كشفت بيانات صادرة عن البنك الدولي، أن النساء يشكلن نحو 52% من الوظائف المالية في المستويات المبتدئة، إلا أن هذه النسبة تتراجع بشكل كبير في الوظائف العليا، إذ لم تتجاوز نسبة 18% حتى عام 2023.
وتُظهر التحليلات أن الصناديق الاستثمارية التي تديرها النساء تحقق أداء يفوق نظيراتها التقليدية بمعدل يصل إلى الضعف، ما يعكس الكفاءة العالية للقيادات النسائية في إدارة القرارات الاستثمارية وتحقيق عوائد إيجابية.
كما تُظهر الدراسات أن الشركات التي تضم نساء في مجالس إدارتها تسجل نتائج أقوى في مجالات الحوكمة والتنوع وجذب الكفاءات، مما يمنحها ميزة تنافسية ونموًا مستدامًا.
ووفقًا للمعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين، فإن تعزيز المساواة بين الجنسين في مواقع القيادة، خاصة في القطاع المالي، لا يُعد فقط مطلبًا حقوقيًا، بل فرصة اقتصادية كبرى، إذ يمكن أن يسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 9.6% بحلول عام 2050، بما يعادل 3.15 تريليون يورو.
ورغم ذلك، لا تزال النساء ممثلات بنسبة ضعيفة في المؤسسات المالية الأوروبية. فباستثناء إسبانيا، يقود الرجال ، البنوك المركزية في جميع دول الاتحاد الأوروبي ، وتشغل النساء فقط 30% من مقاعد مجالس إدارات البنوك المركزية.
كما لا تضم بعض البنوك في دول مثل النمسا ورومانيا وسلوفاكيا، أي امرأة في مجالسها.
أما البنك المركزي الأوروبي، فتشغل النساء مقعدين فقط من أصل 25 مقعدًا، وهي نسبة لم تتغير منذ عام 2013.
في المقابل، تبرز نماذج جديدة تقودها سيدات تُعيد رسم ملامح الحوكمة في القطاع المالي، مثل بنك “بيرمونت” الذي تقوده ويندي كاي-لي في الولايات المتحدة.
ورغم أن بنك “بيرمونت” تأسس على مبدأ الكفاءة، فإن 78% من مجلس إدارته يتكون من نساء، وهو ما يفوق بكثير المتوسط في الشركات المدرجة على مؤشر Russell 3000.
ويعد “بيرمونت” من البنوك الرقمية المصنفة كمؤسسات إيداع أقليات، حيث تعود ملكية أكثر من 51% منه لأشخاص من أقليات عرقية.
ويؤكد هذا الاتجاه أيضًا بنك “سيتي جروب”، إذ تشغل النساء 8 من أصل 14 مقعدًا في مجلس الإدارة، بمن فيهم المديرة التنفيذية جين فريزر.
أما بنك “أمالجاميتد”، فتشغل النساء نصف مقاعد مجلس إدارته، بما في ذلك منصب الرئيسة التنفيذية ورئاسة المجلس.
وأشارت أليشيا سيريت، مؤسسة مجموعة “مدام تشير”، إلى أن تمثيل المرأة في رئاسة المجالس يُعد النقطة المفصلية التالية، لما له من تأثير مباشر على جدول الأعمال والحوكمة وسماع مختلف وجهات النظر داخل المجالس.
وأضافت أن ازدياد عدد النساء في مواقع القيادة العليا سيؤدي إلى مزيد من التبادل المعرفي والممارسات المؤسسية الفضلى، ما يعزز كفاءة واستدامة الأداء المالي في المؤسسات.








