تكبّد سكان ولايات الغرب الأوسط الأمريكي نحو 113 مليون دولار إضافية بسبب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإبقاء على محطة فحم قديمة وغير ضرورية في ولاية ميشيجان، وفق تقديرات المشغلين والجهات التنظيمية.
ورغم الجدل، أمرت وزارة الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي بتمديد تشغيل المحطة التي يبلغ عمرها 63 عاماً، 90 يوماً إضافياً، في الوقت الذي كانت تستعد فيه للإغلاق نهائياً، وتقع المحطة على بُعد 100 ميل شمال شرقي شيكاغو، بحسب ما نقلته “الجارديان” البريطانية.
وأثار القرار موجة اعتراض من جماعات حماية المستهلك والمنظمات البيئية، التي تؤكد أن استمرار عمل المحطة مكلف وغير ضروري ويؤدي إلى انبعاثات عالية من الملوثات السامة وغازات الاحتباس الحراري.
وبحسب مستندات الشركة المشغلة للمحطة، تتحمل الأسر في منطقة تمتد من شرق مونتانا إلى ميشيجان وتشمل 9 ولايات، هذه التكلفة التي تقدر بـ 615 ألف دولار يومياً.
وأوضح جاري روشو الرئيس التنفيذي للشركة، أن الإدارة أوضحت أن دافعي الفواتير هم من سيتحمّلون التكلفة بشكل مباشر، وأن هناك “مساراً واضحاً” لاسترداد الأموال عبر فواتير الكهرباء.
وقدّمت المدعية العامة لميشيجان، دانا نيسيل، طعناً أمام المحكمة الفيدرالية، معتبرة أن القرار “تعسفي وغير قانوني”، وهذه المحطة واحدة من اثنتين في ميشيجان تسعى إدارة ترامب لإبقائهما قيد التشغيل بموجب أمر رئاسي طارئ للطاقة، يواجه حالياً عدة دعاوى قضائية.
وتشير البيانات التنظيمية من لجنة الخدمة العامة في ميشيجان إلى أن مزاعم وزارة الطاقة حول تهديد “موثوقية الشبكة” لا أساس لها، إذ كانت الشبكة تملك فائضاً كبيراً من الإنتاج خلال ذروة الطلب هذا الصيف، بينما لم تعمل المحطة بكامل طاقتها في كثير من الأحيان.
وتطلق المحطة التي تسعى إدارة ترامب لإبقائها قيد التشغيل كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة، بينما تتسرب من برك رماد الفحم مواد خطيرة، مثل الزرنيخ والرصاص والليثيوم والراديوم، إلى المياه الجوفية وبحيرات منطقة البحيرات العظمى.
وكانت الشركة المشغلة قد خططت منذ 2021 لإغلاق المحطة التزاماً بخطة الطاقة في الولاية، مؤكدة أن الإغلاق سيوفر على المستهلكين نحو 600 مليون دولار بحلول عام 2040.
ومع استمرار الإدارة الأمريكية في فرض قرارات طارئة لإبقاء محطات ملوّثة ومكلفة على قيد التشغيل، يتزايد الضغط الشعبي والقانوني لإنهاء حقبة الفحم المتهالك التي تدفع ثمنها البيئة ودافعو فواتير الكهرباء على حد سواء.








