لم تطمح أميرة علي، ربة منزل تقيم في منطقة شبرا مصر وتنتمي إلى الطبقة المتوسطةا، في إلحاق بناتها بمدارس تجريبية أو لغات، فضلًا عن المدارس الدولية (إنترناشونال)، نظرًا لارتفاع المصروفات الدراسية في تلك المؤسسات التعليمية. لذا اختارت التوجه إلى المدارس الحكومية، وقررت الاعتماد على الكتب الخارجية لتعزيز مستواهن التعليمي.
لـ«البورصة» أوضحت والدة البنات الثلاث، اللواتي تبلغ أعمارهن 17 و13 و10 أعوام على التوالي، تجربتها مع أسعار الكتب الخارجية التي وصفتها بـ«الخرافية» في مختلف المراحل الدراسية، إلى جانب الأدوات المدرسية التي تضاعفت أسعارها مقارنة بالعام الماضي، فضلًا عن حقائب الظهر والزي المدرسي.
فى جولة ميدانية لـ«البورصة» بمنطقة الفجالة الشهيرة، كشفت بيانات أسعار كتب «الأضواء» لعام 2026 من المكتبات المعتمدة، عن ارتفاع أسعار كتب رياض الأطفال من 77 جنيهاً لتصل إلى 235 جنيهاً لبعض كتب المرحلة الثانوية، بعد خصم يتراوح بين 9 و15%.
ورصد محرر «البورصة» تجاوز سعر بعض الكتب حاجز الـ100 جنيه، مثل «جيم كونكت» للصف الأول الابتدائى الذى بلغ 125 جنيهاً، بينما وصلت أسعار بعض كتب الصفوف المتقدمة مثل «العلوم» للصف الخامس الابتدائى إلى 130 جنيهاً، وكتاب «اللغة العربية» إلى 155 جنيهاً، بعد الخصومات.
كما سجلت أسعار كتب المرحلة الإعدادية متوسطاً يتراوح بين 115 و169 جنيهاً، بعد الخصم، وفق جولة أجراها محرر «البورصة»؛ إذ يباع كتاب «الدراسات» للصف الأول الإعدادى بـ115 جنيهاً، وكتاب «اللغة العربية» بـ165 جنيهاً، بينما وصلت أسعار كتب «جيم إنجليزي» إلى 235 جنيهاً، للمرحلة الثانوية.
ولاحظ محرر «البورصة» الخصومات المعروضة على كتب «الأضواء» مقارنة بأسعارها؛ إذ إنَّ بعض كتب رياض الأطفال تُباع بـ85 جنيهاً وتُعرض بعد الخصم بـ77 جنيهاً، وهو سعر كتب الرياضيات للمرحلة نفسها بعد الخصم.
وحسب جولة محرر «البورصة» التى أتمها مساء الجمعة 5 من الشهر الجارى، أظهرت أسعار كتب «سلاح التلميذ» تفاوتاً كبيراً، لكنَّ كتب رياض الأطفال تباع بسعر موحد بلغ 75 جنيهاً للإنجليزى والرياضيات، بينما وصل سعر كتاب اللغة العربية للصف السادس الابتدائى إلى 185 جنيهاً، وتأتى بعده كتب الرياضيات للصف نفسه بسعر 173 جنيهاً.
بينما استقرت كتب مادة العلوم عند 150 جنيهاً للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى، بينما تراوحت أسعار كتب الدراسات بين 153 جنيهاً للصفين الرابع والخامس و163 جنيهاً للسادس، كما أن سعر «المهارات المهنية» و«التكنولوجيا» بدأت من 107 جنيهات، ووصلت إلى 117 جنيهاً، وتراوحت أسعار كتب الدين بين 102 جنيه و115 جنيهاً للمرحلة الابتدائية، وفق بيانات جمعها محرر «البورصة» من «الفجالة».
وأظهرت كتب «المعاصر» ارتفاعاً ملحوظاً فى أسعارها؛ إذ يتجاوز سعر بعضها 250 جنيهاً، فى حين لا تتعدى الخصومات بالمكتبات المعتمدة 10% لجميع المراحل، حسب ما جمعه محرر «البورصة».
فقبل الخصم، يباع كتاب «المعاصر ساينس» للصف الرابع الابتدائى بسعر 295 جنيهاً، كما بلغ سعر «المعاصر ماث» للصف الرابع الابتدائى 289 جنيهاً، وتتراوح أسعار كتب المرحلة الإعدادية بين 113 جنيهاً لـ«المعاصر رياضة» للصف الثانى الإعدادى بعد خصم 10%، و165 جنيهاً لـ«المعاصر إنجليزى كونكت» للصف الأول الإعدادى، كما رصد محرر «البورصة».
وحسب الرصد، وصلت كتب المرحلة الثانوية إلى 240 جنيهاً لبعض كتب اللغة الإنجليزية، بعد الخصم، بينما تراوحت أسعار كتب رياض الأطفال من 99 جنيهاً لنسخة «كونكت بلس» بعد خصم 10%، لتصل إلى 140 جنيهاً لنسخة «ديسكفرى» بعد نسبة الخصم نفسها.
وبالاستعانة بأرشيف الأخبار، تمت مقارنة أسعار الكتب الخارجية بأسعارها بالفصل الدراسى الثانى من العام الماضى 2024 ـ 2025، وكشفت قوائم الأسعار تراوحها بين 130 و155 جنيهاً للصف الرابع الابتدائى؛ إذ سجلت كتب «المعاصر» للغة العربية و«سلاح التلميذ» للعلوم و«الأضواء» للدراسات 130 جنيهاً لكل منها، وكان سعر «الأضواء» للرياضيات 140 جنيهاً، وبلغ سعر «المعاصر» للغة الإنجليزية 150 جنيهاً.
بينما جاءت أسعار كتب “الأضواء” للعلوم و”سلاح التلميذ” للدراسات بـ130 جنيهاً، للصف الخامس الابتدائى، ووصل سعر كتاب “الأضواء” للرياضيات إلى 140 جنيهاً، بينما بلغ سعر كتابى »سلاح التلميذ« للغة العربية و»المعاصر« للغة الإنجليزية 150 جنيهاً، حسب أرشيف الأخبار.
ووفق الأرشيف، سجلت كتب “الأضواء” للرياضيات و”سلاح التلميذ” للدراسات للصف السادس الابتدائى، سعر 140 جنيهاً، بينما بلغ سعر كتاب “المعاصر” للغة الإنجليزية 150 جنيهاً، أما كتاب »المعاصر« للغة العربية فبلغ 155 جنيهاً، فى حين سجل كتاب “الأضواء” للعلوم سعر 135 جنيهاً.
وفى تصريحات أخيرة لـ”البورصة” قال عمرو خضر، رئيس شعبة تجارة الورق بالغرفة التجارية، إنَّ أسعار الكتب الخارجية للعام الدراسى الجديد، شهدت ارتفاعاً بنسب تصل إلى 17% مقارنة بالعام الماضى، مشيراً إلى تراجع أسعار الورق عالمياً منذ منتصف يونيو الماضى بنسب تتراوح بين 30 و40%، مقارنة بيناير 2025.
وقال محمد الصفتى، وكيل شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، إن زيادة أسعار الكتب الخارجية للعام الحالى »مقبولة« فى ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج، مُرجعاً الزيادة إلى ارتفاع أسعار المحروقات وأجور العمالة، مصرحاً باقتصارها على نحو 50% من إصدارات الكتب، وفى تصريحاته الأخيرة لـ»البورصة«.
سوق بديلة للأدوات المدرسية فى سوق الجمعة
بمنطقة الإمام فى حى السيدة عائشة، تواجد محرر «البورصة» لرصد أسعار المستلزمات المكتبية اللازمة للدراسة، كالكشاكيل والأقلام وحقائب الظهر، بعد رحلة صباحية بميدان العتبة لم تكتمل لتأخر استيقاظ القاهرة بأيام الإجازات.
تتوافد الأمهات على فُرُش الكشاكيل القديمة والمستعملة لانتقاء ما يناسب أولادهن، وحالتهن المعيشية قبل أى اعتبار، بينما تعد الأسعار فى المتناول، حسبما قال محمود عبدالمعطى، موظف بوزارة الأوقاف وأحد عملاء السوق والقاطن بمنطقة البساتين، لـ«البورصة».
وتابع «عبدالمعطى»، أنه حريص منذ عامين على اقتناء كل تجهيزات السنة الدراسية من سوق الجمعة، لما وصفه بـ«الأسعار ولّعت» عند حديثه عن الكشاكيل والأقلام والحقائب، لا سيما أنه أب لبنت و3 أبناء، تتراوح أعمارهم بين 18 و7 سنوات، بمراحل تعليم أزهرى مختلفة.
واستطرد أن أسعار الكشاكيل، على سبيل المثال، تتجاوز بإحدى سلاسل المكتبات الشهيرة حاجز 60 جنيهاً للكشكول الواحد، إضافة إلى أسعار الأقلام والمساطر، حسب ادعائه.
وبتدقيق مزاعم «عبدالمعطى»، تتبّع محرر «البورصة» أسعار الكشاكيل المعروضة على منصات سلاسل المكتبات واسعة الانتشار، وتبيّن أن بعض الكراسات ذات 28 ورقة تباع بأسعار تبدأ من 7 جنيهات، بينما ترتفع الأسعار مع زيادة عدد الورق، كما تتجاوز قيمة الكشاكيل الكبيرة حاجز 100 جنيه؛ إذ يبرز كشكول السلك جامبو A4 من “مينترا” 240 ورقة بسعر 190 جنيهاً.
وحسب رصد محرر “البورصة”، سجل كشكول سلك دبل 200 ورقة من “جولي” سعر 180 جنيهاً، وكشكول سلك جامبو A4 من “مينترا” 200 ورقة 165 جنيهاً، كما أن كشكول “ماكس” 240 ورقة يُباع بـ130 جنيهاً، فى حين يبلغ سعر كشكول السلك ذى الغلاف الصلب A4 من “سيما” 240 ورقة 120 جنيهاً، أما كشاكيل الفئات المتوسطة من “منترا” 80 ورقة A4 فتُباع بـ35 جنيهاً.
وتابع «عبدالمعطى»، أن أسعار سوق الجمعة، على ارتفاعها، تبقى “هيّنة ليّنة” على حد وصفه؛ إذ تتراوح بين 4 جنيهات للكراسات من فئة 28 ورقة و9 جنيهاً للكشاكيل من فئة 56 ورقة ذات الغلاف البسيط، مضيفاً أن كشاكيل السلك تبقى مرتفعة الأسعار بسبب تصميمها الجاذب للطلاب.
عريشة: الحقائب شهدت زيادة بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضى
ومن جهته، قال أحمد عريشة، الشريك المؤسس، مدير الإنتاج بشركة أكوا لصناعة الحقائب، إنَّ الإقبال على شراء الشنط المدرسية زاد بنسبة تتجاوز 50%، مقارنة بالعام الماضى، مُرجعاً ذلك إلى قرارات وزير التعليم التى خفضت معدلات غياب الطلاب، ما أدى إلى تلف واستهلاك الشنط، وبالتالى الحاجة لشراء منتجات جديدة.
وأضاف لـ«البورصة»، أن منتجات العام الحالى شهدت زيادة بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضى، مشيراً إلى أن ثبات سعر صرف الدولار لم يمنع ارتفاع الأسعار بشكل كامل؛ إذ ارتفعت تكاليف النقل والمحروقات مع زيادة أجور العمالة بنسبة 50%، ما أدى إلى ارتفاع سعر المنتج النهائى بنسبة 20% فى المتوسط.
وصرح بأن الصناعة المحلية تستحوذ على 80% من إقبال السوق للعام الجارى، ويعود ذلك إلى انخفاض سعرها عن المستورد، فضلاً عن ارتفاع جودتها على خلاف السابق، مبيناً أن أسعار الشنط المصنعة محلياً تتراوح بين 150 و350 جنيهاً، فى حين تبدأ أسعار المستورد من 350 جنيهاً وتصل إلى 850 جنيهاً.
وأشار إلى أن أصحاب الدخل المحدود يتجهون إلى المنتجات ذات الخصومات، موضحاً أن 90% من المشترين يبحثون عن الخصومات المتاحة فى المعارض التى تنظمها الحكومة بنسب تتراوح بين 30% و40%، حسب تصريحه.
وبيّن أن متوسط سعر الحقيبة المدرسية للمرحلة الابتدائية بـ250 جنيهاً، بينما تتراوح أسعار المرحلة الإعدادية بين 250 و350 جنيهاً، فى حين يلجأ طلاب المرحلة الثانوية إلى المستورد، وتتراوح الأسعار بين 450 و850 جنيهاً.
وأوضح أن ارتفاع القيمة الجمركية على المنتجات المستوردة رفع سعرها بنسبة 100% عن العام الماضى، ما جعلها منتجات متاحة لفئة قليلة لا تتعدى 20% من العملاء.
وذكر أن الحقائب المصنوعة من خامات “ووتر بروف” المقاومة للماء أصبحت الأكثر طلباً للعام الجاري، وتستحوذ وحدها على 50% من السوق، ويعود ذلك، حسب تصريحه، إلى انتشارها خلال فترة جائحة كورونا، بفضل مقاومتها نقل العدوى، بسبب عدم امتصاصها الأوساخ أو الماء، مشيراً إلى أن باقى الخامات الأخرى مثل “أكسفورد” و”مايكروفايبر”، تتقاسم الـ50% المتبقية.
كتب مقلّدة.. بديل أم جريمة؟
وخلال جولة محرر “البورصة” لرصد أسعار الزى المدرسى مع اقتراب بداية العام الدراسي، رصد مجموعة باعة يفترشون الأرصفة ويبيعون الكتب الخارجية بأقل من أسعارها الرسمية.
من بين الزبائن كانت نهى عبده، موظفة استقبال بإحدى عيادات الأسنان الخاصة، قالت إن الكتب المبيعة ليست “مضروبة” ولا تحمل أخطاء مطبعية؛ إذ إنها، على حد وصفها، صورة من نسخ الكتب الأصلية بورق وطباعة “يفيان بالغرض”.
وبيّنت لـ”البورصة” أن أصحاب المطابع يحصلون على النسخ الأصلية من الكتب الخارجية ويعيدون طباعتها بالألوان وبيعها بأثمان تقل عن أسعار الكتب الأصلية بـ60 ـ 70%.
رصد محرر “البورصة” بعض أسعار الكتب الخارجية »المقلّدة«، وتبيّن أن أعلاها سعراً لا يتجاوز 80 جنيهاً للنسخة الواحدة، فى حين أن النسخة الأصلية تتعدى 240 جنيهاً.
وبالتواصل مع مالك مطبعة بحيّ باب الخلق، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، قال لـ«البورصة»، إن إعادة طبع الكتب الخارجية الأصلية وبيعها بسعر أقل مخاطرة لأصحاب المطابع فرضها الواقع، زاعماً أن 80% من الأسر لا تجد إلى الكتب الخارجية سبيلاً، حسب تصريحه، مبيناً معاناة أصحاب المطابع فى ظل ارتفاع أسعار الورق والحبر والكهرباء والعمالة وغيرها، ما أدى بهم إلى تلك الممارسات.
وأشار إلى أسعار الكتب “المقلّدة” لا تعتمد على مؤشر المرحلة الدراسية، وإنما على عدد صفحات كل كتاب، مبيناً أن كتب الثانوية العامة ربما كان بعضها أقل سعراً من نظيرتيها الإعدادية أو الابتدائية، لأن الأخيرتين أوفر فى عدد الصفحات.
ورجَّح زوال ظاهرة الكتب “المقلّدة” فى حالة تقارب الأسعار بينها وبين الأصلية، ولكن كلما توسعت الفجوة بين أسعار الشركات والمطابع زاد جمهور ذلك النوع من الكتب الخارجية، حسب تصريحه.
وذكر أن بعض الأسر لا تفضل شراء الكتب الخارجية “المقلّدة” وإنما تلجأ إلى شراء نظيرتها الأصلية القديمة المستعملة فى السنوات السابقة بأسعار »معقولة«، من مناطق معروفة، مثل مزلقانى أرض اللواء وناهيا وسلم الخشب ببولاق الدكرور ومحيط محطة مترو الجيزة.
فى محيط مزلقان ناهيا، افترش الباعة الأرض لعرض الكتب الدراسية الخارجية للعام الماضي، بينما يرصد محرر «البورصة» أسعار البضاعة القديمة.
وحسب الرصد، يتوقف الأمر على مهارة تفاوض المشترى مع البائع، ولكن كانت الكتب فى الجملة أقل سعراً من «المقلّدة»، والسبب وراء ذلك حسب محمود عنان، زبون، أن الكتب القديمة لا تواكب النسخ الجديدة فى المسائل والأسئلة والتمارين، ما يفقدها عنصراً مهماً، ويجعل الإقبال عليها لفئة معينة من الطلاب.
وأضاف لـ«البورصة» أن متوسط أسعار تلك الفئة من الكتب يتم احتسابه وفق الكمية المشتراة، فنسبة الخصم على الكتاب الواحد أقل من الكمية، مبيناً أن نسب الخصم تصل إلى 80% من السعر المدوّن بغلاف الكتاب للسنة الماضية.
ونظراً إلى تفاقم أزمة أسعار الورق، اطلّعت »البورصة« على طلب إحاطة من عضو مجلس النواب فاطمة سليم، إلى رئيس مجلس الوزراء ووزراء الثقافة والتربية والتعليم والمالية، لبحث تداعيات ارتفاع أسعار الورق والأحبار على قطاعى الثقافة والتعليم.
وتضمن الطلب المقدم خلال أبريل الماضى، أن زيادات الورق ترتبط مباشرة بأسعار صرف الدولار، وتهدد بارتفاع تكاليف الطباعة، ما ينعكس سلباً على أسعار الكتب التعليمية، ويزيد من أعباء الأسر المصرية فى توفير الكتب الدراسية الخارجية.
الزى المدرسى فى مرمى زيادة الأسعار
وفى محيط منطقة الوكالة، حاور محرر «البورصة» سامية فاروق، اخصائية اجتماعية بمدرسة ابتدائية فى دار السلام، وقالت إن أسعار الزى المدرسى ارتفعت عن العام الماضى بنسبة تتراوح بين 20 و30%، مشيرة إلى أن متوسط سعر قطعة التيشرت قبل بدء السنة الدراسية نحو 250 جنيهاً، بينما تجاوز البنطلون 220 جنيهاً.
وأوضحت أم الوَلدين أحمد وعلى الدارسَين بالصف الثالث الإعدادى، أن أسعار قطعة التيشرت بالعام الماضى كلفتها 200 جنيه بينما البنطلون 180 جنيهاً من خامة أقمشة جيدة، مبينة أن منطقة الوكالة تحظى بإقبال واسع فى تلك الأيام لجودة البضاعة بها خلافاً للمناطق الأخرى، كـ”رمسيس”.
وكان محرر »البورصة« قد رصد أسعار الزى المدرسى فى محيط ميدان رمسيس أثناء انتهائه من جولته بـ”الفجالة”، وتبيّن أن أسعار الزى المدرسى للبنات يبدأ من 140 جنيهاً، أما زى البنين فيبدأ 120 جنيهاً، بينما تتراوح البلوزات والتيشيرت من 100 جنيه إلى 250 جنيهاً للمرحلة الثانوية، فى حين تبدأ الأطقم الكاملة من 300 جنيه للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتصل إلى 360 جنيهاً للمرحلة الثانوية.
شوقي: كيلو «المختلط» يصل إلى 270 جنيها يكفى لصناعة 3 قطع ملابس
وقال ماجد شوقى، مصمم أزياء، إن أسعار خامات الزى الرسمى للمدارس الحكومية من الفئة المتوسطة المختلطة (قطن + بوليستر) لم تختلف عن العام الماضى، نظراً إلى استقرار سعر صرف الدولار نسبياً، بينما ارتفعت أسعار العمالة والتشغيل والنقل عن موسم المدارس الماضى بنسبة نحو 10%.
وأضاف لـ«البورصة» أن متوسط سعر كيلو القماش المختلط يتراوح بين 250 و270 جنيهاً، حسب الجودة، يكفى لصناعة 3 قطع ملابس، إضافة إلى أسعار المصنعية والعمالة والإكسسوارات والتجهيز والتغليف والنقل والإيجار.
وبيّن أن معدل سعر بيع الزى الرسمى بالسوق للسنة الجارية، يكلّف أسر الأطفال من سن 8 إلى 14 نحو 270 للتيشرت و200 للبنطون، فى المتوسط، من النوع المختلط الذى يختلف عن الأقمشة القطنية الأعلى سعراً أو نقيضتها المصنوعة من “البوليستر” الأدنى.
وكشف أن هامش ربح تجار التجزئة فى بيع الزى الرسمى للمدارس من فئة الأقمشة المختلطة لا يقل عن 35% من سعر البضاعة المحمولة من أرض المصنع، ما يعنى، حسب تصريحه، أن سعر قطعة التيشرت قبل بيعها بالتجزئة تساوى 175 جنيهاً تقريباً، وكذلك البنطلون نحو 130 جنيهًا.
وأوضح، من خلال نظرته السوقية، أن غالبية الأسر تتجه لشراء 3 أطقم من الزى المدرسى لكل طفل، بمجموع 1500 جنيه، بزيادة نحو 10% عن العام الدراسى الماضى اقتضتها زيادة أسعار الإنتاج بعيداً عن الخامات.
هيكل: ارتفاع الزى المدرسى 10% يرجع إلى زيادة تكاليف التشغيل
وحسب تصريحاتها الأخيرة لـ”البورصة”، قالت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، إن سبب زيادة أسعار الزى المدرسى بنسبة 10%، مقارنة بالعام الماضى ترجع إلى ارتفاع تكاليف التشغيل، موضحة أن تنوع الخامات بين القطن والبوليستر والأكمام الطويلة والقصيرة، يُصعّب تحديد سعر موحد، بينما يطرح المنتجون خيارات تناسب القدرات الشرائية كافة، حسب تصريحها.
يحاول محمود عنان شراء ما يناسب أولاده الأربعة من الكتب المستعملة من محيط مزلقان ناهيا، كبديل عن نظيرتها بسبب »ضيق ذات اليد« على حد وصفه لـ»البورصة«، فى حين تفضل نهى عبده شراء نسخ الكتب “المقلدة” لمواكبتها المناهج الجديدة وخلوّها من الأخطاء، فضلاً عن رخص ثمنها مقارنة بالأصلية.
عبدالمعطى: الكشاكيل تجازت حاجز 60 جنيهاً
بينما يقول موظف “الأوقاف” محمود عبدالمعطى لـ”البورصة”، إن أسعار حقائب الظهر المدرسية تبقى مرتفعة السعر، رغم وجود العديد من أنواعها المستعملة بسوق الجمعة، ولكنه يحرص على شرائها »جديدة« بأسعار أغلى من مناطق بيعها بالعتبة والموسكي، مُرجعاً الأب ذلك إلى رغبته شراء الجديد لأولاده، قدر المستطاع، حفاظاً على صورتهم بين زملائهم.
فى حين تحرص سامية فاروق على شراء أفضل خامات الزى المدرسى لولدَيها وإن كلفها ذلك ضغطاً على ميزانيتها، فضلاً عن مصاريف موسم بدء المدارس الأخرى، بينما كيّفت أميرة نفسها على قبض »الجمعية” قبل بدء موسم المدارس كل عام، حتى تستطيع الوفاء بطلبات بناتها، التى لا تتجاوز الكتب الدراسية الأميرية والخارجية والأدوات المدرسية والزى الموحد لكل مرحلة تعليمية لهن.
كتب – إبراهيم الهادى عيسى:








