نخطط لضخ استثمارات جديدة في تصنيع الرخام بالسوق المصري
قال السفير صالح موطلو شن، سفير تركيا لدى القاهرة، إن بلاده تتطلع إلى توسيع استثماراتها في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة في عدد من القطاعات الصناعية الواعدة، متجاوزةً صناعة الغزل والنسيج التي استثمرت فيها الشركات التركية بقوة خلال السنوات الماضية.
وقال «شن» في حواره لـ «البورصة»، على هامش افتتاح الدورة الأولى من معرض «ستون أفريكا» المتخصص في الرخام والأحجار الطبيعية، إن صناعة الرخام في مصر مرشحة لجذب استثمارات تركية جديدة، مدفوعةً بإرادة سياسية مشتركة ورؤية واضحة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف أن إجمالي الاستثمارات التركية في مصر تتجاوز 3 مليارات دولار، موزعة على نحو 1700 شركة، ما يعكس الثقة المتزايدة في مناخ الأعمال المصري وقدرته على جذب رؤوس الأموال الصناعية.
أوضح السفير التركي أن السوق المصري يمثل مركزًا محوريًا للأنشطة الصناعية التركية في المنطقة، وبوابة رئيسية للمنتجات التركية نحو الأسواق الإفريقية الواعدة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الجانبين تشهد تحولًا من مجرد تبادل تجاري إلى شراكات إنتاجية واستثمارية متكاملة.
وأشار إلى أن قيمة الصادرات المصرية إلى تركيا بلغت 2.39 مليار دولار خلال أول تسعة أشهر من العام الجاري، مقابل 2.3 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنمو 4%، ما يعكس قوة العلاقات التجارية واستمرار نموها رغم التحديات العالمية.
وتتمثل أبرز الصادرات المصرية إلى السوق التركي في المنتجات الكيماوية والأسمدة، ومواد البناء، والغزل والمنسوجات، والسلع الهندسية والإلكترونية، والملابس الجاهزة، والحاصلات الزراعية.
وأوضح أن حجم التجارة بين مصر وتركيا سجل 8.8 مليار دولار خلال عام 2024، بزيادة قدرها مليار دولار على أساس سنوي، ما يؤكد زخم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
3 مليارات دولار إجمالى الاستثمارات التركية في مصر
قال السفير التركي إن أغلب الشركات التركية تشارك للمرة الأولى في معرض «ستون أفريكا»، معتبرًا أن المشاركة تمثل فرصة لاكتشاف السوق المصري والاستثمار في صناعة الرخام، التي تعد أحد أهم مجالات التعاون الصناعي بين البلدين.
وأضاف أن قطاع الرخام والجرانيت يجسد التكامل الصناعي والمصلحة المشتركة، موضحًا أن الرخام التركي يتميز بتنوع خاماته وجودته العالية، خصوصًا الرخام الأبيض الذي يتمتع بسمعة عالمية مرموقة.
وأشار إلى أن المنتجات الرخامية التركية تحظى بمكانة قوية في السوق المصرية، إذ يتم استيراد الرخام مقطّعًا لإعادة تصنيعه محليًا داخل المصانع المصرية ثم طرحه مجددًا في السوق أو تصديره إلى الأسواق الإقليمية.
ولفت إلى أن الرخام التركي يتميز بقدرته على عكس الحرارة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للاستخدام في مصر ودول الخليج، مشبهًا ذلك ببرودة رخام منطقة المطاف في الحرم المكي.
وتوقع «شن» أن تشهد المرحلة المقبلة ضخ استثمارات تركية جديدة في مجال تصنيع الرخام داخل مصر، مؤكدًا أن القاهرة تُعد من الدول المحورية في إنتاج الجرانيت بالمنطقة.
أوضح السفير التركي أن الطلب على الرخام التركي في السوقين المصري والأفريقي في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أنه عقد لقاءات مع عدد كبير من ممثلي الشركات التركية المشاركة في المعرض لبحث فرص التوسع في التصدير وإعادة التصدير للأسواق الإقليمية.
وأكد أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا تقوم على مبدأ التكامل الصناعي وليس التنافس، موضحًا أن النموذج القائم يعتمد على استيراد الرخام الخام من تركيا ومعالجته في المصانع المصرية بفضل انخفاض تكاليف الطاقة وتوافر العمالة الماهرة، ثم إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية والخليجية، بما يعزز القيمة المضافة للطرفين.
وشدد السفير التركي على أن الحكومة التركية تشجع الشركات على دخول السوق المصرية وتوسيع استثماراتها في مختلف القطاعات، موضحًا أن الاستثمارات التركية لا تقتصر على الغزل والنسيج كما يعتقد البعض، بل تمتد إلى مجالات التصنيع والمواد الإنشائية والتقنيات الحديثة.
وأشار إلى أنه شارك مؤخرًا في افتتاح مصنع تركي جديد في مصر متخصص في إنتاج أنظمة النوافذ والأبواب المصنوعة من مادة PVC، وهي تكنولوجيا حديثة لم تنتشر بعد على نطاق واسع في السوق المحلية.
وتتميز بمتانتها ومقاومتها لعوامل الطقس، مما يجعلها خيارًا مستدامًا يناسب المناخات الحارة في المنطقة.








