عبدالمقصود: نقص العملة يحاصر استيراد المعدات والمواد الخام
مر عامان على افتتاح مدينة الدواء المصرية ولايزال مستثمرو القطاع يترقبون نتائج أعمالها لسد احتياجات السوق المحلى من بعض أصناف الأدوية الحيوية التى لايوجد لها بدائل محلية.
وتعد مدينة الدواء التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2021، من أبرز المناطق المتخصصة فى تصنيع وإنتاج الأدوية واللقاحات والأمصال للسوق المصرى، وتقام على مساحة 180 ألف متر، وتقع فى المنطقة الصناعية بالخانكة، وفق بيان لمجلس الوزراء.
قال عادل عبد المقصود عضو شعبة الصيادلة بغرفة القاهرة التجارية، إن السوق المصرى يعانى من نقص بعض أصناف الأدوية المستوردة كأدوية الغدة، ولابد من توفيرها محليًا عن طريق جذب شركات جديدة لإقامة مشروع فى مدينة الدواء المصرية.
أضاف «عبد المقصود» أن المستثمرين فى تصنيع الأدوية ليس لديهم مشكلة فى توطين الأدوية المستوردة محليًا، لأن الأمر فى جميع الأحوال يحتاج إلى تدبير الدولار لتمكين الشركات من استيراد المعدات و المواد الخام.
وأوضح، أن الإنتاج المحلى من الأدوية وصل إلى 90%، ولدينا بدائل لها نفس المادة الفعالة من الأدوية المستوردة تقدر بنحو 3% والنسبة الأخرى يصعب توفيرها فى الوقت الحالى كأدوية السرطان.
«الليثي»: تصنيع 10 أصناف من الأدوية حتى الآن بالمدينة
قال جمال الليثى رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إن مدينة الدواء وقعت برتوكولات تعاون مع 5 شركات حتى الآن، وستظهر ثمار أعمالهم فى سوق الدواء خلال 4 سنوات نظرًا لأن الاستمار فى قطاع الدواء يختلف عن الأنشطة الصناعية الأخرى .
أضاف «الليثي» لـ «البورصة»، أن شركات الأدوية التى تعتمد على مستلزمات إنتاج مستوردة، تترقب دخول مزيد من الاستثمارات الجديدة إلى مدينة الدواء لتوطينها محليًا حتى تتمكن من العمل بكامل طاقتها الإنتاجية فى ظل صعوبة تدبير دولار الاستيراد.
ذكر أن الغرفة تتابع مع مسؤولى المدينة أوضاع الشركات العاملة، وتبين أنه تم إنتاج 10 أصناف من الأدوية فى معظم الأقسام العلاجية كأدوية السكر والضغط والقلب بالمدينة، وخلال الفترة المقبلة ستصنع بعض أصناف الأدوية المستوردة.
أوضح أن الهدف من إنشاء مدينة الدواء هو أن تكون موطن للشركات العالمية لتصنيع الأدوية المستوردة محليًا والقابلة للتصدير وثم تعويض نقص بعض الأصناف فى السوق وتوفيرها بأسعار مناسبة.
ذكر أن الغرفة تسعى خلال الفترة الحالية إلى الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاع وبالتحديد فى مدينة الدواء، فى محاولة لجذب المزيد من الشركات الأجنبية لإقامة مشروعات فى مصر بشكل ذاتى بمشاركة أحد الشركات المحلية.
وأشار «الليثي»، إلى أن المدينة تمتلك أحدث الماكينات والتقنيات والوسائل التكنولوجية لتصنيع الأدوية بمعايير الجودة العالمية المتعارف عليها، وإصدارها فى الأسواق دون تأخير.
ووفق دراسة الجدوى الخاصة بالمدينة فمن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية إلى 150 مليون عبوة سنويا، وتضم المدينة مصنعين أحدهما للأدوية غير العقيمة يضم 15 خط إنتاج، يوفر ما تحتاجه الدولة من أدوية.
«حافظ»: مطالب بتوسيع دائرة الحوافز لتسريع وتيرة الاستثمار
قال محى حافظ وكيل المجلس التصديرى للأدوية، عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، إن المدينة تصنع أدوية تقليدية الفترة الحالية ولكن فى المستقبل القريب ستعمل على تصنيع الأدوية البيولوجية، بجانب تصنيع أدوية الأورام.
أضاف لـ «البورصة»، أن مدينة الدواء تشهد توسعات بجميع الأقسام الإنتاجية التقليدية من مواد صلبة وسائلة وشبة الصلبة، وتضم مرحلة أخرى للأدوية غير التقليدية كأدوية الأورام والبيولوجية لتصنيعها بأحدث تكنولوجيا.
ويرى حافظ أن تسريع وتيرة الاستثمار فى المدينة يحتاج إلى حزمة جديدة من المحفزات فى ظل التحديات التى تواجه السوق العالمى عقب جائحة كورونا وما تلاها من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت إلى أن مدينة الدواء تعتبر صرح عملاق سيساعد على توفير الدواء المحلى للمواطن المصرى بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى أنها ستساهم فى زيادة نسبة تصدير الأدوية خلال المرحلة المقبلة.
تابع حافظ، أن المدينة انتجت أدوية وضختها فى الأسواق المصرية.. لكن ليس على المستوى المرجو “لذلك سنعمل مع الدولة خلال الفترة المقبلة فى الترويج للاستثمار لتحريك عجلة الاستثمار حتى تحقق تتطلعاتها”.
وارتفعت صادرات قطاع الدواء خلال النصف الأول من 2023 ليسجل 530 مليون دولار مقابل 467 مليون دولار خلال نفس الفترة العام الماضي، وفقًا لبيانات المجلس التصديرى للصناعات الطبية والأدوية.
“عوف”: التحديات عطلت الاستثمار بين الدول وانعكس على قطاع الأدوية
قال على عوف رئيس شعبة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية، إن التحديات التى شهدها السوق خلال الفترة الماضية عطلت حركة الاستثمارات بين الدول وهو ما انعكس على حجم الاستثمارات المتدفقة على مدينة الدواء.
أشار إلى أن الشعبة تتواصل بشكل دائم مع الشركات الأجنبية لتوطين صناعة الأدوية فى مصر، وآخرها كان الاتفاقية التى وقعتها شركة أوتسوكا اليابانية لتصنيع أدوية الأورام غير المتوفرة محليًا.
ووقعت المدينة بنهاية مايو 2022 اتفاقية استراتيجية أيضًا مع شركة «روش» السويسرية لنقل وتوطين البايوتكنولوجى والمستحضرات الحيوية الخاصة بأمراض الدم والمناعة فضلًا عن الإنتاج المشترك للأدوية.
أضاف «عوف» لـ «البورصة»، أن المدينة انتجت أدوية فى الأسواق بعد عام من إنشائها، لكن إنتاجها غير كاف لاحتياجات أكبر سوق استهلاكى بمنطقة الشرق الأوسط.
كتبت .. تقى أيمن