بايدن: على الرئيس “شى جين بينج” أن يحذر من التقارب الروسي
بدأت استراتيجية إخراج الصين من محافظ الاستثمار الخاصة بالأسواق الناشئة تكسب أرضًا بشكل متسارع، فى ظل سعى مديري المحافظ فى خفض مخاطر الاستثمار فى دولة تواجه رياحًا معاكسة استثنائية على المستويين السياسى والجيوسياسى وفق ما ذكرته بلومبرج.
وتواجه الصين تحديات بسبب موقفها من تايوان التى حظيت مؤخرًا بدعم أمريكى، ما أدى لزيادة التوتر القائم بين الصين وأمريكا، ولم تكن تلك سوى البداية، إذ عمًق التقارب الروسى- الصينى من حدة الخلاف، وكذلك اتهامات التجسس وإسقاط المنطاد الصينى كانت إحدى الحلقات.
وقال الرئيس الأمريكى “جو بايدن”، فى مقابلة مع قناة “سى إن إن”، إنه أخبر نظيره الصينى “شى جين بينج” أن عليه توخى الحذر، جاء ذلك عقب اجتماع الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وأشار بايدن إلى أن اعتماد الصين على الاستثمارات الغربية لا يتناسب وتقاربها مع روسيا التى سحب منها أكثر من 600 شركة أمريكية استثماراتهم، معتبرًا ذلك رؤيته وليس تهديدًا.
أضاف بايدن أن نظيره الصيني لم يجادل فقط.. بل استمع. وأن الصين ليست منغمسة بالكامل مع روسيا.. لذا فهناك سبيل لحل المسألة.
ووفق بلومبرج، لم تكن المنتجات التى تستثمر فى الأسواق الناشئة باستبعاد الصين موجودة تقريبًا قبل 2015، لكنها زادت بشكل كبير العام الماضى، بعدما أصبح الاستثمار فى الصين محل شك، وتم إطلاق 12 صندوقا للاستثمار فى الأسهم بخلاف الصين أحدهم لجولدمان ساكس، خلال العام الماضي.
وفى النصف الأول من العام الحالى تم تدشين 5 آخرين بينهم صندوق لمدير الأصول “بلاك روك”.
وتشير الوكالة إلى أن الاتجاه المتنامى، يأتى فى وقت تمثل فيه أسهم الصين 30% من مؤشر “مورجان ستانلى للأسواق الناشئة”، وهو فى حد ذاته يشكل أزمة فى ظل تسجيلها أداء أقل من الأسواق العالمية للعام الثالث والتوترات مع الغرب، والاضطراب فى القطاع الخاص، وعودة مخاوف تباطؤ الاقتصاد.
“المرء يجب أن يفكر فى العواقب التى قد تحدث إذا ما دخلت الصين صراعًا مع أجزاء أخرى من العالم- فى تلك الحالة ماذا سيحدث للاستثمارات المرتبطة بالصين؟” هكذا قال فيكتور زانج، رئيس قطاع الاستثمار فى “أمريكان سينشرى إنفستمنت” ومقرها مدينة كانساس الأمريكية.
أضاف أن ذلك تساؤل مشروع ويدعم فكر عالمى بضرورة جعل محافظ الاستثمار فى الصين منفصلة عن الأسواق الناشئة.
وأطلق مورجان ستانلى مؤشرًا للأسواق الناشئة بخلاف الصين فى 2017، لكن استراتيجية الاستثمار فى تلك الأسواق لم تنطلق سوى عقب القيود الصارمة التى فرضتها البلاد لمكافحة فيروس كورونا، والطفرة الاقتصادية دون التوقعات عقب فتح الاقتصاد.
لقد كان تردد بكين فى منح حوافز كبيرة، والعقبات الهيكلية بينها انخفاض عدد السكان، أسباب إضافية للمستثمرين للبحث عن العوائد فى مناطق أخرى من العالم.
وانخفض مؤشر مورجان ستانلى للصين 8% خلال العام الحالى، فى استمرار للتراجع خلال السنوات الثلاث الماضية، وفى أثناء ذلك ارتفع مؤشر الأسواق الناشئة الذى يستبعد الصين، 11% فى ظل أن طفرة الذكاء الاصطناعى صعدت بالأسواق التى يغلب على أسهمها شركات التكنولوجيا مثل كوريا الجنوبية وتايوان والصين.
“المخاطر الجيوسياسية، والمخاطر النظامية والمخاوف العامة بشأن الاستثمار فى الصين كانت أكبر دوافع الاهتمام بالمنتجات التى تستبعد أصولها، بحسب رومانيا جرافيير، متخصصة فى إدارة المحافظ لدى “ويليم بلير إنترنتاشينوال ليمتيد”، أحد أول مقتحمين استراتيجيات الاستثمار فى الأسواق الناشئة بخلاف الصين.
وبحسب بيانات جمعتها بلومبرج، فإن إجمالى الأصول المدرجة فى مؤشر مورجان ستانلى للأسواق الناشئة بخلاف الصين ، والتى تحتفظ بها (آي شيرز) المزود العالمى لمنتجات صناديق الاستثمار المتداولة، نمت إلى 4.4 مليار دولار مقابل 165 مليون دولار بنهاية 2020، فى حين أن الأصول الصينية المدرجة فى مؤشر مورجان ستانلى بحوزتهم ارتفعت فقط 19% إلى 8 مليارات دولار.
مديرو الأصول فى “أليانز” جلوبال إنفيستورز، و”أليانس بيرنستن إل بى” و”بى إن بى باريبا” لإدارة الأصول، من بين من قالوا لـ”بلومبرج” أن هناك اهتمام متزايد من العملاء بالأصول فى الأسواق الناشئة بخلاف الصين.
ويقول باراس جوبتا، رئيس إدارة المحافظ الآسيوية فى “ﻳوﻧﻳون ﺑﺎﻧﻛﻳر ﺑرﻳﻔﻳﻳﻪ”، إن هناك عملاء الآن يعطون بشكل مكثف تعليمات تقيد استثمار أموالهم فى الأصول الصينية، مايؤكد وجود اتجاه واضح يتمثل في أن المستثمرين يبحثون عن خيارات استثمار خالية من الصين ضمن فضاء الأسواق الناشئة الأوسع.
ذلك لا يعنى أن المستثمرين يهجرون الانكشاف على الأصول فى الصين، فهى ثانى أكبر اقتصاد عالمى، وموطن لعمالقة التكنولوجيا مثل “تينسنت هولدنج”، ومجموعة “على بابا “، لذلك فهى أكبر من أن يتم تجاهلها.
ويشبه بعض مديري الأصول، التحول بما حدث للولايات المتحدة واليابان منذ عقود، عندما استدعت نفوذهم المتزايد تخصيص محافظ مستقلة لهم،ومع 10 تريليونات دولار من رأس المال في سوق الأوراق المالية، تحظى الصين بمجموعة كبيرة من الشركات التي لا تزال غير مستغلة من قبل المستثمرين الأجانب.
ويرى كريستيان أبويدى، رئيس تخصيص الأصول في لومبارد أودييه، أن أهمية الصين فى الاقتصاد العالمى، تجعلها تستحق أن تكون لها محافظها المستقلة وأن يتم تخصيص الأصول بشكل مباشر.
أضاف أن اعتبارات الاقتصاد الكلي قصيرة الأجل، والتوترات الجيوسياسية، ستؤثر على الأداء على المدى القصير لكن على المدى الطويل الصين وُجدت لتبقى.
ويقول بعض المستثمرين أيضًا إن التراجع في الأسهم الصينية جعل التقييمات جذابة، إذ يحوم مؤشر “هانج سنج”، بالقرب من سوق هابطة، ويتم تداول الأسهم المدرجة فيه عند أقل 10 مرات من مضاعف الربحية، وهي واحدة من أرخص الأسواق الرئيسية في العالم.
وبينما قد تظهر بعض عمليات الشراء لاقتناص فرص انخفاض السعر، فإن تحليل أجراه بنك مورجان ستانلي يُظهر أن المديرين النشطين منذ فترة طويلة فقط في الولايات المتحدة وأوروبا، قد عمقوا خفضهم للوزن النسبى للصين فى محافظهم خلال يونيو.
وبحسب بيانات بلومبرج سمح استبعاد الصين من محافظ الأسواق الناشئة بمزيد من التركيز على الأسواق الناشئة الأخرى في آسيا، لتجمع تدفقات أجنبية تصل إلى 25.4 مليار دولار خلال العام الحالى، وهى أعلى مستوى منذ 2016.
