أظهر استطلاع أجرته شركة “تشيك أوت” البريطانية متعددة الجنسيات والعاملة في مجال التكنولوجيا المالية، أن نسبة الأشخاص الذين يتسوقون يوميًا عبر الإنترنت في مصر، تضاعفت لتصل إلى 15% من المصريين 2025 مقابل 4% في 2020، كما قفزت نسبة من يشترون أسبوعيًا من 8% إلى 15%، وشهريا من 17% إلى 21% خلال عامي المقارنة.
في المقابل، تراجعت نسبة المصريين الذين يشترون مرة واحدة على الأقل إلكترونيًا من 15% إلى 9%، ما يعكس اعتماد عدد أكبر من المستهلكين على المنصات الرقمية في مشترياتهم الروتينية.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة المصريين الذين لم يشتروا عبر الإنترنت مطلقًا انخفضت من 22% في عام 2020 إلى 13% في عام 2025.
وأضاف الاستطلاع، أن هذا التحول نحو التجارة الإلكترونية يعكس تزايد ثقة المستهلكين في مصر بالمتاجر الرقمية وتحسن البنية التحتية لخدمات التوصيل، ما يشير إلى تغير أوسع في نمط الحياة مع تحول المشتريات الرقمية إلى الخيار الافتراضي للاحتياجات اليومية.
قال ريمو جيوفاني أبونداندولو، المدير العام لشركة “تشيك أوت” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الزيادة الاستثنائية في التسوق عبر الإنترنت تعكس تسارعًا كبيرًا في المعاملات الرقمية والطلب الاستهلاكي بالمنطقة، وهو ما يعكس بدوره تحولًا شاملاً في أنماط الحياة.
وأظهر الاستطلاع أن هناك إقبالًا متزايدًا على المنتجات الفاخرة، إذ ارتفعت معدلات الإنفاق عبر الإنترنت في مصر على السلع الفاخرة بنسبة 13% في 2025، من 6% في عام 2020، وعلى منتجات التجميل بنسبة 32% مرتفعة من 24%.
وارتفعت طلبات الطعام عبر الإنترنت من 24% عام 2020 إلى 32% العام الحالي، وفيما يتعلق بوسائل الدفع في مصر، بدأ العديد من المستهلكين استخدام المحافظ الرقمية، نظرًا لسهولة استخدامها وأمانها وسرعتها، ولم تعد تقتصر على المدفوعات فقط، بل تُستخدم أيضًا بشكل واسع في التحويلات المالية والدفع للأصدقاء والعائلة.
أضاف أنه مع تزايد المدفوعات الرقمية، ارتفعت أيضًا محاولات الاحتيال الإلكتروني، خصوصًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي و”التزييف العميق”، إذ أشار الاستطلاع إلى أن 28% من المستهلكين المصريين يعتبرون الاحتيال عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي تهديدًا محتملًا، ورغم محدودية البيانات الخاصة بمصر، فإن الاتجاهات الإقليمية توضح تنامي الحاجة للتصدي لهذه المخاطر.
وبلغت تكلفة الاحتيال باستخدام بطاقات الائتمان عالميًا نحو 32.3 مليار دولار عام 2021، كما اعتبر صندوق النقد العربي أن مصر من الدول الأكثر عرضة لمثل هذه المخاطر بسبب الزيادة السريعة في المدفوعات عبر الهاتف المحمول.
وحول مستقبل التجارة الرقمية في مصر، أكد الاستطلاع أنه يتجه نحو المزيد من النمو، إذ أظهر أن 58% من المصريين يخططون لزيادة إنفاقهم على التسوق عبر الإنترنت خلال العام المقبل.
ومع وجود سوق شاب وقاعدة متزايدة من المستهلكين الملمين بالتكنولوجيا، رشح الاستطلاع مصر مرشحة لتصبح من الأسواق الكبرى في مجال التجارة الإلكترونية والمدفوعات الرقمية.
وتابع أبونداندولو: “عندما ننظر إلى مدى اعتماد مصر على النقد قبل سنوات قليلة، فإن ما تحقق من تقدم يُعد استثنائيًا بكل المقاييس”.
وأظهر الاستطلاع أنه في مصر، أصبحت بطاقات الائتمان طريقة الدفع المفضلة لدى المستهلكين بنسبة 33%، تليها البطاقات المدينة والمحافظ الرقمية العالمية كـ”باي بال” مناصفةً بنسبة 20% لكل منهما.
وحلت خدمة الدفع الإلكتروني الشهيرة “فوري” في المركز الرابع بنسبة 18%، مما يؤكد على تبني حلول الدفع المحلية، وجاءت المحافظ المشفرة والدفع عند الاستلام في ذيل القائمة بنسب 7% و2% على التوالي.








