صعدت أسعار النفط إلى مستويات قياسية، ما أثار مخاوف الشركات من زيادات متسارعة فى التكلفة تواجه بتراجع فى الطلب المحلى، فيما سيعطى فرصة أكبر للتصدير بالتزامن مع ارتفاع تكلفة الشحن الدولى بداية من مارس الماضى لتصل إلى مستوى قياسى جديد.
«حنفى»: مصر تعتمد على استيراد خامات مختلف المعادن وستتأثر بالزيادة
وقال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن ارتفاع أسعار المواد البترولية ستقود مختلف المعادن إلى زيادة أسعارها عالميا ومحليا، وتعتمد مصر على استيراد المواد الأساسية لمختلف المعادن باستثناء الذهب الخام والكسر.
أشار إلى أنه يتم استيراد خامات المعادن من الحديد الخام والخردة والبليت، كما يتم استيراد خام الألومينا ويتم تحويله إلى معدن الألومونيوم، والنحاس الخام من زامبيا ويتم تحويله إلى كابلات وألواح ومصنوعات نحاسية، وكلها ستتأثر بارتفاع أسعار النفط.
قال إنه رغم زيادة أسعار الخامات عالميا علي الجميع إلا إن تكلفة التشغيل بمصر ستمنح فرصة تفصيلية للمنتج المصري، حيث يتيح استقرار أسعار المواد البترولية ميزة تنافسية للمنتج المحلي في الأسواق المختلفة.
لفت إلى فرص منافسة الدول الأخرى على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة حاليا، بالإضافة إلى الميزة التنافسية للمنتج على إثر ارتفاع تكلفة الشحن الدولى مؤخرًا.
وقال محمد سعدالدين رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، إن ارتفاع أسعار النفط حاليًا لن يؤثر على الخامات العالمية إذا كان طارئا، أو مؤقتا.
تابع: أما فى حالة الثبات على معدل الارتفاع لفترة طويلة تصل إلى شهر أو تتجاوزه ستترجم هذه الزيادة فى السعر النهائى للمستهلك وستتأثر بها جميع القطاعات الاقتصادية.
وأضاف سعدالدين أن العالم يمر بأزمة حرب وهي أشبه ما تكون بجائحة كورونا التى أربكت الدول ومن ثم شهدت أسعار جميع مدخلات الانتاج طفرة كبيرة فى الأسعار ومع انحسار الجائحة شهدت مزيدا من التراجع.
«أبو بكر»: ارتفاع أسعار النفط العالمي ينعكس على المنتجات المستوردة
قال الدكتور تامر أبو بكر رئيس غرفة البترول والثروة المعدنية، إن الزيادة العالمية فى أسعار النفط عالميًا ستنعكس على المشتقات البترولية المستوردة، والحكومة لم تعلن بعد عن أى زيادات مرتقبة فى أسعار المواد البترولية، ومن المتوقع أن يتم حسم هذه القرارات خلال اجتماع لجنة تسعير الوقود خلال الشهر الجاري.
وذكر أن الذي يحدد سعر المواد البترولية ليس ارتفاع أسعار النفط العالمى فقط، بل العديد من العوامل الأخرى منها سعر الصرف، وتكاليف الإنتاج والتشغيل لعملية استخراجه.
وتجتمع اللجنة الخاصة بمتابعة آلية التسعير التلقائي للمواد البترولية كل 3 أشهر لدراسة أسعار المواد البترولية، وحددت نسبة التغير فى سعر البيع للمستهلك بأن ألا تتجاوز 10% ارتفاعا وانخفاضا عن سعر البيع الساري.
«جلال»: تأثير مباشر على خامات البويات
قال رامى جلال، نائب رئيس المجموعة الدولية للدهانات الحديثة «ميدو»، إن ارتفاع سعر البترول سوف يؤثر بشكل مباشر على القطاع لأن معظم الخامات تستخرج من البتروكيماويات.
وأضاف أن الموردين لم يبلغوا الشركات رسميًا بارتفاع أسعار الخامات، لكن من المتوقع رفعها خلال الأيام المقبلة وعلى رأسها الراتنجات والمذيبات.
وأوضح أن سعر الشحن سوف يلقى بظلاله أيضًا على المنتجات المستوردة بسبب ارتفاع سعر البترول، إذ أن القطاع الصناعى يواجه ارتفاعات متتالية فى قيمة الشحن خلال المرحلة الماضية.
وقفزت أسعار البترول اليوم إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008 وقرب أعلى مستوى تاريخى لها، حيث وصل سعر برميل خام برنت إلى فوق 139 دولارا قبل أن يفقد بعض مكاسبه ليصل إلى 127 دولارا.
وذكر جلال أن منتجات مواد التعبئة والتغليف من البلاستيك ارتفعت خلال الفترة الماضية فى ظل زيادة أسعار مدخلات الإنتاج الخاصة بها أيضًا.
وقال إن الشركة توجه نحو 60% من الطاقة الإنتاجية إلى التصدير، وخاصة إلى دول قارة أفريقيا وما يقلل تبعات الزيادة فى التكاليف ارتفاع سعر البترول لدى شركات الدول المنافسة أيضًا على المستوى التصديري، وخاصة فى إيطاليا وانجلترا وأمريكا وبعض الدول الأوروبية.
«الركايبى»: الاستيراد المجمع لخامات البلاستيك أحد الخيارات المطروحة
وقال مصطفى الركايبى، سكرتير جمعية مستثمرى مرغم للبلاستيك، إن خامات إنتاج القطاع ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20 و35% خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف أن الأزمة التى تواجه الشركات ليس فى ارتفاع أسعار المواد الخام فقط وإنما فى عدم توفرها أيضًا، ولاسيما المنتجات المستوردة.
وعزا الركايبى تلك الزيادة فى الأسعار إلى ارتفاع سعر البترول وقرار البنك المركزى بوقف العمل بالاعتمادات المستندية.
وأوضح أن سعر البولى بروبلين ارتفع من نحو 29 ألف جنيه إلى نحو37 ألف جنيه خلال الفترة الماضية، فضلًا عن ارتفاع سعر البولي إيثيلين وذكر أن الشركات تسعى إلى التعامل مع ارتفاعات الخامات المتتالية من خلال تقليل المخزون لدى المصانع والبحث عن موردين بأقل أسعار ممكنة.
وأضاف أن الاستيراد المجمع يظل أحد الخيارات المطروحة، حيث استوردت شركة سيدي كرير للبتروكيماويات خامات البولي بروبلين خلال العام الماضي وتعبئتها في مصانعها.
وأوضح أن تلك الخطوة ساهمت فى خفض سعر الطن بنحو 2000 جنيه وأحدثت توازن فى السوق مع ارتفاع المعروض.
«أبو زهرة»: نمو التكلفة تقود مصانع المنظفات الصغيرة نحو الخروج من السوق
قال المهندس أشرف أبو زهرة، استشاري صناعة منظفات صناعية، إن ارتفاع المواد البترولية سيرفع تكلفة تصنيع المنظفات ويزيد من الأعباء عليها، حيث تعتمد صناعة المنظفات على مشتق بترولى وهو «دوت سايل ألكايل بنزين» لإنتاج حمض السلفونيك أسيد، وهو المكون الأساسى فى تصنيع المنظفات بمختلف أنواعها السائلة والصلبة.
أشار أبو زهرة إلى أن هذه التغيرات العالمية في ارتفاع المواد البترولية لمستويات قياسية، وزيادة أسعار الخامات بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن الدولى كلها تضغط على المصانع الصغيرة وتقودها للإغلاق وعدم القدرة على مواجهة تلك التحديات.
شدد على أهمية الاتجاه إلى تصنيع مستلزمات الإنتاج المختلفة المستخدمة فى صناعة المنظفات لخفض التكلفة وتوفيرها محليا كبديل للمستورد، مثل الصودا آش، والصوديوم سالفيد، لتحقيق اكتفاء ذاتى من هذه المواد.
ولفت إلى وجود مصنع لإنتاج سالفيد الصوديوم في محافظة الفيوم لكن مازال السوق بحاجة إلى ما بين 4 و5 مصانع أخرى لتوفير احتياجات السوق والتصدير لهذه الخامات، كما يوجد مصنع لإنتاج الحبيبات الملونة «سبيكلس» بعدما كانت تستورد من الصين ووفرت احتياجات السوق المحلى.