تعيش مصر هذه الأيام لحظات تاريخية فارقة، مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يُعد أكبر صرح ثقافى أثرى فى العالم مخصص لحضارة واحدة.
وتعد هذه الخطوة، إلى جانب كونها مشروعاً إنشائياً ضخماً وإنجازاً معمارياً مبهراً، رسالة حضارية متكاملة الأركان؛ تعكس قوة مصر الناعمة، وتُجدد مكانتها الإستراتيجية على الساحتين الإقليمية والعالمية.
المتحف المصرى الكبير هو مشروع يمتد لسنوات من العمل والبحث والاستثمار، يجمع فى مكان واحد ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية من كنوز الحضارة الفرعونية، منها ما يُعرض للمرة الأولى، وعلى رأسها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة.
هذا الصرح لا يقدم فقط الماضى فى أبهى صوره؛ بل يؤكد حاضراً مزدهراً، ويرسم مستقبلاً جديداً للهوية الثقافية المصرية، مبنياً على الاعتزاز بالإرث، والانفتاح على التكنولوجيا والابتكار والتواصل مع العالم بلغة يفهمها ويُقدّرها.

ويمتد تأثير افتتاح المتحف المصرى الكبير ليشمل عدة أبعاد؛ أولها السياحة، حيث يمثل المتحف نقطة جذب استثنائية من شأنها زيادة عدد السائحين إلى مصر بمعدلات غير مسبوقة. ثانيها الاقتصاد القومي، من خلال تنشيط قطاعات السياحة، والفندقة، والاستثمار العقارى والخدمات المتعلقة بها. وثالثها الدبلوماسية الثقافية، وهى من أبرز أدوات الحضور الدولى فى عالم اليوم؛ إذ تقدم مصر من خلال المتحف صورة حضارية متقدمة، وداعمة لقيم الحوار، والسلام والانفتاح.
ومن هذا المنطلق، أؤمن كرئيس لمجلس إدارة شركة جوبيتر كومز، ومتخصص فى العلاقات العامة والاتصالات الإستراتيجية، أن هذا المشروع يحتاج إلى تكامل الجهود من جميع الأطراف. فالترويج لهذا الإنجاز لا يتوقف عند تغطية إعلامية تقليدية أو محتوى إخبارى أو حراك مؤقتٍ على وسائل التواصل الاجتماعى، بل يتطلب خطط تواصل ذكية ومستدامة تخاطب الجمهور المحلى، وتستهدف المجتمع الدولى بلغاته وثقافته، وتدير الصورة الذهنية لهذا الإنجاز بكفاءة واحترافية طوال الفترة القادمة ولمدة طويلة.
كما أؤمن دائماً بأن العلاقات العامة هى جزء لا يتجزأ من المعادلة التنموية، خصوصاً فى مصر، التى تمتلك عمقاً تاريخياً وإنسانياً لا مثيل له. ومن هنا، فإننا فى شركة جوبيتر كومز نضع على عاتقنا مسئولية المساهمة فى بناء وترويج هذه الصورة الوطنية الإيجابية، من خلال دعم كل ما يرفع اسم مصر، ويعزز صورتها كدولة ريادة وحضارة وتأثير عالمى.
وفى النهاية، افتتاح المتحف المصرى الكبير لم يكن حدثاً عابراً، بل تجسيداً لرؤية وطنية تسعى لربط الماضى العريق بالحاضر الطموح والمستقبل الواعد.. وقد كان الحدث دعوة مفتوحة للعالم كى يرى مصر من جديد، ليس فقط كأرض الفراعنة؛ بل كدولة حديثة، نابضة، وقادرة على كتابة فصل جديد فى سجل الحضارات الإنسانية.








