Efghermes Efghermes Efghermes

تصاعد المخاوف الآسيوية مع استعداد ترامب وشي لإجراء محادثات تجارية

رصدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، تصاعد المخاوف الأمنية من بعض الدول الآسيوية حيال احتمالية أن تؤدي صفقة كبرى محتملة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج حول القضايا الاقتصادية إلى تجاهل الملفات الأمنية البارزة في المنطقة.

وذكرت الصحيفة- في سياق تقرير- أن ترامب وجه رسالة واضحة للعالم، في ولايته الأولى، مفادها أن الولايات المتحدة تستعدّ لحقبة من المنافسة العسكرية والاقتصادية المتصاعدة مع بكين. لكن مع توجهه في أول جولة له إلى آسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض، أصبح إبرام صفقة تجارية جديدة مع الصين على رأس أولوياته، ما أثار مخاوف لدى حلفائه الآسيويين من أن تكون صفقات ترامب التجارية على حساب أمنهم ومصالحهم.

موضوعات متعلقة

تعليقًا على ذلك، قال كريج سينجلتون، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومدير برنامج الصين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات:” يشعر الحلفاء الآسيويون بارتباك استراتيجي كبير وهاجسهم الأساسي الآن هو أن تؤدي نزعة ترامب حيال إجراء الصفقات إلى صفقة كبرى مع شي، خاصة إذا كانت على حساب دول الجوار أو تقلل من نفوذ الحلفاء”.

وبدأت جولة ترامب المكثفة في آسيا صباح اليوم الأحد عبر ماليزيا للمشاركة في اجتماعات رابطة جنوب شرق آسيا “آسيان”، حيث شارك ترامب الإشراف على توقيع اتفاقية سلام لتسوية النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، وفقًا لمسئولين أمريكيين.

بعد ذلك، من المنتظر أن يتوجه ترامب إلى اليابان، حيث سيلتقي بساناي تاكايتشي، رئيسة الوزراء الجديدة للبلاد، التي تدعو إلى علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وجيش ياباني أقوى. وتعهدت تاكايتشي يوم أمس الأول بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي قبل عامين من الموعد المحدد، وهي خطوة ستعزز أجواء زيارة ترامب. لكنها تفتقر- مع ذلك- إلى العلاقة الوطيدة التي كان يتمتع بها شينزو آبي – رئيس الوزراء الياباني السابق الذي اغتيل بعد تركه منصبه – مع ترامب.

والمحطة الثالثة لترامب هي كوريا الجنوبية، حيث سيلتقي بالرئيس لي جاي ميونج ويشارك في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. وبينما قال ترامب إنه منفتح على لقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في وقت ما، قال مسئول أمريكي كبير للصحفيين يوم الجمعة إن هذا اللقاء ليس مدرجًا على جدول أعمال هذه الرحلة. لكن ترامب اعتبر اجتماعه صباح الخميس مع شي في كوريا الجنوبية بمثابة الاختبار الحقيقي لرحلته إلى آسيا.

وقال ترامب يوم الاثنين: “يبدو أن هذا هو الاجتماع الذي يثير اهتمام الناس بشدة. أعتقد أنه عندما ننهي اجتماعاتنا في كوريا الجنوبية، ستتوصل الصين وأنا إلى اتفاق تجاري عادل ورائع للغاية”.

وتشمل أجندة ترامب مع الصين- حسبما أبرزت “وول ستريت جورنال” تأمين تخفيف القيود المفروضة على تصدير المعادن النادرة وتجنب حرب تجارية شاملة مع بكين، فيما قال ترامب إن أحد الأهداف الفورية هو إقناع الصين باستئناف شراء فول الصويا الأمريكي، الذي توقفت بكين عن شرائه- مما أثار استياء المزارعين الأمريكيين، وهم شريحة مهمة من ناخبي الحزب الجمهوري.

بدوره، قال كورت كامبل، الخبير المخضرم في الشؤون الآسيوية والذي شغل منصب نائب وزير الخارجية في إدارة بايدن، إن الاجتماع المرتقب بين ترامب وشي أدى إلى قلق كبير وترقب في المنطقة.

وأضاف كامبل أن الحلفاء الآسيويين يفضلون أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة والصين “ليست متوترة للغاية ولا فاترة للغاية”. وهم يشعرون بالقلق إزاء سيناريوهات قد تتصاعد فيها العلاقات بين ترامب وشي نحو المواجهة أو تؤدي إلى شراكة بين واشنطن وبكين تُتخذ فيها القرارات دون علمهم. وتابع:” في الحرب الباردة، كانت لغة القوة هي القدرات النووية. لكن ترامب وشي يفتتحان حاليًا حقبة جديدة يكون فيها التفوق التكنولوجي في صميم المنافسة”.

وفي تقريرها، أوضحت “وول ستريت جورنال” أن ثمة شخصيات متشددة في مجال الأمن القومي هيمنت على إدارة ترامب الأولى، حيث شددوا على ضرورة الاستعداد لعصر جديد من المنافسة بين القوى العظمى. ووصفت استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2018، خلال فترة تولي جيم ماتيس منصب وزير الدفاع في البنتاجون، الصين بأنها قوة “تعديلية” تسعى للسيطرة على غرب المحيط الهادئ، وقالت إن الولايات المتحدة ستعزز تحالفاتها وتنمي اقتصادها وتطور جيشًا أكثر فتكًا ردًا على ذلك.

لكن من المتوقع أن تسلط استراتيجية الدفاع الوطني القادمة لوزير الدفاع بيت هيجسيث الضوء على التواجد العسكري الأمريكي المتزايد في نصف الكرة الغربي للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للتنحي عن منصبه ومحاولة وقف تدفق المخدرات.

وأضاف تود هاريسون، خبير ميزانية الدفاع في معهد أمريكان إنتربرايز، في ندوة يوم الخميس الماضي:” يبدو أن التحول في الاستراتيجية الذي يتحدثون عنه يعني أن الكثير من قواتنا لن تكون موجودة في المحيط الهادئ”. وتابع:” سيعودون إلى هنا في نصف الكرة الغربي. وسنركز بشكل أكبر على عصابات المخدرات أكثر من تركيزنا على جمهورية الصين الشعبية”، في إشارة إلى البلاد باسمها الرسمي.

مع ذلك، أشار مسئولون حاليون وسابقون في البنتاجون إلى أن جزءًا كبيرًا من ميزانية الدفاع لا يزال مخصصًا لتطوير قاذفات قنابل جديدة وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة شبه ذاتية القيادة من شأنها تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية في غرب المحيط الهادئ، مع انتشار أكثر من 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية واستمرار سلاح الجو الأمريكي في تحليق قاذفات القنابل.

وأضافت “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة أرسلت فرق عمل بحرية إلى اليابان وغرب المحيط الهادئ، بينما أشار ترامب يوم الاثنين إلى أن اتفاقية أبرمت في عهد بايدن- عززتها الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة- لبيع غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا، قد اجتازت مراجعة البنتاجون دون تغيير. وتأتي المجموعة القتالية لحاملة الطائرات الأمريكية التي يتم إرسالها إلى منطقة البحر الكاريبي من البحر الأبيض المتوسط ​​وليس من المحيط الهادئ.مع ذلك، صرح مسئول أمريكي رفيع المستوى للصحفيين، أمس الأول، أن إدارة ترامب لا تنوي التخلي عن سياسة “الغموض الاستراتيجي” المتبعة منذ فترة طويلة بشأن ما إذا كانت واشنطن ستتدخل عسكريًا إذا هاجمت الصين دول مجاورة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط

موضوعات متعلقة

المقال التالى

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist