تراجعت أسعار النفط بما يتجاوز 1% فى تعاملات اليوم الخميس، خلال أسبوع متقلب حيث تسببت المخاوف الاقتصادية بشأن حدوث ركود تضخمى فى التأثير على الأسواق المالية العالمية، لتفوق المخاوف بشأن الإمدادات والتوترات الجيوسياسية فى أوروبا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.25 دولار ما يعادل 1.2% لتصل إلى 106.26 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.24 دولار ما يعادل 1.2% لتصل إلى 104.47 دولار للبرميل.
كما تتعرض أسعار النفط لضغوط خلال الأسبوع الجارى، إلى جانب الأسواق المالية العالمية، وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية، وأقوى دولار أمريكى منذ عقدين، وتوقعات بشأن ارتفاع معدلات التضخم وركود اقتصادى عالمى، كما أثرت عمليات الإغلاق الموسعة بسبب انتشار فيروس كورونا فى الصين، المستورد الأكبر للخام عالمياً، على السوق.
وقال هووى لى، الخبير الاقتصادى فى شركة “أوفرسى” المصرفية الصينية بسنغافورة، فى إشارة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكى القوية ليوم الأربعاء الماضى: “هذه المخاوف من الركود الاقتصادى، ترفع صوتها وتخفض أسعار النفط لهذا الصباح”.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسى فى الولايات المتحدة لمدة 12 شهرًا حتى أبريل الماضى، بنسبة 8.3%، ما يؤكد المخاوف من أن أسعار الفائدة ستحتاج إلى الارتفاع بوتيرة سريعة لمواجهة هذه الزيادة.
وعززت مخاوف الإمدادات الناتجة عن الغزو الروسى لأوكرانيا السوق، مع ارتفاع الأسعار ما يتجاوز 35% خلال العام الجارى، كما قد يؤدى حظر الاتحاد الأوروبى المعلق على النفط الروسى، وهو مورد رئيسى للخام والوقود فى الاتحاد الأوروبى، إلى زيادة تقييد الإمدادات العالمية، وهو ما يدعم الأسعار.
ولا يزال الاتحاد الأوروبى يجرى مناقشاته بشأن تفاصيل الحظر الروسى، ويحتاج التصويت إلى دعم بالإجماع، لكن تم تأجيله لأن المجر تعارض الحظر لأنه سيكون مدمرًا للغاية لاقتصادها.
وارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء الماضى، بنسبة 5% بعد أن فرضت روسيا عقوبات على 31 شركة مقرها بدول فرضت عقوبات على موسكو بعد الغزو الأوكرانى، وأدى ذلك إلى توتر الاسواق فى نفس الوقت الذى انخفض فيه تدفق الغاز الطبيعى الروسى إلى أوروبا عبر أوكرانيا بنحو 25%، وتعد هذه هى المرة الأولى التى تتعطل فيها الصادرات عبر أوكرانيا منذ بدء الصراع.
وقال ستيفن إينيس، الشريك الإدارى فى “إس بى آى أسيت مانيجمنت”: “يمكن أن تظل أسعار النفط محدودة على المدى القريب، لحين رؤية بعض الدعم السياسى الجوهرى يأتى من قبل الصين أو أن يتبنى صانعو السياسة استراتيجية بديلة لفيروس كورونا، وهو ما يبدو مستبعدًا للغاية”.
وقالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء الماضى، إن مخزونات الخام التجارية فى الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضى بسبب الإصدار القياسى للنفط من الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية، فى حين تراجعت مخزونات البنزين قبل ذروة موسم الطلب فى الصيف.








