قال رئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة الدكتور علي أبو سنة إن وحدة الغاز الحيوي متوسطة الحجم بحديقة حيوان الجيزة تعد نموذجًا مبتكرًا للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، كما تعد نموذجًا لنقل التكنولوجيا.
جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة اليوم الثلاثاء، نيابة عن وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، وحدة الغاز الحيوي متوسطة الحجم بحديقة الحيوان بالجيزة لتوليد غاز يوفر جزء من إضاءة وتدفئة بيت الزواحف، وتوفير سماد عضوي لتسميد الرقعة الخضراء داخل الحديقة.
وأضاف أبو سنة أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه الذي ينفذ بحديقة الحيوان في مصر والذي تقوم به وزارة البيئة في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين جهاز شئون البيئة ومؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة التابعة للوزارة وشركة خدمات المشروعات PSC وحديقة الحيوان بالجيزة التابعة لوزارة الزراعة، وبتمويل من صندوق حماية البيئة.
وأوضح أن فكرة البحث عن النموذج الأحدث الموجود في العالم والمساعدة في كيفية إنشاء نظام مبتكر لإدارة المخلفات الناتجة عن حديقة الحيوان بالجيزة والمساهمة في رفع درجة وقيمة هذه الحديقة وتأهيلها للعودة مرة أخرى أن تصبح عضوًا في اتحاد الحدائق العالمي جاءت في ظل عمل وزارة البيئة ومؤسسة الطاقة الحيوية والبحث في كيفية تطوير وحدات البيوجاز في مصر.
وتابع أن هذا المشروع يمثل بعدًا لكيفية الاستفادة اقتصاديًا وبيئيًا وبعدًا آخر ترويجي وتعليمي لطلبة كلية طب البيطري وكلية الزراعة ومعهد البحوث الزراعية المجاوريين للحديقة، ويعد نموذجًا يمكن التعلم منه على أرض الواقع، مؤكدًا إهداء هذا النموذج لحديقة الحيوان.
وأكد أن الهدف الأكبر هو تعميم هذا النموذج الحديث المتطور، موجهًا الشكر لكل من ساهم في إنشاء هذا النموذج ولشركة PSC على الدعم وجلب هذه التكنولوجيا والمساهمة المادية التى قدمتها.
وشدد على أن المشروع بداية مهمة يمكن لمؤسسة الطاقة الحيوية البناء عليه، كما يمكن العمل مع شباب المؤسسة على تكرار هذا المشروع والتصنيع المحلي له، والعمل على طرحه للقطاع الخاص.
وأشار إلى الفائدة الناتجة من إنشاء هذا الوحدة من التكنولوجيا التي أصبحت متواجدة، والخبرات التي تم تنميتها سواء بالجزء الفني أو الجزء الهندسي أو التصميمي وهي خبرات تم تنفيذها فى هذه الوحدة.
ونوه بأن الشراكة بين وزارتي البيئة والزراعة ومؤسسة الطاقة الحيوية ستظل متواصلة للعمل على رؤية تصنيع محلي لهذه الواحدات، داعية القطاع الخاص للعمل على تعميمها على مستوى الجمهورية وتعميم فرص استخدامها في أشياء أخرى وليس مجال حدائق الحيوان فقط.
من جانبه..قال رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة الدكتور طارق العربي إن هذا المشروع يعد من المشروعات الهامة والرئيسية التي ينظر إليها جهاز تنظيم ادارة المخلفات خاصة بعد صدور قانون تنظيم ادارة المخلفات، وأيضًا في ظل العمل على كيفية إدارة جميع أنواع المخلفات والاستفادة من القيمة الاقتصادية لها.؟
ولفت إلى أن هذا النموذج يعد مثالًا واضحًا لكيفية الاستفادة من المخلفات وتحويلها من شئ يمثل عبئًا على الدولة لشئ يمكن توليد طاقة كهربائية منه للاستفادة منها، موجها الشكر لجهاز شئون البيئة الممول الرئيسي للمشروع والشركة المنفذة التي تحملت جزءًا من التكلفة لإنجاح هذا المشروع.
وبدوره.. أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة المهندس وائل رضوان أن هذه الوحدة المنفذة من خلال هذا المشروع تعد تطويرًا لتصميم وحدات الغاز الحيوي المتواجدة في مصر حاليًا، حيث تم تعديل المواد المستخدمة لإنشاء الهاضم الرئيسي ونظم التقليب والحرارة الداخليين، كما تم تعديل نظام تجميع الغاز لتقديم نموذج تكنولوجي عالي الكفاءة، ويتميز هذا التصميم بإمكانية نقله إلى موقع آخر في حالة تغير ظروف مصادر التغذية في البيئة المحيطة.
وأكد الدور الذي تقوم به المؤسسة في نشر تطبيقات تكنولوجيات الطاقة الحيوية في مصر من خلال إزالة جميع التحديات الفنية والمالية لتوطين هذه التكنولوجيا والتي تساهم في زيادة المزايا التنافسية للاقتصاد المصري وتحقق مردودًا إيجابيًا هائلًا على النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن ناحيته..قال الأمين العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والأمين العام لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة الدكتور طلعت عبدالقوي إن المشروع يعد نموذجًا جيدًا لشراكة تتماشى مع المادة (17) من أهداف التنمية المستدامة، كما يقدم صورة جيدة لكيفية الاستفادة وليس التخلص من المخلفات الزراعية، معربا عن سعادة مجلس إدارة الطاقة الحيوية بهذا النموذج وإتمام العمل فيه.
وأضاف أن هذا النموذج يقدم دعمًا لحديقة الحيوان للرجوع بها إلى وضعها الطبيعي على مستوى حدائق الحيوان في العالم، متمنيا العمل على تكرار هذا النموذج على مستوى المناطق بكافة أنحاء الجمهورية، حيث يقدم المشروع نموذجًا جيدًا للتعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، معربا عن سعادته بهذا المكان والصرح العظيم الذي نفتخر به ونتمنى رجوعه إلى سابق عهده بنموذج حديقة حيوان الجيزة كإسم له تاريخ.
وأعرب عن شكره للشركة المنفذة على استخدام أحدث التكنولوجيات في هذا النموج والعمل على تجاوز العقبات، مؤكدًا أن إرادة المصريين قادرة على تحويل تلك التحديات والمشاكل إلى إنجازات والاستفادة من كل الفرص المتاحة.
وأوضح أن مؤسسة الطاقة الحيوية استطاعت أن تكون نموذجًا جيدًا لمؤسسات المجتمع الأهلي، كما استطاعت في فترة وجيزة أن يكون لها دور على أرض الواقع، وأصبحت تشارك في كل الأمور الخاصة بالمخلفات والاستفادة منها كطاقة، كما تشارك في المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) التي تضم كل قرى الريف المصري.
ومن جهته، أكد رئيس الادارة المركزية لحديقة الحيوان الدكتور محمد رجائي أهمية هذا المشروع في التخلص وإعادة تدوير المخلفات الحيوانية وهو أحد المعايير الموجودة للاتحاد الدولي لحدائق الحيوان، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا مراجعة لكل أعمال الحديقة للرجوع للاتحاد الدولي، مؤكدًا أن إعادة تدوير المخلفات الحيوانية جزء مهم منها.
ووجه الشكر لوزارة البيئة على تنفيذ هذا المشروع والتي كانت سباقة في رؤيتها والتعاون الذي تم، مؤكدًا أن التعاون بين وزارتي البيئة والزراعة في هذا المشروع يمكن أن يكون نواة لمشروعات أخرى أكبر في حدائق الحيوان واستفادة كبيرة للمخلفات الحيوانية.
من جانبه..أكد مدير معهد بحوث الأراضي والمياه الدكتور محمد الخولي – في كلمته ممثلًا عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي – أنه مواكبة للتقدم التكنولوجي للإنسان ومدى اهتمامه بالمحافظة على البيئة من التلوث كان لا بد من الاتجاه للبحث عن مصادر بديلة ومتجددة للطاقة النظيفة كبديل للطاقة الملوثة للبيئة.
وقال إنه بناءً على ذلك أصبح من الضروري وضع استراتيجيات لاستخدام الوقود الحيوي تقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن الوقود الحيوي طاقة مستمدة من الكائنات الحية سواء كانت نباتية أو حيوانية وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة لذلك يمكن أن يساهم في التطور الاقتصادي والاجتماعي للدولة.
وأضاف أن النشاط الزراعي ينتج عنه كمية كبيرة من المخلفات الزراعية سنويًا تختلف كميتها تبعًا للمحصول المنزرع ويستخدم منها 20% كعلف حيواني، و25% يتم تدويره كسماد عضوي والباقي يتم التخلص منه بالحرق مباشرة مما يؤدي لتلوث البيئة.
ولفت إلى أن استخدام المخلفات النباتية والحيوانية في إنتاج الوقود الحيوي البيوجاز باستخدام تكنولوجيا متطورة ونظيفة يعتبر وسيلة اقتصادية آمنة لتدوير المخلفات الزراعية وتعظيم الاستفادة منها.
وتابع: “جذبت تلك التكنولوجيا انتباه كثير من بلدان دول العالم؛ نظرًا للفائدة المتوقعة على الاقتصاد القومي نتيجة إدخال المخلفات دورة إنتاج الغذاء الحيوي وحماية البيئة من التلوث وهي فائدة كبيرة حيث يعد الغاز الحيوي استثمارًا جيدًا لمصادر الطاقة ولتغطية النقص الحادث بها”.
وأوضح أن استخدام السماد العضوي النقي العالي القيمة الناتج من وحدة إنتاج البيوجاز يمكن أن يؤدي إلى تحسين خواص التربة الطبيعية والكميائية والتقليل من تدهورها، كما يساهم في ترشيد استخدام الأسمدة المعدنية والضرر الناتج عن الإسراف في استخدامها.
وأكد إمكانية أن يلعب الوقود الحيوي دورًا هامًا بتحولات الطاقة والذي يترتب عليه خفض إنتاج غازات الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الكربونية.
أ. ش. أ
