مسئول: تحسن أسعار البترول يخدم استئناف الرحلات.. و«التعويم» يزيد جاذبية مصر
«رجب»: 55 دولاراً متوسط إنفاق السائح الروسى و12 ليلة متوسط إقامته
أوشك قرار حظر الرحلات السياحية الروسية لمصر على مضى ثلاث سنوات منذ تحطم الطائرة متروجت نهاية أكتوبر 2015 فى طريق عودتها من مدينة شرم الشيخ إلى الاراضى الروسية وعلى متنها 224 راكباً.
ورغم صدور العديد من التصريحات من مسئولى ملفى الطيران فى البلدين على أعلى المستويات بقرب إلغاء قرار حظر السفر إلى المنتجعات المصرية منذ بداية العام الماضى إلا أن خطوط سير الرحلات اكتفت بخطوط الطيران المنتظمة بمطار القاهرة وعدم السماح باستئناف الرحلات إلى المطارات السياحية بالبحر الاحمر وشرم الشيخ.
لا تزال مدينة شرم الشيخ المتضرر الأكبر من توقف الرحلات الروسية والبريطانية معاً، تترقب وصول السياح الروس والبريطانين إليها بعد توقف يقترب من نحو 3 سنوات.
بحسب مسئول قريب الصلة من الملف فإن الحكومة المصرية نفذت الكثير من المطالب الروسية فيما يتعلق بمراجعة إجراءات الأمن فى المطارات خاصة تلك الموجودة على شاطئ البحر الاحمر، والموافقة على تواجد مسئولى أمن روس فى بعض المطارات للتحقق من سلامة وفاعلية الاجراءات الأمنية.
وقال إن العلاقات السياسية بين موسكو والقاهرة خلال الفترة الاخيرة شهدت تطورا كبيرا، وتأكد ترسيخها بإسناد انشاء ملف المفاعل النووى بمدينة الضبعة إلى شركة روس توم الروسية باستثمارات تزيد على 25 مليار دولار إلا أن ملف استئناف رحلات الطيران العارض لشرم الشيخ والغردقة يراوح مكانه.
وبرر المسئول ذلك «الاقتصاد الروسى شهد خلال السنوات الثلاث العديد من الأزمات وأهمها فرض عقوبات اقتصادية من جانب دول الاتحاد الاوروبى على موسكو عقب أزمة شبه جزيرة القرم فى 2014 وتعقدها فى 2015 فإن روسيا تسعى بقوة للحفاظ على الروبل بعدم زيادة الضغوط عليه، والتخلى عن العملات الصعبة بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى مصر».
وشهدت الأعداد السياحية الروسية الوافدة لمصر ذروتها فى 2014 بتجاوزها 3.1 مليون وافد وكانت التدفقات مرشحة للتزايد فى العام 2015 لولا حادث تحطم الطائرة، إذ استقرت عند 2.8 مليون سائح.
واستقر متوسط انفاق السائح الروسى قبل توقف الرحلات عند 55 دولاراً فى الليلة الواحدة بالنظر إلى معدل انفاق سياحى قبل الازمة بلغ متوسطه 85 دولاراً وفقاً للدكتورة عادلة رجب أستاذ الاقتصاد فى جامعة القاهرة ونائب وزير السياحة السابق.
وأوضحت «رجب»، أن الاعداد الكبيرة من التدفقات السياحية الروسية لمصر كانت تعوض التدنى فى معدل الانفاق، فضلاً عن أن السائح الروسى يتسم بزيادة معدل تكرارية الزيارة لمصر وطول متوسط الإقامة الذى وصل إلى 12 ليلة فى الزيارة الواحدة.
ولكن «رجب» قالت، إن قرار الحكومة الروسية قد يكون محل نظر فى الوقت الحالى فى ظل تحسن اسعار البترول وتجاوزها الـ80 دولاراً للبرميل، ما قد يعجل بعودة الرحلات واستئنافها لمصر الفترة المقبلة.
وقالت إن الحكومة الروسية كان لديها اتجاه حتى قبل أزمة الطائرة لحث مواطنيها على قضاء العطلات فى منتج سوتشى المطل على البحر الأسود فى إطار الحفاظ على الروبل.
وأوجدت السياحة الروسية فى مصر مؤخراً الاستثمار الترفيهى فى ظل توافد الأسر وأطفالها بما حتم إقامة أنشطة تخدم هذه القطاعات.
وقال المسئول الحكومى المطلع على الملف: «هناك ضغوط كبيرة من قبل شركات ومنظمى الرحلات الروس على حكومتهم فى ظل انخفاض سعر المنتج السياحى المصرى خلال العامين الأخيرين عقب قرار التعويم مما يجعل مصر منافساً شرساً خاصة خلال فصول الصيف مع اليونان وتركيا وميزة مطلقة خلال الشتاء».
وأضاف أن الملف سيكون حاضراً على جدول أعمال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته الحالية لموسكو، فى ظل نمو العلاقات السياسية بين البلدين.