ارتفعت مبيعات المنازل الأمريكية المشغولة سابقًا في نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، لكنها سجلت تباطؤًا على أساس سنوي للمرة الأولى منذ مايو، رغم بقاء متوسط معدلات الرهن العقاري طويلة الأجل قرب أدنى مستوياتها خلال العام.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين إن مبيعات المنازل القائمة ارتفعت بنسبة 0.5% في نوفمبر مقارنة بأكتوبر لتسجل معدلًا سنويًا معدّلًا موسميًا بلغ 4.13 مليون وحدة، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.
وتراجعت المبيعات بنسبة 1% مقارنة بنوفمبر من العام الماضي، وجاءت وتيرة المبيعات أقل قليلًا من توقعات الاقتصاديين البالغة 4.14 مليون وحدة، بحسب بيانات مؤسسة «فاكت سِت» للإحصائيات، وخلال الأشهر الـ 11 الأولى من العام الجاري، انخفضت مبيعات المنازل بنسبة 0.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال لورانس يون، كبير الاقتصاديين في الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين: «من المحتمل أنه في عام 2025، ما لم تتحسن أرقام ديسمبر بشكل ملحوظ، قد نكون من الناحية الفنية أقل قليلًا من العام السابق»، مشيرًا إلى أن أحد العوامل التي تحد من مبيعات المنازل هو ضعف الطلب على الوحدات السكنية المشتركة، موضحًا أن مبيعات الشقق السكنية تراجعت بنسبة 6% منذ بداية العام.
ورغم تباطؤ المبيعات، واصلت أسعار المنازل الارتفاع الشهر الماضي، فقد ارتفع متوسط سعر البيع على مستوى البلاد بنسبة 1.2% في نوفمبر مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 409,200 دولار، وهو أعلى مستوى يُسجل في أي شهر نوفمبر منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1999.
وسجلت أسعار المنازل ارتفاعًا سنويًا متواصلًا لمدة 29 شهرًا على التوالي، حتى مع استمرار ركود سوق الإسكان الذي بدأ في عام 2022 عندما بدأت معدلات الرهن العقاري في الارتفاع من مستويات تاريخية منخفضة، وكانت مبيعات المنازل المشغولة سابقًا قد هبطت العام الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من 30 عامًا.
ولا تزال المبيعات عالقة عند وتيرة سنوية تقارب 4 ملايين وحدة منذ عام 2023، وهو مستوى يقل كثيرًا عن المتوسط التاريخي البالغ 5.2 مليون وحدة سنويًا، وحصلت المبيعات على دفعة هذا الخريف بعدما تراجع متوسط معدل الرهن العقاري لمدة 30 عامًا في نهاية أكتوبر إلى 6.17%، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من عام.
ومع ذلك، لا تزال القدرة على تحمل التكاليف تمثل تحديًا أمام العديد من الراغبين في شراء المنازل، خاصة المشترين لأول مرة الذين لا يمتلكون حقوق ملكية في منازل قائمة لتمويل شراء منزل جديد، كما تسهم حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد وسوق العمل في بقاء كثير من المشترين المحتملين على الهامش.
ويواصل نقص المعروض من المنازل المعروضة للبيع، خصوصًا في الشريحة الأكثر ملاءمة من حيث السعر، الضغط على المشترين لأول مرة، الذين مثلوا 30% من مبيعات المنازل الشهر الماضي، مقارنة بنسبة تاريخية تبلغ 40%.
وأظهر استطلاع سنوي للمشترين أجرته الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن المشترين لأول مرة شكلوا نسبة قياسية منخفضة بلغت 21% من مشتريات المنازل خلال الفترة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، في حين ارتفع متوسط أعمارهم إلى مستوى قياسي بلغ 40 عامًا.
ومن المرجح أن المنازل التي جرى شراؤها في نوفمبر كانت قد أُبرمت عقودها في سبتمبر وأكتوبر، عندما تراوح متوسط معدل الرهن العقاري لمدة 30 عامًا بين 6.5% و6.17%، وفقًا لبيانات «فريدي ماك»، وظلت معدلات الرهن قريبة في الأسابيع الأخيرة من أدنى مستوياتها المسجلة في أكتوبر.
واستفاد المشترون القادرون على الشراء عند معدلات الرهن الحالية من تنوع أكبر في المعروض خلال نوفمبر مقارنة بالعام الماضي، رغم تراجع عدد المنازل المعروضة للبيع مقارنة بالشهر السابق.
وبلغ عدد المنازل غير المباعة في نهاية نوفمبر نحو 1.43 مليون وحدة، بانخفاض قدره 5.9% مقارنة بأكتوبر، وارتفاع بنسبة 7.5% مقارنة بنوفمبر من العام الماضي، بحسب الرابطة، لكن لا تزال مستويات المعروض أدنى بكثير من نحو مليوني منزل كانت تُعد مستويات طبيعية قبل جائحة كوفيد-19.
ويعادل مخزون نهاية نوفمبر ما يكفي لتغطية 4.2 شهر من المبيعات وفق الوتيرة الحالية، وتقليديًا، يُعد معروض يتراوح بين خمسة وستة أشهر مؤشرًا على سوق متوازنة بين البائعين والمشترين.
ويتوقع يون أن تقفز مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة بنسبة 14% العام المقبل، وهو تقدير أكثر تفاؤلًا من توقعات عدد من خبراء الاقتصاد في قطاع الإسكان، التي تتراوح بين زيادة قدرها 1.7% و9%، وبوجه عام، يتوقع الاقتصاديون أن يظل متوسط معدل الرهن العقاري لمدة 30 عامًا أعلى قليلًا من 6% خلال العام المقبل.







