تدرس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التعاون مع ميناء روتردام الهولندي في مجالات تداول الوقود الأخضر ليكون مسار الوقود الأخضر من المنطقة الاقتصادية بعد تصنيعه متجهًا إلى ميناء روتردام بهولندا تمهيدًا لوصوله إلى الأسواق الأوروبية كافة.
وقال وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن هذا التعاون يأتى في إطار تفعيل الممر الأخضر “Green Corridor” من سنغافورة إلى ميناء روتردام مرورًا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يجري إعداده لأن يكون ممرًا لتموين السفن بالوقود الأخضر.
وشارك جمال الدين، بالقمة والمعرض العالمي للهيدروجين المنعقد في روتردام بهولندا، في الفترة من 13 إلى 15 مايو، حيث يعد الحدث الأبرز في مجال الطاقة الخضراء في القارة الأوروبية.
وتناقش القمة في دورتها الحالية سبل دعم التحول في مجال الطاقة، وتعظيم الدور الذي تلعبه الحكومات جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل في تحقيق أهداف التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء.
وعلى هامش فعاليات القمة، عقد رئيس المنطقة الاقتصادية اجتماعًا مع فيليبي أربيلايز، النائب الأول لرئيس مجموعة BP للهيدروجين، لبحث سبل التعاون في مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة.
واستعرض جمال الدين الجهود المبذولة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية والمرافق ذات المواصفات العالمية لاستيعاب مشروعات الهيدروجين المرتقبة، وخطط وأماكن النقل والتخزين ومحطات تموين السفن بالوقود الأخضر الذي سيتم إنتاجه بالمنطقة.
ووقع رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مذكرة تفاهم مع مؤسسة روتردام، وتهدف المذكرة للتعاون المؤسسي في مجالات التحول للاقتصاد الأخضر ورفع كفاءة الموانئ البحرية من خلال تبادل الخبرات الفنية وتنفيذ عدد من برامج التدريب المشتركة.
وفي كلمته استعرض رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، استراتيجية الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة وما تبذله من جهود في سبيل تيسير مناخ الاستثمار لإقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وممارسة نشاط تموين السفن به؛ حيث خصصت الهيئة مساحات للهيدروجين الأخضر والصناعات المكملة والمغذية له بمنطقتي شرق بورسعيد والسخنة المتكاملتين، وذلك للاستفادة مما تمتلكه المنطقة الاقتصادية من مقومات لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته لتكامل موانئها مع مناطقها الصناعية.
وأوصت الدائرة المستديرة بضرورة توحيد معايير إصدار الشهادات الخضراء لتيسير مهمة مطوري مشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بجانب أهمية إتاحة التمويل منخفض التكلفة مع مراعاة الموقع الجغرافي للمشروعات الإنتاجية المنتظرة، التي يقع معظمها في دول ذات اقتصادات ناشئة، لا تتمتع بتصنيف ائتماني مرتفع، وذلك بهدف تحفيز مطوري المشروعات على البدء في تنفيذ المشروعات والقدرة على الوصول إلى سعر تنافسي يؤهلهم لتوقيع عقود شراء نهائية لكامل الإنتاج.
وأكد رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أنه لا بديل عن تكاتف الجهود الدولية سواءً من جانب الحكومات أو التحالفات الاقتصادية العالمية وكذلك مؤسسات التمويل والأطراف المعنية كافة بصناعات الطاقة الخضراء، وذلك في سبيل تسريع وتيرة تنفيذ مشروعات إنتاج الوقود الأخضر وتموين السفن به، مما يساهم في خفض تكاليف الإنتاج وبالتالي الوصول لتسعير عادل يسمح بتحقيق التنافسية مع أنواع الوقود التقليدي.