يبدو أن أسعار العديد من المنتجات، التي يدخل القطن في صناعتها، على موعد مع موجة ارتفاعات جديدة خلال الفترة المقبلة بداية من الملابس إلى الحفاضات والورق والكرتون، وذلك بسبب الظواهر الجوية الناجمة عن تغير المناخ ومنها الجفاف وموجات الحر والأمطار الغزيرة، وسط توقعات بأن يتسبب الطقس السيء في تدمير المزارع وحدوث نقص في المعروض من القطن ليصل إلى أدنى مستوياته في 10 سنوات.
ففي الهند، الدولة الأكثر إنتاجا للقطن، تسببت الأمطار الغزيرة والآفات في نقص محاصيل القطن لدرجة أن الدولة تستورد الإمدادات، فيما تثير موجة الحر في الصين مخاوف بشأن موسم الحصاد القادم هناك.
وفي الولايات المتحدة، أكبر مصدر للقطن، يدمر الجفاف المزارع ومن المقرر أن يجر الإنتاج إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد، وفي البرازيل ، ثاني أكبر مصدر، تسببت الحرارة الشديدة بالفعل في خفض المحصول بنسبة 30 في المائة تقريبا.
وقالت جين إلفرز الرئيس التنفيذي لشركة “شيلدرن بليس” العالمية لملابس الأطفال، في تقرير لوكالة “بلومبرج” اليوم السبت، إن ارتفاع أسعار القطن مشكلة ضخمة وكبيرة بالنسبة لنا، مشيرة إلى أنها تأمل تحسن الأوضاع خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأوضح التقرير أن النظرة المستقبلية للبرازيل ليست جيدة على الإطلاق، حيث أدى الجفاف هناك بالفعل إلى جفاف ما يقدر بنحو 200 ألف طن متري من الإمدادات ، وفقًا لمجموعة “أبرابا” التي تمثل المزارعين، وذلك مع اقتراب اكتمال موسم حصاد 2021-2022، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج 2.6 مليون طن أو أقل.
ومن جهة أخرى، شهدت مجموعة “بوم فوتورو”، إحدى أكبر منتجي القطن في البرازيل والتي تمثل حوالي 10 في المائة من المساحة المزروعة بالبلاد، انخفاضا بنسبة 27 في المائة مقارنة بالموسم السابق.
وفي الولايات المتحدة، من المتوقع تراجع حجم الإنتاج بنسبة 28 في المائة خلال الموسم الذي بدأ هذا الشهر، وتتوقع البلاد أن يصل الإنتاج إلى أدنى مستوى له منذ موسم 2009-2010 ، مما يؤدي إلى انخفاض المخزونات إلى أدنى مستوياتها التاريخية، بسبب الجفاف الذي أصبح شديدا لدرجة أن الحكومة الأمريكية تقنين استخدام المياه من نهر كولورادو، علما بأن الولايات المتحدة والبرازيل تشكلان معا نصف صادرات القطن في العالم.
أ ش أ