مخاوف اتساع الحرب تهدد تماسك سلاسل الإمداد والأسواق

المكاوى: اللجوء إلى طرق بديلة يضاعف تكاليف الشحن والتأمين البحري

توقع مستوردون، تأثر سلاسل الإمداد حال استمرار أو توسع الحرب بين إيران وإسرائيل، مؤكدين أن استمرار التوترات في المنطقة قد ينعكس سلبًا على استقرار سلاسل إمداد البترول والغاز والسلع الاستراتيجية .

ولفت المستوردون، إلى أن سلاسل الإمداد من وإلى دول جنوب شرق آسيا والصين، ستكون الأكثر عرضة للمخاطر، حال اتساع رقعة الحرب وامتدادها إلى حركة الملاحة فى البحر الأحمر ، مما سيضاعف تكلفة الشحن والتأمين.

قال مصطفى المكاوي، عضو الشعبة العامة للمستودرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الحرب بين إيران وإسرائيل ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على سلاسل الإمداد خلال الفترة المقبلة.

أضاف لـ”البورصة”، أن سلاسل إمداد السلع المستوردة من جنوب شرق آسيا والصين، ستتأثر بأي اضطراب في حركة الملاحة بالبحر الأحمر حال اتساع رقعة الحرب فى المنطقة، لافتا إلى أن حركة الملاحة فى مضيق هرمز وباب المندب ربما تتأثر هي الأخرى بالضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ما سيدفع السفن لتغيير وجهتها إلى رأس الرجاء الصالح.

واللجوء إلى طرق بديلة سيضاعف تكاليف الشحن والتأمين البحري، وينهي مرحلة تحسن أوضاع الشحن عقب هدوء هجمات الحوثيين.

أوضح المكاوي، أن الفترات الزمنية التى تستغرقها الشحنات المستوردة من الهند للوصول إلى مصر من خلال باب المندب تستغرق بين 9 إلى 11 يومًا ، بينما الشحنات المستودرة من الصين تحتاج بين 12 و18 يومًا.. وحال تغيير وجهتها من خلال رأس الرجاء الصالح ستتجاوز مدة وصولها 3 أشهر.

وأشار إلى أن التأثيرات غير المباشرة، ستظهر على بعض الدول المصدرة للمواد الخام والسلع والأجهزة تامة الصنع مثل الصين التى تستوردة كميات كبيرة من الغاز الإيراني والمواد البترولية .. الأمر الذى سيؤثر على عملياتها الانتاجية خلال الفترة المقبلة بعد توقف ضخ الغاز.

النواوي: تصاعد الاشتباكات سيدفع المستوردين للبحث عن أسواق بديلة

وقال سيد النواوي نائب رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية لـ”البورصة”، إن تزامن الصراع مع انتهاء موسم العيد ودخول جميع الشحنات اللازمة للأسواق، لن يؤثر حاليا على الاستيراد .. لكن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ليقترب من مستويات 51 جنيهًا، بالاضافة إلى ارتفاع أسعار المواد البترولية، سيضغطان على أسعار السلع فى الأسواق.

وحال استمرار الحرب، ستتأثر سلاسل الإمداد من الأسواق التى تمر شحناتها فى نطاق الصراع، الأمر الذى سيدفع المستوردين للبحث عن أسواق بديلة .

الصعيدي: الشركة غيرت مسار شحنة صينية إلى رأس الرجاء الصالح

وقال محمد الصعيدى، مستورد أدوات صحية، إن شركته غيرت مسار شحنة قادمة من الصين، للعبور من ممر رأس الرجاء الصالح، بعد تزايد الصراع فى منطقة البحر الأحمر.

أضاف لـ”البورصة”، أن الشركة أرجأت بعض الشحنات التى لم تتحرك من وجهتها لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع.

وتوقع ألا تتأثر أسعار الخامات والسلع فى الوقت الحالى، بسبب امتلاك الشركات مخزونا كبيرا .. وحال استمرار الإضطرابات ستظهر النتائج على المدى البعيد.

بشاى: التداعيات لن تظهر بشكل فوري وقد تمتد آثارها على المدى الطويل

وقال متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، إن تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية لن تظهر بشكل فورى، ولكن قد تمتد آثارها على المدى الطويل، إذا استمر الصراع، مؤكدًا أن مصر تتحرك بخطى واثقة لتعزيز مخزونها من السلع الغذائية لتأمين احتياجات المستهلكين لفترات زمنية أكبر وتفادى الأزمات.

ولفت بشاي، النظر إلى أن الحكومة تتابع بشكل دائم حركة السوق وتوافر السلع بالتنسيق مع القطاع الخاص والجهات المعنية، لضمان استدامة المخزون وتحفيز التجار والموردين على تعزيز المخزونات على مدار العام.
وأوضح أن الحكومة اتخذت خطوات استباقية لتأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية، يكفى لتغطية احتياجات المستهلكين لأكثر من 6 أشهر، ما يعكس قدرتها على التعامل مع كافة المستجدات دون التأثير على استقرار الأسواق أو توافر السلع.

أضاف أن الحكومة توفر السلع عبر المنافذ المدعومة مثل “سوق اليوم الواحد” ومبادرة “كلنا واحد”، لتقليل الأعباء على المستهلكين وضمان توازن السوق.