فقدت أسرة تحرير جريدة البورصة، زميلاً، وصديقاً عزيزاً، وكاتباً، وأديباً، ومؤرخاً قديراً.. الزميل الأديب مصطفى بيومى الذى كانت له إسهاماته فى جريدة البورصة من خلال إبداعاته الثقافية التى جذبت الاقتصاديين من قراء الجريدة؛ لقراءة ما كان يقدمه من محتوى ثقافى يتفنن فى ربطه بالاقتصاد.. كشخصيات التاجر، ورجل الأعمال فى أدب نجيب محفوظ، وسرده تاريخ الرواد من الرأسمالية الوطنية مثل أبورجيلة، وطلعت حرب.. ومع إعجاب القراء بهذا المحتوى الثقافى الممتع، أصدرت البورصة ملحقاً ثقافياً نهاية كل أسبوع، أشرف عليه الأستاذ مصطفى بيومى، وكان يقدم مادة ثقافية ومحتوى متنوعاً ما بين التاريخ، والأدب، والشعر، والفن.. فاستطاع الأديب الراحل أن ينال إعجاب القراء، وهم أصحاب الفكر الاقتصادى والإدارى الذين كانوا يقرأون له فى البورصة عن شعر صلاح عبدالصبور، وكاريكاتير بهجت، وعن صناعة السينما، وغيرها من المواد الثقافية التى كان الراحل يتفنن فى توظيفها بما يخدم القارئ الاقتصادى. ولأن شغفه بالتاريخ كان كبيراً فقد سهَّل له ذلك عرض سيرة الاقتصاديين الرواد فى تاريخ الرأسمالية المصرية..
وظل الأديب الكبير يتواصل معنا سنوات حتى صعب عليه الأمر، ومع مرضه لم يستطع الاستمرار والمداومة على الكتابة لجريدة البورصة.. ونشهد له بالتزامه فى تقديم مادته فى مواعيدها، وحرصه على أن يأتى بها بنفسه ليرسم صفحات الملحق.. افتقدنا زميلاً وصديقاً عزيزاً، دمث الخلق، متواضع رغم شهرته وثقافته وإبداعاته كاتباً ومؤرخاً له إسهاماته فى الأوساط الأدبية والثقافية.. رحم الله الفقيد، وخالص العزاء لأسرته ومحبيه..