يقترب النفط الخام القادم من منطقة الشرق الأوسط من تسجيل بداية قوية خلال الشهر الجاري، في ظل التباين الهائل بين معايير تسعير الخامات العالمية الأخرى، والذي يصيب في صالح الدرجات المسعرة على أساس خام دبي، وهو ما يبرز قوة الطلب العالمي في وقت تزداد فيه الأسعار.
وجرى ربط سعر خام عمان لتحميل شهر أبريل المقبل عند حوالي 4 دولارات للبرميل زيادة على أسعار دبي، وفقا لتقديرات وكالة “بلومبرج”، ويعتبر ذلك الرقم هو الأعلى منذ نهاية الشهر الماضي، حيث بلغ متوسط علاوة السعر حوالي 2.70 دولار.
وقال تجار إن الاهتمام بالشحنات المرتبطة بالتسعير على أساس خام دبي ارتفع بالنظر إلى أنها أقل من معايير التسعير التي تعتمد على خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، والتي يجري تسعير غالبية درجات الخام الأوروبية والأمريكية على أساسها.
ميزة سعرية تنافسية
صعدت أسعار العقود الآجلة للنفط لمستوى هو الأعلى منذ س7 أعوام في غضون الأسابيع الأولى من سنة 2022 ، وفقا لصعود السنة الماضية، بينما يتعافى استهلاك الطاقة من التداعيات الناجمة عن تفشي وباء فيروس كورونا.
وكان خام برنت في منتصف شهر ديسمبر الماضي هو المعيار العالمي الأهم للنفط، حيث تجاوز بحوالي 2.50 دولار للبرميل عقود المقايضات للخام في دبي، وفي الوقت الحالي سجل هذا الفارق زيادة تفوق 4.50 دولار للبرميل.
ويعطي هذا الفارق المستمر في التوسع لخامات النفط في منطقة الشرق الأوسط ميزة وسط سوق مزدهرة بطريقة متنامية، كما دعمت قوى السوق نفسها التي أدت إلى زيادة العقود الآجلة من سعر البراميل التي ستسلم على المدى القريب مقارنة بالبراميل المؤرخة بمواعيد أكثر تأخرا، وهو نمط صعودي يُعرف باسم عائد تأجيل التسليم (backwardation).
القرب الجغرافي
يأتي ذلك أيضا في صالح الموردين من منطقة الشرق الأوسط الذين يحاولون تحقيق مبيعات في آسيا بالنظر للمسافات الأقصر التي يتعين قطعها.
قال تجار إن تدفقات المضاربة على خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، مثلا، باتت في الوقت الراهن أقل جاذبية بالنسبة للمشترين من منطقة آسيا جراء الارتفاع الشديد في عائد تأجيل التسليم.
وتقطع الشحنات مسافات طويلة من أمريكا الشمالية أو بحر الشمال وتتطلب ما يصل إلى شهرين من الإبحار إلى منطقة آسيا وهو ما يجلعها ذات جاذبية أقل للبائعين بالمقارنة بالمبيعات الفورية للعملاء في مواقع أقرب.
نوه أيضا تجار النفط في آسيا إلى أرباح عمليات التكرير جيدة بالنسبة للبنزين وزيت الغاز، والتأثير الذي تحدثه من خلال زيادة أرباح عمليات المعالجة الإجمالية وربما معدلات التشغيل وسط مصافي التكرير الإقليمية.
وتواصل أسعار الوقود العالمية الصعود بوتيرة أسرع من التعافي في سوق النفط الخام، في حين ارتفع سعر كل شيء بداية من وقود المحرك وصولا إلى الوقود الصناعي في ظل عمليات إعادة فتح الاقتصادات والحدود، علاوة على التراجع في صادرات المنتجات الصينية.
المصدر: اقتصاد الشرق








