إمام: توقعات بارتفاع الطلب على العمالة المصرية فى السعودية بنسبة 30% العام الجارى
المرسى: التمريض والمهندسون والفنيون والحرفيون أبرز المهن المطلوبة فى المملكة
أبو شامة: عدد العقود التى تم تصديرها للسعودية خلال 2022 يصل 400 ألف عقد
شهدت الفترة الأخيرة نموًا متزايدًا من قبل الشباب فى البحث عن عقود للعمل بالدول العربية، وارتفع الطلب على شركات إلحاق العمالة المصرية بالخارج، والتى ترى أن الوقت مناسب لتصدير العمالة لزيادة تدفقات النقد الأجنبى.
ويأتى هذا الإقبال فى وقت انتعشت فيه أعمال المقاولات والإنشاءات بالسعودية، وزاد معها إبرام عقود عمل للمصريين فى المملكة، وفقا لجمعية شركات التوظيف التى تتوقع أن ينمو الطلب بنسبة تصل إلى 30% خلال العام الجارى.
وقال حمدى إمام، رئيس جمعة رجال الأعمال أصحاب ومديرى شركات التوظيف المصرية، إن السوق السعودى مازال يتصدر قائمة الأسواق المستهدفة من قبل العمالة المصرية، حيث وصل عدد العمالة المصرية إلى 3 ملايين عامل من إجمالى 9 ملايين عامل بالمملكة.
أضاف إمام لـ”البورصة”، أن أبرز التخصصات المطلوبة بالسوق السعودى حالياً فى مجالات المقاولات والتعمير بسبب الإنشاءات والمشاريع الضخمة التى يجرى تنفيذها فى قطاعات البنية التحتية والإسكان والمقاولات.
وتوقع إمام ارتفاع الطلب على العمالة المصرية فى السعودية بنسبة تتراوح بين 25 و30%، خلال الفترة القادمة قبل نهاية 2023.
أوضح أن الشركات بدأت تتلقى طلبات لعمالة موسم الحج، متوقعاً أن تصل أعدادها إلى أكثر من 30 ألف عامل، وتابع: “خلال موسم شهر رمضان والحج يرتفع الطلب على السائقين وعمالة المطارات والجزارين والحلاقين وغيرها من المهن”.
وقال إمام إن اللجان السعودية زارت مصر واختارت الكثير من العمالة الموسمية، وتم اعتماد جزء كبير منها من قبل وزارة القوى العاملة، برواتب تبدأ من 1250 ريالا شهريا لعمال المجازر والمساعدين والمطارات، بينما تبدأ رواتب السائقين من 3500 ريال شهريا.
وأوضح أن تغيرات سعر الصرف أثرت على شركات إلحاق العمالة، حيث أن طلبات التأشيرات تتم من قبل الشركات بالدولار “أونلاين”، وكل شركة لديها محفظة إلكترونية فى أحد البنوك السعودية بموجب التراخيص الممنوحة من قبل وزارة القوى العاملة.
وأشار رئيس جمعية شركات التوظيف إلى أنه يجرى فتح أسواق جديدة للعمالة المصرية بالخارج، من خلال بعض البروتوكولات التى تسعى الجمعية لتوقيعها مع بعض دول أوروبا.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر، قائمة الدول الأعلى تسجيلا لتحويلات المصريين، وجاءت السعودية فى صدارة الترتيب وبلغت قيمة تحويلات العاملين بها نحو 11.2 مليار دولار خلال العام المالى 2020-2021، مستحوذة على نحو 53.5% من إجمالى تحويلات المصريين العاملين بدول مجلس التعاون الخليجى، مقابل نحو 9.6 مليار دولار خلال العام المالى السابق له 2019-2020 بنسبة زيادة بلغت 17%.
وبلغت تحويلات المصريين فى الخارج خلال العام المالى الماضى 2021-2022، مستوى تاريخى عند 31.9 مليار دولار، مقابل نحو 31.4 مليار دولار فى العام المالى السابق، ونحو 27.8 مليار دولار فى العام المالى 2019-2020.
وقال عبد الرحيم المرسى، عضو شعبة إلحاق العمالة المصرية بالخارج بغرفة القاهرة التجارية، إن السعودية فى صدارة الدول الجاذبة للعمالة المصرية، وأبرز التخصصات المطلوبة فى الوقت الحالى هى التمريض، والمهندسون الاستشاريون من معماريين وميكانيكا وكهرباء، وفنيو التشغيل والصيانة، والحرفيون من سباكين ونجارين وحدادين، وعمال المطاعم والمخابز والحلويات.
وأضاف المرسى لـ”البورصة”: أن السعودية أصدرت قرارا لإبرام عقد عمل موحد، حسب القانون السعودى وضوابط منظمة العمل الدولية، ويتميز بأنه موحد لجميع المهن والتخصصات، ما عدا الراتب ومدة العقد حسب الاتفاق، بينما بقية البنود ثابتة من قبل وزارة العمل السعودية، مشيرا إلى أن العقد يعد خطوة لتأمين وضمان حقوق العمالة فى العمل مع أصحاب العمل.
وحذر عضو شعبة إلحاق العمالة المصرية من الوقوع فى فخ شركات إلحاق العمالة غير المرخصة، وطالب بعدم الانسياق وراء الإعلانات المزيفة والتى تأتى بغرض الربح والنصب على مواقع التواصل الاجتماعى، ووجه بعض النصائح لمن يرغب فى السفر بأن يتأكد أن الشركة مرخصة لدى وزارة القوى العاملة وذات سجل تجارى، حيث يصل عدد الشركات المرخصة لدى الوزارة إلى 920 شركة.
أوضح أن دول أوروبا تطلب عمالة مصرية، ولكن بشرط أن تكون متخصصة مهنيا وفنيا بالشكل الجيد، وأبرز تلك المجالات الطاقة المتجددة، ودولة مثل ألمانيا لديها عجز كبير فى بعض المهن، وفى أشد الاحتياج إلى سائقى الشاحنات والمعدات الثقيلة، بشرط أن يتقنوا اللغة بالشكل الجيد.
وقال المرسى: “نتواصل حالياً لتخفيف الشروط مثل أن تحل اللغة الإنجليزية محل الألمانية للاستفادة من العجز الكبير بعمال المطارات فى ألمانيا، لدرجة أن لديهم رحلات يتم إلغاؤها لهذا السبب”.
وأضاف أن رواتب سائقى الشاحنات فى ألمانيا تبدأ من 2 إلى 2500 يورو، بعدد 8 ساعات عمل يوميا، بينما رواتب التمريض تبدأ من 2.5 إلى 3 آلاف يورو.
وقال وليد أبو شامة، الأمين العام لجمعية رجال الأعمال أصحاب ومديرى شركات التوظيف، ورئيس شركة الرياض لإلحاق العمالة بالخارج، إن عدد العقود التى تم تصديرها للسعودية خلال عام 2022، يتراوح من 350 إلى 400 ألف عقد عمل.
أضاف أن الجمعية تستهدف الحفاظ على تلك المستويات خلال العام الجارى فى ظل ما يعانى منه العالم من ارتفاع فى معدلات التضخم، بجانب التغيرات فى السياسات النقدية للبنوك المركزية.
أوضح أبو شامة أن الجمعية تستهدف التوسع بأسواق الخليج، ودخول أوروبا بعد استقرار الأوضاع بها، بسبب معاناتهم من نقص الغاز والطاقة وتوقف بعض المصانع.
وقالت شيماء محمد، رئيس مجلس إدارة شركة الشيماء للحج والعمرة والسفريات، إن سعر عقد العمل فى السعودية كان يتراوح من 15 إلى 17 ألف جنيه بداية العام الماضى، وارتفعت التكلفة بنهاية 2022 لتتراوح من 25 إلى 30 ألف جنيه، بخلاف المصروفات الأخرى التى تتضمن الكشف الطبى والبصمة وتذاكر الطيران.