عمر: موانئ أبوظبي تسعى لزيادة القدرة التنافسية مع الموانئ العالمية لجذب السياح
طرقت مجموعة موانئ أبو ظبي الإماراتية باب الاستثمار في القطاع السياحي عبر بوابة موانئ البحر الأحمر والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ووقعت المجموعة الشهر الجاري، عددا من الاتفاقيات تشمل شروط عقود إدارة وتشغيل أرصفة ومحطات للسفن السياحية في موانئ شرم الشيخ والغردقة وتشغيل خط بحري لسفن الكروز السياحية يربط جميع موانئ حوض البحر الأحمر، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية الشروط الخاصة بعقود بإنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة وإعادة تسليم البنية الفوقية لمحطة ركاب سياحية ومحطة سيارات ومحطة صب بميناء السخنة.
وأشاد العاملون بالقطاع السياحى بالخطوة التي اتخذتها المجموعة الإماراتية بتشغيل الخط الملاحي بين ميناءي شرم الشيخ والغردقة ما يدعم تشجيع الاستثمارات السياحية بتلك المنطقة، وكذلك استعادة معدلات التوافد ورحلات اليوم الواحد بالمدن السياحية الواقعة على طول الخط الملاحي.
قال محمد عمر المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق بمجموعة فنادق “ريجل هايتس”، إن الهدف الأساسي من التعاقد مع شركة موانئ أبوظبي هو تقديم الخدمات ذات صلة بأعمال السفن السياحية، وتوفير المعدات وتطوير نظم الإدارة والتشغيل، بما يسمح لميناءي شرم الشيخ والغردقة بالمنافسة مع الموانئ العالمية في مجال السياحة، وزيادة القدرة التنافسية مع هذه الموانئ لجذب أكبر عدد من السياح.
وأضاف أن النقل البحري بين موانئ شرم الشيخ والغردقة سيُجنب السياح والوافدين للمنطقة اللجوء لرحلات الطيران والانتظار ويسهم في توفير الوقت وزيادة رحلات السياحة الداخلية ما بين شرم الشيخ والغردقة.
يذكر أن المشروع ليس فقط لنقل السياح ولكن يمتد لتحويل المنطقة إلى موقع سياحي متميز عبر تطوير الأرصفة وصالات الوصول وفقا للمعايير والتصميمات العالمية مع تنفيذ خطة ترويجية لجذب وزيادة أعداد سفن الكروز واليخوت الوافدة إلى هذه المنطقة.
ويعتبر ميناء شرم الشيخ من المنافذ البحرية الهامة لمحافظة جنوب سيناء، وهو نقطة ارتكاز لاستقبال السفن واليخوت والسائحين بين موانئ الغردقة ونويبع والعقبة، ويتميز بقربه من مناطق السياحة الدينية والأثرية فى سانت كاترين والطور.
ويساهم هذا الربط البحري في تمكين السائح الوافد لمحافظة شرم الشيخ من الانتقال لمدينة الغردقة ومدن الصعيد السياحية عبر البحر، وهي رحلة تمتاز باختصار المسافة، حيث يختصر الخط الملاحي “الغردقة – شرم الشيخ” السفر بين المدينتين إلى 90 دقيقة بدلا من 6 ساعات برياً.
وتابع عمر أن اعادة تشغيل هذا الخط الملاحى يسهم في زيادة أعداد الليالي السياحية بالغردقة وشرم الشيخ، خاصة أن هناك العديد من السائحين الراغبين فى زيارة المحافظتين أثناء نفس الرحلة.
وفى نفس السياق، قال عمر، إن سياحة اليخوت أحد المصادر التي تدر عوائد كبيرة للدولة ممثلة فى رسوم عبور من قناة السويس، وتحصيل ضرائب محددة على هذه النوعية من السياحة، فضلًا عن أن متوسط الإنفاق اليومي لسائح اليخوت اعلى بنسبة تتجاوز الـ 90% مقارنة بالسائح العادي.
سمير: 1500 سائح متوسط حركة السياحة أسبوعيًا بين شرم الشيخ والغردقة
وقال أحمد سمير رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السياحية المتخصصة فى منطقة البحر الأحمر، إن اعادة تشغيل النقل الملاحي بحريا بين محافظة شرم الشيخ ومدينة الغردقة، سيخدم حركة السياحة بتلك المنطقة ويساهم في عودة معدلاتها الطبيعية.
وأضاف أن متوسط حركة السياحة المتنقلة بحريا بتلك المنطقة أثناء تشغيل العبارة كان يُقدر بنحو 1500 سائح أسبوعيا بواقع 300 الى 400 سائح فى اليوم الواحد.
وتابع أن تكلفة رحلة انتقال السائح عبر الخط الملاحي البحري بين شرم الشيخ والغردقة ذهابا وإيابا الى جانب برنامج الزيارات لا تتعدى الـ 150 جنيه استرليني أو ما يعادلها بالعملات الأخرى، مقابل 300 جنيه استرلينى لقضاء نفس الرحلة عبر الانتقال بالطيران، وهو سعر باهظ للرحلة يرفضه الزبون.
وأوضح أن الرحلة عبر الانتقال بالعبارة بحريا من الغردقة الى شرم الشيخ، تتضمن زيارة جبل سانت كاترين وجبل موسى، ويمكن بعد ذلك الانتقال لزيارة القدس أيضا والبتراء بالأردن.
ويرى أن اعادة تشغيل العبارة والرحلات البحرية مرة اخرى، من شأنه تعظيم وتشجيع الاستثمار السياحى بالمنطقة لسهولة وسرعة التنقل، وكذلك تيسيرا على العمالة المقيمة بالوجه القبلى ومحافظات الصعيد بشكل عام للانتقال بسهولة لمحل العمل بدلا من تكبد عناء السفر بريا.
هزاع: الاهتمام بسياحة الموانئ البحرية يعزز عوائد القطاع
وقال الدكتور حسام هزاع عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية والخبير السياحى، إن إعادة تشغيل العبارة بين شرم الشيخ والغردقة سيساهم فى تنشيط حركة السياحة بين محافظتى جنوب سيناء والبحر الأحمر وعودة معدلاتها خاصة مع استئناف برامج الزيارات لرحلة اليوم الواحد بكل محافظة.
وعلى جانب آخر، أضاف هزاع أن السياحة البحرية والكروزات وسياحة الموانئ بشكل عام لها مردود كبير على عوائد القطاع السياحى حال الاهتمام بها.
ولفت إلى أن سياحة الموانئ تمتد لعدة مدن ومحافظات أخرى على مستوى الجمهورية بخلاف موانئ البحر الأحمر، موضحا أن كلا من ميناء الإسكندرية، بورسعيد وسفاجا كانت تحظى برسو الكروزات البحرية بها حيث يقضى روادها من السائحين يوم كامل يشمل رحلات وزيارات للمدن والمزارات الأثرية.
كما أشار إلى نوع آخر من السياحة البحرية وهو سياحة اليخوت، والذى يتميز سائحوه بمعدل إنفاق عالٍ قد يصل إلى 5 أضعاف نظيره من السائح العادى، إلى جانب سداد رسوم الرسو في الموانئ المصرية.
اللمعي: الخط يخدم تنوع المنتج السياحي ويشجع لجذب مزيد من الاستثمارات
ومن جانبه، قال النائب عادل اللمعي رئيس غرفة ملاحة بورسعيد ورئيس لجنة النقل بمجلس الشيوخ، إن استئناف حركة السياحة جراء تشغيل الخط الملاحي بين ميناءي شرم الشيخ والغردقة تعد خطوة استثمارية كبيرة نحو التوسع فى حجم الإيرادات وتنشيط السياحة وجذب استثمارات أجنبية كبيرة.
وأضاف اللمعي، أن إطلاق هذا الخط الملاحى يأتى فى إطار مساهمة وجهود وزارة النقل لتشجيع البرامج والمخططات السياحية وتنوع المنتج السياحى، مطالبا وزارة النقل التوسع فى مثل هذه الخطوط محليا وعربيا وأفريقيا وعالميا، خاصة أن مصر تمتلك مقومات وإمكانيات كبيرة فى مجال النقل البحري عبر قناة السويس والبحرين الأبيض المتوسط والأحمر.
وأوضح أن مصر تمتلك عدة مصادر للدخل الأجنبي وعلى رأسها السياحة، ومن الضروري تعظيم هذه الصناعة التي تمثل دخلا أساسيا للدولة المصرية وجب ضخ العديد من الاستثمارات فى هذا القطاع الواعد الذي يحظى باهتمام كبير من معظم السياح على مستوى العالم.
وأشار إلى أن وزارة النقل يجب أن تعقد اجتماعات مكثفة مع وزارة السياحة وعقد بروتوكولات من شأنها تعظيم الدخل القومي وتشجيع السياحة الداخلية ونقل الركاب والبضائع لتشجيع حركة التجارة الداخلية والعربية والأفريقية والعالمية عبر خطوط النقل البحرى.
يذكر أن مجموعة موانئ أبوظبي أعلنت تخصيص استثمارات إجمالية تصل إلى 200 مليون دولار لتطوير البنى الفوقية وتجهيز المعدات، والأبنية والمرافق العقارية الأخرى، وشبكة الخدمات العامة داخل منطقة الامتياز، على أن يتم إنفاق أغلب تلك المصروفات الرأسمالية بين عامي 2024-2025.
وتستطيع العبارة التى من المقرر أن تسييرها شركة موانئ أبوظبي بين ميناءي شرم الشيخ والغردقة، نقل 580 راكبا و130 سيارة و6 أتوبيسات في الرحلة الواحدة.