أنهت مؤشرات البورصة جلسة منتصف الأسبوع على تباين في أداء المؤشرات، إذ صعد المؤشر الرئيسي وحيدًا مقلصًا أرباحه الصباحية نتيجة الضغوط البيعية، لكن الأسهم القيادية وعلى رأسهم الشرقية للدخان دعمت أداء السوق وحالت دون تراجع المؤشر العام.
وتوقع محللون استمرار صعود المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية خلال الجلسات المقبلة، مع احتمالية ظهور قوى بيعية تدفع المستثمرين إلى تنفيذ عمليات جني أرباح مؤقتة، مؤكدين أن اختراق مستوى 39 ألف نقطة أصبح قريبًا.
قالت ماجي سليم، الرئيس التنفيذي للجمعية المصرية للأوراق المالية، إن مؤشرات البورصة أنهت جلسة منتصف الأسبوع على أداء متباين، وسط تراجع ملحوظ في القوة الشرائية داخل معظم الأسهم التي شهدت موجة صعود قوية خلال الجلسات السابقة.
وأوضحت أن الاتجاه العام للسوق لايزال صاعدًا رغم الضغوط البيعية التي ظهرت مؤخرًا، مشيرة إلى أن المؤشر الرئيسي يحافظ على ثباته أعلى مستوى 38,304 نقطة، مستهدفًا مستويات المقاومة بين 38,500 ثم 38,800 نقطة، مع مراقبة مستويات الدعم عند 37.700 و37.500 نقطة.
وأشارت إلى أن أسهم قطاعات مواد البناء والأغذية والرعاية الصحية تصدرت التراجعات، ما انعكس على أداء مؤشر السوق المتوسطة والصغيرة الذي يواجه مستويات مقاومة عند 12,400 ثم 12,800 نقطة، بينما يقف مستوى الدعم الرئيسي عند 12 ألف نقطة، وكسره قد يدفع إلى إعادة اختبار منطقة 11.950 نقطة.
ونصحت بالاستفادة من الارتفاعات الحالية في بعض الأسهم لتخفيف المراكز الهامشية عند مستويات المقاومة، مع الاحتفاظ بجزء من السيولة لإعادة بناء مراكز شرائية جديدة بالقرب من مستويات الدعم الفرعية.
وسجل المؤشر الرئيسي EGX30 ارتفاعًا بنسبة 0.37% مغلقًا عند 38.305 نقطة، بينما انخفض مؤشر EGX70 EWI بنسبة 0.99% إلى 12.117 نقطة، وتراجع الأوسع نطاقًا بنسبة 0.75% ليغلق عند 15.926 نقطة.
بلغت قيم التداولات في السوق نحو 5 مليارات جنيه، من خلال تنفيذ 134 ألف عملية على أكثر من 1.7 مليار سهم، موزعة على 220 شركة؛ ارتفعت منها 43 شركة، مقابل تراجع 158، واستقرار 19 دون تغيير.
عيد: تفاؤل بنتائج أعمال الشركات يدعم استمرار الموجة الإيجابية
قال حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة كابيتال فاينانشيال القابضة للاستثمارات المالية، إن استمرار اتجاه المؤسسات المصرية والأجنبية نحو الشراء يعكس حالة تفاؤل واضحة بشأن نتائج أعمال الشركات المدرجة عن الربع الثالث من العام الجاري.
بينما اتجهت المؤسسات المالية العربية نحو البيع وجني الأرباح الرأسمالية بعد المكاسب الأخيرة التي حققتها السوق.
وتوقع عيد أن يواصل المؤشر الرئيسي تحركاته الإيجابية نحو تحقيق مستويات قياسية جديدة بدعم من تدفقات السيولة واستمرار عمليات الشراء الانتقائي للأسهم القيادية.
وفي المقابل، أوضح أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 شهد تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة اليوم، إذ خسر نحو 121.4 نقطة بنسبة 0.99% ليغلق عند 12,116 نقطة، متأثرًا بعمليات تصحيح وجني أرباح على الأسهم الصغيرة والمتاجرات السريعة التي سجلت ارتفاعات قوية مؤخرًا.
وأشار إلى أن المؤشر بصدد اختبار مستوى الدعم الرئيسي عند 12 ألف نقطة، والذي يُرجح أن يشهد منه ارتدادًا صعوديًا مدعومًا بعودة المستثمرين الأفراد لتكوين مراكز مالية جديدة بالأسهم الصغيرة والمتوسطة قرب مستويات الدعم، ما قد ينعكس إيجابيًا على أداء المؤشر خلال الجلسات المقبلة.
وسجل رأس المال السوقي 2.761 تريليون جنيه، واستحوذ الأفراد على 53.1% من إجمالي التعاملات، مقابل 46.89% للمؤسسات، وبلغت نسبة تداولات المصريين 75.95%، مقابل 20.27% للعرب و3.79% للأجانب.
واتجه الأفراد جميعًا نحو البيع ليسجل المصريون والعرب مبيعات بصافي 74.1 مليون و44.8 مليون جنيه على التوالي، بينما سجلت المؤسسات العربية صافي بيع بقيمة 2.6 مليار جنيه، مقابل صافي شراء للمؤسسات العربية والأجنبية بقيمة 2.6 و127 مليون جنيه على الترتيب.
فهمي: السوق في مرحلة تجميع استعدادًا لاختراق قمم جديدة
قال أحمد فهمي، رئيس قسم التحليل الفني بشركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، إن إغلاق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية أعلى مستوى 38,150 نقطة إشارة إيجابية، إذ تحوّل هذا المستوى من مقاومة إلى دعم، مما يعكس استمرار الأداء القوي للمؤشر الذي يتداول حاليًا قرب قمته التاريخية عند 38,639 نقطة.
وأوضح أن ارتفاع المؤشر خلال جلسة أمس جاء مدفوعًا بعدد محدود من الأسهم القيادية، أبرزها الشرقية للدخان التي صعدت بنحو 4.5%، ما ساهم في تعزيز الإغلاق الإيجابي للمؤشر، رغم أن أغلب الأسهم لاتزال في مرحلة تجميع وتربص عند مستوياتها الحالية.
وأشار إلى أن منطقة المقاومة التالية تتراوح بين 38٫400 و38٫600 نقطة، تليها منطقة 39 ألف نقطة على المدى القصير، بينما يرى أن التصحيح الفني بات ضروريًا لتمكين السوق من استكمال الصعود بشكل صحي ومتوازن.
ونصح المستثمرين بالتركيز على الأسهم الإيجابية فنيًا، والتداول على المدى القصير والمتوسط فقط، مع الالتزام بوقف الخسائر حال ظهور إشارات ضعف على الأسهم القيادية.








