تستهدف الولايات المتحدة بشكل مباشر، قدرة روسيا على تصدير الغاز الطبيعي المسال لأول مرة، في خطوة قد تثير اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية التي تحرص واشنطن على تجنبها حتى الآن.
وواصلت دول أوروبا استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي حتى بعد غزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا العام الماضي، والذي أثار أزمة طاقة بعد أن خفضت موسكو إمدادات خطوط الأنابيب إلى القارة.
وحتى وقت قريب، سعت الولايات المتحدة إلى تجنب تعطيل التدفقات حتى لا تزيد الضغط على الحلفاء الذين يعانون من نقص، حسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
لكن في أوائل نوفمبر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على مشروع تطوير روسي جديد يُعرف باسم “أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2″، وهو ما يمنع الدول في أوروبا وآسيا من شراء غاز المشروع عندما يبدأ الإنتاج العام المقبل، وفقًا لمسؤولين ومحامين ومحللين.
وفي حين فرضت الولايات المتحدة وحلفاءها عقوبات على مشاريع الطاقة الروسية في الماضي ردًا على حرب أوكرانيا، سعيًا إلى حرمانها من التمويل والمعدات، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتأثر فيها إمدادات الغاز الطبيعي المسال بشكل مباشر.
وسعى المسؤولون الأمريكيون إلى التمييز بين الإمدادات الحالية وتلك التي من المقرر أن تصل إلى السوق في المستقبل القريب نسبيًا، لكنهم أقروا بأن الهدف كان الإضرار بقدرة روسيا على الاستفادة من بيع المزيد من الوقود الأحفوري.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: “ليس لدينا مصلحة استراتيجية في خفض الإمدادات العالمية من الطاقة، الأمر الذي من شأنه أن يرفع أسعار الطاقة حول العالم ويدر أرباحاً على فلاديمير بوتين.. ومع ذلك، فإننا وحلفاؤنا وشركاؤنا نتقاسم مصلحة قوية في تدهور مكانة روسيا كمورد رئيسي للطاقة مع مرور الوقت”.
من المقرر أن يكون مشروع “أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2″، الواقع في شبه جزيرة جيدان في القطب الشمالي وبالتالي السماح له بالتصدير إلى كل من السوق الأوروبية والآسيوية، ثالث مشروع واسع النطاق للغاز الطبيعي المسال في روسيا، مما يعزز طموح الكرملين في أن يصبح مصدرًا رائدًا في هذا المجال.
وعند الإنتاج الكامل، سيمثل هذا خمس هدف روسيا المتمثل في إنتاج 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا بحلول 2030، أي أكثر من ثلاثة أضعاف حجم صادرات البلاد الآن.
وكان من المتوقع أن يبدأ المشروع في شحن الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الدولية في الربع الأول من 2024.
وقال محللو السوق إن هذه الكميات ستخفف بعض الضيق في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي الناجم عن الطلب المتزايد في أوروبا.
لكن شركة “إنرجي أسبكتس” الاستشارية قالت إنها ستحذف الإنتاج المتوقع لمشروع “أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2” في القطب الشمالي من نموذج العرض والطلب الخاص بها للعام المقبل، قائلة إن العقوبات ستؤدي إلى تشديد السوق.