طرح الجهاز المركزي للمحاسبات مبادرة جديدة بعنوان «ماعت»، تهدف إلى الارتقاء بعمل الأجهزة الرقابية حول العالم من خلال توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المراجع وتيسير مهامه.
وانطلقت مبادرة الجهاز المركزي للمحاسبات من رؤية شاملة مفادها أن الذكاء الاصطناعي لا يحلّ محل المراجع البشري، وإنما يمكّنه ويعزّز قدرته على أداء مهامه بكفاءة أعلى، من خلال أدوات ذكية، ووكيل رقمي مساعد، ومنصة معرفية متخصصة.
وأوضح الجهاز أن مبادرة «ماعت» تمثل نقلة نوعية في عمل الأجهزة العليا للرقابة، كونها توفّر منظومة متكاملة يمكن تطبيقها داخل بيئات العمل الرقابية المختلفة.
وترتكز المبادرة على ركائز تقنية تتضمن مجموعة أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة صُممت خصيصًا لدعم المراجع في جميع مراحل عمله الرقابي. وتشمل هذه الأدوات منظومة لتحليل المخاطر وتحديد أولويات المراجعة، وأنظمة لاكتشاف الاحتيال وأنماط الإنفاق غير المعتادة، إلى جانب أدوات لتلخيص المستندات وبناء خطط مراجعة ديناميكية تتكيف مع النتائج الفعلية أثناء التنفيذ.
وتُعدّ مبادرة «ماعت» نقلة فكرية قبل أن تكون تقنية، إذ تترجم رؤية الأجهزة العليا للرقابة نحو بناء منظومة رقمية متكاملة تحافظ على استقلالية المراجع وتعزّز فعالية الدور الرقابي، مع ضمان حماية البيانات والخصوصية الكاملة في جميع مراحل العمل.
كما تتميز المبادرة بقدرتها على الدمج مع أي نظام رقابي قائم أو العمل بشكل مستقل، إلى جانب إشراف لجنة متخصصة من منظمة الإنتوساي لضمان الحوكمة والجودة، بما يعزز التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة الرقابية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الجهاز أن المبادرة ليست مجرد منظومة تقنية، بل شراكة استراتيجية تستهدف بناء جيل جديد من المراجعين الرقميين، وتعزيز قدرة الأجهزة العليا للرقابة على أداء مهامها في بيئة عالمية تتسارع فيها الابتكارات والتحديات الاقتصادية، بما يدعم تحقيق مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة، ويواكب تطلعات مجتمع الإنتوساي نحو مستقبل رقابي أكثر فاعلية وذكاء.








