مصادر: تجهيز منطقة فى كل محافظة وطرحها على صغار المستثمرين
“أبوصدام”: نجاح المشروع مرهون بالخبرة وحسن الإدارة
“سيف”: تمكين القطاع الخاص يسد فجوة اللحوم ويدعم المنافسة
علمت «البورصة»، أن الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى وجهات أخرى تدرس إنشاء مناطق لتسمين الماشية، فى محاولة لرفع إنتاجية اللحوم المحلية وتقليل معدلات الاستيراد.
قالت مصادر مطلعة، إن المشروع شبيه إلى حد كبير بالتجمعات الصناعية التى أنشأتها الدولة مؤخرًا، لكن الفارق بينهما هى أن مشروع التسمين يحتاج إلى مساحة كبيرة.
أضافت أن المشروع جاء تزامنًا مع توسعات الحكومة فى زراعة المحاصيل العلفية منها الذرة الصفراء والشعير، وستعمل الدولة بدورها على توفير الأعلاف بجانب الأدوية والرعاية الطبية بشكل مدعم إلى تلك المشروعات بدلا من العشوائية التى يدار بها القطاع حاليًا.
ذكر أن الحكومة ستبدأ فى إنشاء منطقة على مساحة كبيرة فى كل محافظة، ثم تقسيم تلك المساحة إلى مساحات محددة وتجهيزها فنيًا ثم طرحها على صغار المستثمرين الراغبين فى الاستثمار بقطاع الإنتاج الحيوانى.
أوضحت المصادر، أن العديد من الدول التى لا تمتلك مراعى طبيعية، اتجهت إلى تطبيق هذه التجربة تحت مسمى مصانع إنتاج اللحوم، وحققت نجاحات كبيرة وتكرار هذه التجربة فى مصر يدعم وفرة اللحوم ويهبط بالأسعار إلى معدلاتها الطبيعية.
ويقدر استهلاك مصر من اللحوم الحمراء سنوياً بنحو 1.3 مليون طن، تستورد منها 40%، فى حين بلغ عدد رؤوس الثروة الحيوانية إلى 7.5 مليون رأس ماشية، بحسب بيانات وزارة الزراعة لعام 2022.
وكان النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب تقدم بطلب إحاطة قبل أيام إلى رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بشأن مواجهة نقص اللحوم الحمراء المحلية.
وطالب، بتحركات رسمية من أجل رفع الكفاءة الاقتصادية لقطاع الإنتاج الحيوانى، ووضع خطة لتعزيز وتنمية الثروة الحيوانية، لتحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، بجانب تعزيز السلالات المتخصصة فى إنتاج الألبان واللحوم لتحقيق الاكتفاء الذاتى، وتقليل فجوات الاستيراد، وتدعيم ورفع مستوى معيشة صغار المربين والمزارعين.
قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن مقترح إنشاء مناطق لتسمين المواشى جيد وسيوفر العديد من رؤوس الماشية التى تساهم فى سد الفجوة التى تشهدها البلاد من اللحوم الحمراء ونقص المعروض بعد خروج صغار المربين عقب ارتفاع أسعار الأعلاف خلال الفترة الماضية.
أضاف أبوصدام لـ”البورصة”، أن نجاح المشروع يتوقف على الإدارة الناجحة التى يجب أن تكون من أصحاب الخبرات وقادرة على تخطى المشكلات والتحديات، بجانب دراسة الجدوى الناجحة التى تدفعه إلى الاستمرارية.
لفت إلى أن الاعتماد على الزراعات التعاقدية فى توفير الأعلاف للمشروع أبرز عوامل النجاح، فضلًا عن الاستيراد فى الوقت الذى تعانى منه البلاد من شح فى السيولة الدولارية، وحال الاعتماد على جزء من الاستيراد أن تتدخل الحكومة فى رفع الأعباء الجمركية عن الخامات لفترة حتى يتم ضخ رؤوس الماشية الجاهزة للذبح.
قال أحمد سيف، رئيس مزارع العرب للماشية، إن تدخل القطاع الخاص فى مثل هذه المشروعات وخصوصًا فى الإدارة أمر جيد لنجاحه لكى تكون المنافسة عادلة، بجانب تحقيق استراتيجية الحكومة لتمكين القطاع الخاص التى اتجهت إليها خلال الفترة الأخير من خلال طرح 32 شركة.
لفت إلى أن المشروع سيخفض من ورادات اللحوم الحية والمجمدة، حال تنفيذه وفقًا لمستثمرى القطاع الذين يمتلكون العديد من الخبرات، بجانب العمل بنظام الدورة المتكاملة أى استقطاب أفضل السلالات وتعظيم الزراعات التعاقدية فى توفير خامات الأعلاف من ذرة وصويا وشعير وغيرها من المحاصيل الزيتية.
اقترح تولى وزارة الزراعة الرعاية البيطرية للمشروع من خلال توفير الأمصال واللقاحات المطلوبة للتحصين ضد الأمراض الوبائية.