وضعت شركة “جينفاكس” للقاحات والأدوية البيولوجية، حجر أساس مصنعها الجديد في منطقة السخنة الصناعية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات تبلغ 150 مليون دولار.
ويقام المشروع على مساحة 50 ألف متر مربع، ويُعد أكبر مصنع في مصر يمتلك دورة تصنيعية كاملة لإنتاج اللقاحات والأمصال، وقد حصل على الرخصة الذهبية تقديراً لأهميته الاستراتيجية.
قال حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إن المصنع الجديد سيكون مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير اللقاحات إلى أفريقيا والعالم، بما يدعم توجه الدولة لتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للصناعة والتصدير، وزيادة نفاذ المنتج المصري إلى الأسواق الخارجية.
وأوضح وزير الاستثمار، أن المشروع يشمل استثمارات فعلية بنحو 150 مليون دولار في مرحلته الأولى، مع خطط لإضافة استثمارات جديدة تقارب 70 مليون دولار خلال المراحل اللاحقة، ليصل إجمالي الاستثمارات إلى نحو 220 مليون دول.
وأشار إلى أن المصنع يستهدف إنتاجًا يتراوح بين 70 و80 مليون جرعة سنويًا في مرحلته الأولى، مع طاقة قصوى تصل إلى 270 مليون جرعة سنويًا للخط الواحد، وفقًا لأعلى المعايير الدولية، ومن خلال شراكات مع 15 موردًا وشريكًا عالميًا.
وأضاف أن خطة التشغيل تخصص نحو 60% من الإنتاج للسوق المحلي، مع توجيه 40% للتصدير إلى الأسواق الأفريقية والعربية والأسواق المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية.
أكد الخطيب، أن المشروع يمثل خطوة مهمة في تعزيز القدرات الوطنية بالصناعات الدوائية الحيوية، خاصة في مجال اللقاحات، بما يدعم الأمن الصحي ويعزز القدرة الإنتاجية المستدامة.
وأشار إلى أن الدولة تعمل على تفعيل حوافز الاستثمار وتوجيهها للمشروعات القادرة على التصنيع والتصدير ونقل التكنولوجيا، مؤكدًا التزام وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بدعم المستثمر الجاد والتعامل السريع مع التحديات التشغيلية.
وأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن مشروع “جينفاكس” يمثل نقلة نوعية في مسار توطين الصناعات الطبية والدوائية في مصر.
وأوضح أن المصنع سيعمل وفق أعلى معايير الجودة العالمية، ليغطي إنتاج 29 لقاحاً ومصلاً؛ لتلبية احتياجات السوق المحلي، إضافة إلى التصدير لدعم الأسواق الإقليمية، بما يعزز قدرة الدولة على تأمين احتياجاتها من المنتجات الحيوية.
وأشار إلى أن المشروع يندرج ضمن خطة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للتوطين الصناعي وتوطين التكنولوجيا، بهدف خفض الفاتورة الاستيرادية من المنتجات الحيوية وتعزيز الأمن الصحي الوطني، لافتاً إلى أن اختيار المنطقة لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة موقعها الجغرافي الفريد، والبنية التحتية المتطورة، والتكامل اللوجستي، والحوافز الاستثمارية الجاذبة.
وأكد أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جذبت خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية استثمارات بقيمة 13 مليار دولار، موزعة على 380 مشروعاً متنوعاً بين القطاعات الصناعية واللوجستية والبحرية.
من جانبه، أكد آدم الضبع، الرئيس التنفيذي لشركة “جينفاكس”، أن وضع حجر الأساس للمشروع يُمثل أساساً لمستقبل مصر الصحي وضمان أمنها القومي؛ حيث يحوّل مصر من مستهلك إلى منتج ومُصدّر إقليمي للقاحات. وبالنسبة لأفريقيا، يُمثل هذا الاستثمار الحيوي خطوة نحو الاكتفاء الذاتي، خاصة وأن القارة تستورد 99% تقريباً من اللقاحات المُستخدمة فيها.
الجدير بالذكر؛ أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تولي اهتماماً خاصاً بقطاع الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، حيث خصصت مساحة 4 ملايين متر مربع بمنطقة السخنة الصناعية لهذا القطاع، بالإضافة إلى وجود عدة مشروعات رائدة، منها “أتيكو فارما” للحقن الوريدي باستثمارات تقارب مليار جنيه، ومشروع “بيمِك إيمِيجينغ” لإنتاج وإعادة تصنيع أجهزة طبية متقدمة باستثمارات 4.5 مليون دولار، ومشروع “آراب آي بي آي” لإنشاء مصنع متعدد الأغراض للمواد الخام الدوائية باستثمارات نحو 120 مليون دولار، بمشاركة المنطقة الاقتصادية من خلال ذراعها الاستثمارية (شركة المنطقة الاقتصادية للاستثمار)، بالإضافة إلى مصنع “آي دي آي” بمنطقة شرق بورسعيد الصناعية لتصنيع مختلف المستحضرات الدوائية.








