ما أهمية الرئيس التنفيذي لشركة ما؟ لا يزال هناك الكثير، فى تقدير مجالس الإدارة والمساهمين الأمريكيين.
أحدث الدلائل التى شهدناها الأسبوع الحالى جاءت فى صورة اتفاق جديد لمد عقد الرئيس التنفيذى لـ”ديزنى”، بوب ايجر ، عامين إضافيين حتى نهاية 2026.
العقد الجديد لـ”إيجر”، الذى قفز على وظيفته القديمة فى الشركة بعد فترة حكم “بوب تشابيك” المشؤومة، يشمل فرصة لربح خمس أضعاف راتبه الأساسي كمكافآت سنوية، مقارنة بنحو ضعف واحد فى السابق.
هذه الشهامة ليست استثنائية في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالرؤساء التنفيذيين النجوم، حتى عندما يبدو أنهم قد يميلون إلى البقاء دون حافز إضافى.
فى يوليو2021، منتصف الوباء، منح مجلس إدارة “جى بى مورجان تشيس” لرئيسها التنفيذى، جيمى ديمون، مكافأة بقاء من المتوقع أن تكون حوالى 50 مليون دولار، في شكل خيارات الأسهم التي يمكن أن يستخدمها إذا ظل يعمل فى بنك “وول ستريت الكبير” حتى عام 2026.
ديمون، البالغ من العمر الآن 67 عامًا، هو ملياردير، وذلك بفضل إدارته الناجحة للبنك لمدة 20 عامًا تقريبًا.
ورغم المغازلة في بعض الأحيان بفكرة الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة، إلا أنه لم يصدر ضجيجًا بشأن ترك جى بى مورجان فى أى وقت قريب.
أحد الانتقادات القليلة التي وجهت إلى فترة ديمون كانت أنه فشل في تعيين خليفة واضح لتولي المسؤولية منه، وأدت مكافأة البقاء غير المتوقعة لعام 2021 إلى تفاقم هذا التصور، فلماذا أعطى مجلس إدارة جى بى مورجان، “ديمون” 50 مليون دولار إضافية إذا بقى فى البنك حتى يبلغ 70 عامًا؟ من يعرف؟ لم يقل المجلس الكثير بخلاف أنه يريد أن يبقى عليه.
وبعد ثلاثة أشهر، منح مجلس إدارة بنك جولدمان ساكس، كل من ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذى منذ 3 سنوات، وجون والدرون، الرئيس والمدير التشغيلي، مكافآت خاصة للابقاء عليهما ، قدرت بملايين الدولارات مدة خمس سنوات، والمتوقع أن تصل بحلول ذلك الوقت إلى 30 مليون دولار و20 مليون دولار على التوالى.
كان المقصود من جائزة خلق قيمة المساهمين” المزعومة “هو ضمان استمرارية القيادة، بالإضافة إلى زيادة سعر سهم جولدمان بطريقة متوازنة” لا “تشجع على المخاطرة غير الحكيمة .
لماذا يقدم مجلس إدارة جولدمان لهذين الرجلين جوائز إضافية؟ ألم يكن تعويضهما السنوى بعشرات الملايين من الدولارات كافياً لإبقائهم فى البنك؟
وكذلك هناك ما منحه مديرو مجلس إدارة لـ “لارى كالب” فى أغسطس 2020 للإبقاء على خدماته، بعد أن أصبح المدير التنفيذى فى أكتوبر 2018، وفى ذلك الحين تم منحه عقدا لمدة 4 سنوات، وهو الرئيس التنفيذى الأول للشركة الذى يعمل وفق عقد توظيف، وكفل له راتب 21 مليون دولار سنويًا ما بين أسهم ونقدية.
كما منح مجلس الإدارة لـ”كالب” جائزة تحفيزية، وهي منحة أسهم كبيرة تصل إلى 7.5 مليون سهم من أسهم “جينرال إليكتريك”.
لماذا تشعر مجالس إدارات الشركات بالحاجة إلى منح الرؤساء التنفيذيين الأثرياء بالفعل والذين يحصلون على مكافآت مناسبة المزيد من الحوافز المالية للقيام بوظائفهم؟ لم يشرح أى من المجالس منطقه بشكل مُرضٍ، بخلاف هراء الشركات المعتاد.
يذكر أن غالبية المساهمين صوتوا ضد خطط المكافآت فى جى بى مورجان و”جينيرال إلكتريك” لكن أصواتهم غير ملزمة .
فى وقت يصل فيه التفاوت في الدخل إلى مستويات سخيفة، متى يكون هذا كافياً؟ يسعد معظم الناس فقط بالحصول على وظائفهم والاحتفاظ بها. فلماذا تشعر مجالس الإدارة بضرورة زيادة رواتب المديرين التنفيذيين المرتفعة بالفعل لمجرد إبقاء القادة حولهم؟ ليست لدي إجابة جيدة ولكني بالتأكيد أود أن أعرف.
المصدر: صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية
كاتب المقال: ويليام كوهان، مسئول سابق لدى بنوك الاستثمار ومؤلف كتاب “قوة الفشل”







