توقعت وكالة الطاقة الدولية، تراجع إنتاج الفحم في إفريقيا سنويا بمعدل 0.5% لينخفض من 250 مليون طن في عام 2023 إلى 246 مليون طن بحلول عام 2026، بسبب التراجع الحاد في الاستثمارات الجديدة بمشروعات تعدين الفحم.
وأكد التقرير، أن هذا الانخفاض سينتج عن تراجع إنتاج الفحم الحراري والفحم الحجري (234 مليون طن في عام 2026)، في حين أن إنتاج فحم الكوك (أو الفحم المعدني)، وهو نوع من الفحم بمستويات عالية من الكربون يستخدم في إنتاج الصلب، سيسجل زيادة سنوية بمتوسط 0.8% بحلول عام 2026 ليصل إلى 12 مليون طن.
وأرجع الانخفاض المتوقع في إنتاج الفحم في القارة بشكل أساسي إلى الانخفاض الحاد في الاستثمارات الخاصة بتطوير مناجم جديدة لاسيما المشروعات المخصصة للتصدير.
وكشفت وكالة الدولية للطاقة في تقريرها أيضا، أن العلاقة بين تراجع إنتاج الفحم وارتفاع الطلب عليه في أفريقيا علاقة عكسية؛ فمع تراجع إنتاج الفحم سنويا من المتوقع ارتفاع الطلب عليه إلى 193 مليون طن سنويا عام 2026؛ مقابل 183 مليون طن عام 2023، وبمتوسط زيادة سنوية تبلغ نسبتها 1.8% خلال هذه الفترة.
وأوضحت أن هذه الزيادة في الاستهلاك ستكون مدفوعة بشكل أساسي بالفحم الحراري والفحم الحجري (183 مليون طن في عام 2026)، بينما من المتوقع أن يظل استهلاك فحم الكوك (الفحم المعدني) مستقرا عند حوالي 5 ملايين طن.
وبوجه عام، يعتمد استهلاك الفحم في إفريقيا بشكل كبير على تطور وضع قطاع الطاقة في جنوب إفريقيا، والذي يمثل حوالي 84% من إجمالي استهلاك القارة من الفحم.
فبعد انخفاض استهلاك جنوب أفريقيا للفحم إلى 154 مليون طن خلال العام الماضي، من المتوقع أن ينتعش استهلاكها خلال السنوات القليلة المقبلة ليصل إلى 164 مليون طن في عام 2026؛ حيث ستزيد شركة الكهرباء العامة (إسكوم) من طاقتها الإنتاجية لمحطات الطاقة العاملة بالفحم من أجل التخفيف من حدة أزمة الطاقة التي ضربت البلاد لعدة سنوات.
أما على المستوى العالمي، فتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض إنتاج الفحم بمعدل سنوي قدره 1.3% خلال السنوات القليلة المقبلة ليصل إلى 8394 مليون طن في عام 2026.
ومن المتوقع تسجيل أكبر انخفاضات في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الجنوبية والوسطى.
ومن المتوقع أن يتراجع استهلاك الفحم العالمي من 8536 مليون طن في عام 2023 إلى 8344 مليون طن في عام 2026، بانخفاض قدره 0.8% في المتوسط سنويا وذلك بفضل الانتشار الكبير لمصادر الطاقة المتجددة على مدار السنوات المقبلة.
ووفقا للتقرير، فإن الانخفاض المتوقع في الاستهلاك العالمي سينتج بشكل أساسي عن انخفاض الاستهلاك في الصين، وهي دولة رائدة في سوق الفحم حيث تستحوذ على 54% من الاستهلاك العالمي وحوالي نصف الإنتاج العالمي أيضا.