
يتراجع أعداد مطوري مواقع الويب في اقتصاد ما بعد الوباء داخل أوروبا.. لذلك يستخدم ستيفان نول، وهو مؤسس شركة التأمين “دويتشه فاميليانفيرسيشرونج” ومقرها فرانكفورت، أساليب غير تقليدية لتوظيفهم هم وغيرهم من الموظفين.
يقدم نول، 500 يورو لأي شخص يجري مقابلة لشغل وظيفة شاغرة، و1000 يورو أخرى لأولئك الذين يصلون إلى الجولة الثانية، و5000 يورو أخرى لأولئك الذين يكملون 6 أشهر من التدريب.
يقول إنه “من الصعب بشكل خاص العثور على أي شخص لديه مهارات في تكنولوجيا المعلومات، فنحن نتنافس مع عمالقة مثل أليانز يمكنهم بسهولة توظيف مئات الأشخاص حول العالم، لكننا لسنا مهتمين بتوظيف أشخاص في الهند، بل نريد أشخاص هنا في فرانكفورت”.
تشير صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن استراتيجية نول غير العادية تعد من أعراض نقص الموظفين المنتشر في ألمانيا ومعظم أوروبا، والنتيجة هي سوق عمل صاعدة تمنح دول الاتحاد الأوروبي فرصة نادرة لإنهاء المستويات المرتفعة للبطالة والعمالة الناقصة التي أفسدت الكتلة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
يعد النقص واضحا بشكل خاص في تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، فضلاً عن قطاع البناء،إذ ازداد الطلب عبر ارتفاع أسعار المساكن وضخ تمويل الاتحاد الأوروبي لمشاريع التعديل الأخضر، وفي الضيافة أيضاً حيث القواعد المتحورة باستمرار التي تجعل الوظائف تبدو أقل أماناً وأكثر صعوبة.
كذلك، يعد نقص اليد العاملة واضحا في قطاعات أخرى أيضاً.
فقد أظهر مسح شمل 9000 شركة ألمانية وأجراه بنك التنمية الألماني “كي.إف.يو” ومجموعة الأبحاث “آي.إف.يو” في أكتوبر، أن 43% من الشركات يعوقها نقص الموظفين المؤهلين، وهو رقم قياسي منذ إعادة توحيد ألمانيا في 1990.
في فرنسا، تواجه 54% من شركات قطاع الخدمات صعوبة في التوظيف، وهي أعلى نسبة مسجلة في مسح أجري منذ 2000، لذلك تقدم الحكومة الآن إعانات لمساعدة العاطلين عن العمل على المدى الطويل في التدريب مع أرباب العمل الذين لديهم وظائف شاغرة.
كانت سرعة الانتعاش ملحوظة. فبعد الأزمة المالية العالمية ارتفعت البطالة في الاتحاد الأوروبي لأربعة أعوام، لكنها أصبحت الآن على النقيض من ذلك، ووصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث انخفضت إلى 7.2% في نوفمبر.
يأتي هذا رغم نهاية معظم خطط العمل قصيرة الأجل التي قدمت للتخفيف من التداعيات الاقتصادية للوباء ويقدر البنك المركزي الأوروبي أن 1.8% فقط من العمال كانوا لا يزالون في حالة إجازة في أكتوبر، مقابل 20% في أبريل 2020.
قالت كبيرة الاقتصاديين في “أليانز”، كاتارينا أوترمول: ” كان تعافياً سريعاً لسوق العمل في أوروبا، وسنشهد استمرار الانتعاش في 2022 ليسجل مستويات منخفضة قياسية في البطالة”.