ماهر: الآلية تجتذب مستثمرين يفضلون أنواعًا مختلفة من المخاطر
تستعد مصر لإطلاق أول سوق للمشتقات المالية في غضون 3 أشهر ، حيث تسير البورصة المصرية بخطى قوية على طريق التأسيس بعد ما قامت بإطلاق شركة «تسويات» المتخصصة في تسوية العقود الآجلة كبداية للانطلاق.
وتشمل المرحلة الأولى طرح عقود مستقبلية على المؤشرين الرئيسي، والسبعيني، لتنتقل بعدها إلى الأسهم مرتفعة السيولة، ثم السلع والمعادن النفيسة، على أن يتبعها عقود الخيارات في مرحلة لاحقة، ويرى المتعاملون في السوق أن مصر تأخرت بعض الشيء في إطلاق سوق العقود الآجلة، ولكن إطلاقها سيوفر سيولة كبيرة وسيساعد في انتعاشة سوق الأوراق المالية أيضًا.
وتحاول البورصة المصرية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى وقامت بدراسة 10 أسواق عالمية أهمها بورصة شيكاغو ولندن، وأسواق آسيوية مثل الهند وماليزيا وهونج كونج، ودول عربية أهمها الإمارات العربية المتحدة والمغرب، للسير على نهجهم فى التعامل مع العقود الآجلة.
وتعرف المشتقات المالية بشكل عام على أنها عقود مالية تشتق قيمتها من أصول أساسية مثل الأسهم، أو العملة، أو المعادن الثمينة، أو السلع الأساسية، وتتضمن العقود الآجلة والمستقبلية، وعقود الخيارات، وعقود المقايضة، وتعتبر العقود الآجلة بشكل خاص اتفاقية بين طرفين على شراء أو بيع أصل أو سلعة بسعر محدد فى وقت متفق عليه بينهما فى المستقبل.
فاروق: النجاح يتوقف على حجم السوق الرئيسية
وتستخدم بشكل أساسي للحد من مخاطر التغير في الأسعار المستقبلية، حيث يخاف المشترى الزيادة فى الأسعار، ومن ناحية أخرى يخاف البائع الانخفاض فى السعر، فيتم الاتفاق بينهما على سعر محدد فإذا ارتفع سعر الأصل وقت استحقاق العقد، ينتفع المشتري من تثبيت السعر القديم الأقل، أما إذا انخفض فالاستفادة تعود على البائع، الذي يحق له البيع بالسعر الأعلى، وفى كلتا الحالتين يجب على الطرفين الالتزام بشروط العقد، وتستخدم العقود الآجلة أيضًا لتحقيق الأرباح عن طريق المضاربة.
وأضاف محمد ماهر رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، إن العقود الاجلة هى بداية لاستقطاب المزيد من المشتقات المالية للسوق المصرى، ومن شأنها أن تجتذب مستثمرين يفضلون أنواعًا مختلفة من المخاطر، والسبب الأرجح لتأخرها هو أن السوق المصرى يعد ناشئا نسبيًا، ولم تتوفر فيها البنية الأساسية، والأنظمة اللازمة لتداول المشتقات.
وأضاف ماهر، أن نجاح بورصة العقود الآجلة سيعتمد على تعليم كل من الشركات والمستثمرين كيفية الاستثمار بها وإدراك قيمتها.
ويتم تداول العقود الآجلة منذ سنوات فى العديد من الدول أهمها الولايات المتحدة الأمريكية فى بورصة «شيكاغو»،وأهم العوامل المحددة لنجاح سوق العقود الآجلة من عدمه هي حجم السوق المالي، ومدى التغير فى السوق، بجانب الشروط المنصوصة في العقد نفسه، ويلاقى تداول المشتقات المالية تخوفًا فى الدول النامية لصعوبة تنظيم الأسواق وحاجتها لمقاييس علمية وتحليلية معقدة.
جاب الله: يجب توعية المتعاملين بالمشتقات المالية
وقال محمد فاروق مسعود الرئيس التنفيذى لشركة جلوبال إنفيست لتداول الأوراق المالية، إن خلق سوق فعال للمشتقات المالية يتوقف على حجم السوق الأساسي بصورة كبيرة، وأن يضم شركات كبرى، وأحد أسباب تأخر إطلاقه في مصر هو عدم توافر بعض العوامل المطلوبة كحجم السوق، مرجحًا أن يشهد رواجًا في الطلب عليه فور التدشين، وأن يضيف تدفقات نقدية قوية للسوق الأساسي ويعزز عمقه.
ويرى أن الأهم حاليًا هو طروحات الشركات فى البورصة المصرية، والتي بمقدورها أن تكون حجر الأساس لتعزيز السوق وزيادة حجمه، ومن ثم نجاح المشتقات المالية.
وقال محمد يونس رئيس جمعية المحللين الفنيين، إن العقود الآجلة بإمكانها النهوض بالبورصة المصرية، ويتم العمل بالمشتقات المالية منذ سنوات طويلة فى الدول الغربية والعربية، وتلك النوعية من الأسواق تحتاج لوقت لنجاح التداول بها وخلق السيولة الكافية،ولابد من توفير التدريبات اللازمة للمستثمرين والمتداولين للإسراع من وتيرة الإطلاق.
وكشفت دراسة ميدانية نشرت فى مجلة البحوث المالية والتجارية، عن أهم معوقات التعامل بالمشتقات المالية فى مصر، بعد استبيان 20 متخصصا فى نشاط العاملين فى البنوك التجارية فى مصر، حيث كان القصور فى تسويق هذا النشاط السبب الأول بنسبة 21%، ويأتى بعده غياب النماذج العلمية التي تساعد على حساب النتائج المترتبة من الاستثمار في المشتقات المالية.
يونس: العقود الآجلة بإمكانها النهوض بالبورصة المصرية
وقال محمد جاب الله، عضو مجلس إدارة شركة رؤية لتداول الأوراق المالية:«لفترة طويلة لم يتم تداول المشتقات المالية فى مصر حتى الآن، رغم انتشارها في العالم، لصعوبة تسويقها وعدم وجود الثقافة الاستثمارية الكافية لدخولها، وستواجه بورصة العقود الآجلة بعض الصعوبات في البداية باعتبارها منتجًا جديدًا، ويجب توافر المزيد من الوعي لنجاحها».
ويرى أحمد شحاتة رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين سابقًا، إن الخوف من التجربة والفشل، وعدم استحداث أدوات جديدة أهم أسباب تأخر سوق المشتقات المالية فى مصر، ولمدة طويلة عانت البورصة المصرية من عدم توافر منتجات كافية ومحفزات للمستثمرين الأجانب، ولكى تنجح بورصة العقود الآجلة يجب السير على نماذج الدول الناجحة للحاق بما وصلوا إليه، وزيادة الوعى والثقافة بها لدى المستثمر المصرى.
وقالت غادة طلعت الخبير الاقتصادي، إن المشتقات المالية يمكنها أن تخلق حالة من التوازن فى سعر الصرف، خاصة في حال تدشين عقود مشتقات مالية على الدولار، والتي من شأنها في حل التداول عليها أن تقضى على السوق السوداء للدولار في ظل الظروف التي تعاني منها منها مصر حاليًا.
وأضافت طلعت، أنها توفر تنوعا في الأدوات الاستثمارية المتاحة وبالتالى تجذب أنواع مختلفة من المستثمرين، وتأخرت المشتقات فى مصر بسبب الحاجة لبناء نظام قانوني وتشريعي فعال وتوفير النظم التكنولوجية والأساليب الحديثة لإدارتها، ولكي تنجح يجب زيادة الوعى وعقد تدريبات ومؤتمرات لتعريف المستثمرين بآليات التعامل بها لأن المفهوم جديد على السوق المصرى.
كتبت: مرام أشرف








