الخطوة وانخفاض تكلفتها، مقارنة بالاعتماد على استخراج الزجاج من السيلكا، والتى تحتاج إلى استثمارات كبيرة.
أكد، أن المصانع المنتجة للزجاج تلجأ إلى إعادة صهر هادرها ومخلفاتها، مما يتيح لها فرصة تقليل تكلفة منتج قابل للكسر.
أشار الجزار، إلى أن قطاع الحرف اليدوية يعتمد على خامات من البيئة بتكلفة منخفضة، ويقلل الخطر البيئى لهذه المخلفات، من خلال الاستغلال الأمثل لكل قطعة سواء للزجاج والأخشاب وكذلك المنسوجات ويعتبر مورداً اقتصادياً للاستفادة من هادر صناعات متعددة.
وقال عبدالرحمن الجباس نائب رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن الغرفة تبحث حالياً كيفية الاستفادة من هادر القطاع وقصاصات الجلود بمدينة الروبيكى.
أضاف أن الغرفة تبحث حالياً إمكانية إقامة مصنع لإنتاج الأسمدة من مخلفات الجلود وهادر القصاصات؛ لتصبح مصدر دخل للمدابغ، فضلاً عن تقليل خطرها البيئى والاستفادة منها فى تصنيع أسمدة.
وهذا التوجه يأتى فى إطار خطة عمل الغرفة فى دورتها الجديدة، والتى تسعى لتنمية القطاع والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة؛ لرفع تنافسية المنتج وكى تصبح هذه المدابغ صديقة للبيئة وتقليل مخلفاتها.
وكشف عاطف عبدالمنعم رئيس مجلس إدارة شركة ايجيترافو للصناعات الكهربائية، أن الكابلات والأدوات الكهربائية تخلف كميات من الصاج والألومنيوم والنحاس نتاج عملية التصنيع.
أضاف لـ «البورصة»، أن هذه المخلفات تكون بنسبة تصل إلى نحو %2 فقط من إجمالى المواد الخام المستخدمة، موضحاً أن مصانع القطاع تورد المخلفات إلى المصانع المتخصصة فى المنتجات الأصلية لصهرها وإعادة تصنيعها من جديد، ولا تفرط فيها.
وأكد ضرورة الاستفادة من الهالك أو المخلفات الناتجة عن جميع الصناعات من خلال زيادة تثقيف المصانع بأهميتها من الناحية البيئية والمادية.
وقال عبدالرحمن الملك عضو مجلس إدارة شعبة الأثاث بغرفة القاهرة التجارية، إن كسر الخشب الناتج عن عملية تصنيع الأثاث إما يتم تحويله إلى «نشارة» أو أعمال فنية.
ولفت إلى وجود ماكينات تحول القطع الصغيرة من الخشب إلى «نشارة» لتستخدم فى أرضيات مزارع الدواجن وتساعد فى إنتاج السماد البلدى، وثمة %10 فقط من كسر الأخشاب يعاد تدويرها من خلال صنع أشكال فنية من خلال الحفر عليها.