يشهد القطاع العقاري غرب القاهرة، حالة من الانتعاش المتسارع مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية والسياحية في العالم.
فقد تحوّل المتحف إلى محرك رئيسي لجذب الاستثمارات العقارية والفندقية في المنطقة، حيث تتسابق كبرى الشركات المحلية والعالمية للإعلان عن مشروعات سكنية وسياحية متكاملة تستهدف تلبية الطلب المتوقع من الزوار والسياح.
ويُنظر إلى محيط المتحف ومطار سفنكس الدولي، باعتبارهما الوجهة الاستثمارية الجديدة لغرب القاهرة، في ظل ما يتيحه الموقع من فرص مميزة لإنشاء فنادق فاخرة وشقق فندقية ومجمعات سكنية راقية، بما يواكب خطة الدولة لتطوير البنية التحتية السياحية وزيادة الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي استعدادًا لاستقبال ملايين الزوار المنتظرين بعد الافتتاح الرسمي للمتحف.
وأعلن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، عن بدء تنفيذ مجموعة فندقية فاخرة جديدة خلف المتحف المصري الكبير، في إطار خطة المجموعة لتوسيع استثماراتها الفندقية بالتعاون مع سلسلة «فورسيزونز» العالمية.
ويقع المشروع على مساحة تقارب 350 ألف متر مربع خلف المتحف مباشرة، ليُعد أحد أكبر وأبرز الفنادق السياحية في غرب القاهرة، حيث من المقرر افتتاحه خلال ثلاث سنوات. ويضم الفندق مجموعة من الغرف والأجنحة الفندقية الفاخرة، إلى جانب مرافق متكاملة تشمل مطاعم راقية، ومراكز مؤتمرات، وحدائق مفتوحة.
ومن المقرر أن يرتبط الفندق بالمتحف المصري الكبير عبر أنفاق مخصصة للمشاة، بما يتيح للزوار التنقل مباشرة بين الفندق والمتحف في تجربة سياحية وثقافية متكاملة تجمع بين الفخامة والتراث.
كما أعلنت مجموعة طلعت مصطفى القابضة عن بدء شركتها التابعة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية “إيكون” في تنفيذ مشروع سياحي متكامل جديد خلف المتحف المصري الكبير، بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وأوضحت المجموعة أن المشروع يقام على مساحة 42.4 فدان، ويتضمن فندقًا فاخرًا من فئة الخمس نجوم يُدار بواسطة علامة فندقية عالمية، بطاقة استيعابية تصل إلى 495 غرفة، إلى جانب مجموعة من المطاعم الراقية والخدمات والأنشطة الترفيهية المتكاملة.
كما يشمل المشروع منطقة تجارية ووحدات فندقية وسكنية وإدارية، بالإضافة إلى منطقة ترفيهية عالمية المستوى.
وأشارت المجموعة إلى أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تُقدر بنحو 788 مليون دولار، مع توقعات بتحقيق صافي إيرادات دخل متكرر يتجاوز 82 مليون دولار سنويًا، إلى جانب إيرادات مبيعات عقارية تصل إلى حوالي 233 مليون دولار على مدار فترة تنفيذ المشروع.
يُقام المتحف المصري الكبير على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة، ليكون أحد أكبر المتاحف الأثرية في العالم، ويضم المتحف ثلاث قاعات رئيسية للعرض الدائم تشمل 12 قاعة داخلية، إلى جانب مساحات تعليمية ومركز عالمي للترميم ومتحف مخصص للأطفال.
ويُعرض داخل المتحف أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من روائع الحضارة المصرية القديمة، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بشكل متكامل، فيما يتجاوز إجمالي مقتنيات المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
“تطوير مصر” تخصص وحدات للإدارة الفندقية ضمن “Rivers” في زايد الجديدة
قال أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر، إن الشركة تمتلك خطة توسعية طموح في القطاع الفندقي بمنطقة غرب القاهرة، من خلال الوحدات الفندقية ضمن مشروع “Rivers” بمدينة زايد الجديدة، المقام على مساحة تقارب 100 فدان.
وأوضح شلبي أن المشروع يضم أكثر من 700 وحدة سكنية بمساحات تتراوح بين 180 و350 مترًا مربعًا، تشمل فيلات منفصلة ومزدوجة ومتجاورة، مشيرًا إلى أنه من المخطط أن تتضمن بعض هذه الوحدات إدارة فندقية بمساحات متنوعة، لتلبية الطلب المتوقع عقب افتتاح المتحف المصري الكبير واستقبال المنطقة لأعداد كبيرة من العملاء والزوار الأجانب.
أضاف أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا استثنائيًا عالميًا، لا باعتباره أحد أكبر المتاحف في العالم فحسب، بل لأنه يجسد رؤية مصر الحديثة في الدمج بين عراقة الحضارة القديمة وطموحات التنمية المستقبلية.
وأكد أن أهمية المتحف المصري الكبير لا تقتصر على كونه صرحًا ثقافيًا عالميًا فريدًا، بل تمتد لتشمل أبعاده الاقتصادية والسياحية، إذ أصبح عنصرًا رئيسيًا في خطط الزائرين من مختلف دول العالم حتى قبل افتتاحه الرسمي، ما يعكس مكانته المنتظرة كأحد أبرز عوامل الجذب السياحي في المنطقة.
أشار شلبي إلى أن المتحف سيسهم بشكل مباشر في زيادة أعداد السياح ورفع متوسط مدة الإقامة في مصر، ليصبح محطة أساسية في برنامج أي زائر، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الإيرادات السياحية والاقتصاد الوطني بوجه عام.
وأضاف أن هذه التطورات تتماشى مع القرارات الحكومية الأخيرة، التي شملت اعتبار الشقق الفندقية جزءًا من القطاع الفندقي الرسمي، وهو ما يسهم في زيادة عدد المفاتيح الفندقية ودعم خطة الدولة لرفع الطاقة الاستيعابية وتحقيق نمو مستدام في قطاع السياحة.
أكد شلبي أهمية التوسع في مفهوم الشقق والغرف الفندقية، باعتباره وسيلة فعالة لتعزيز جاذبية السوق العقارية المصرية عالميًا، إلى جانب دوره في تشجيع الاستثمار الأجنبي وتطوير آليات تصدير العقار كأحد مصادر الدخل القومي، بما يعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد المصري ويفتح آفاقًا جديدة أمام المطورين والمستثمرين لتقديم منتجات عقارية وسياحية تنافسية عالميًا من حيث الجودة والعائد.
وتوقع أن تسهم هذه الجهود في دعم خطة الدولة الرامية إلى استقبال أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2028، بعد أن حققت مصر رقمًا قياسيًا في عام 2024 باستقبال 15.7 مليون سائح، وفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار المصرية.
«هاي ڤيل» تستعد لإطلاق كمبوند يشمل 3 فنادق على مساحة 100 فدان
وقال روماني يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة «هاي ڤيل» للتطوير العقاري، إن الشركة تستعد لإطلاق مشروع عمراني متكامل جديد على مساحة تقارب 100 فدان في محيط المتحف المصري الكبير، في إطار خطتها للتوسع غرب القاهرة وتعزيز استثماراتها في المشروعات متعددة الأنشطة.
وأوضح أن الشركة تدرس حاليًا عدة مواقع مقترحة لإقامة المشروع، سواء بجوار المتحف مباشرة أو في مناطق قريبة مثل مدينة سفنكس الجديدة أو الشيخ زايد وتوسعاتها، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة أصبحت من أكثر المناطق جذبًا للاستثمار العقاري والسياحي في ظل التطوير الكبير الذي تشهده الدولة حول المتحف المصري الكبير ومطار سفنكس الدولي.
وأضاف أن المشروع المزمع تنفيذه سيكون “كمبوند سكني” متكامل الخدمات، يضم وحدات متنوعة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من العملاء، إلى جانب ثلاثة فنادق كبرى من فئة الخمس نجوم، تهدف إلى خدمة زوار المتحف المصري الكبير بشكل خاص، وتوفير تجربة إقامة متكاملة تجمع بين الراحة والفخامة والقرب من أهم المعالم الأثرية في العالم.
أشار يوسف إلى أن المشروع يمثل فرصة استثمارية ذهبية، نظرًا لموقعه الحيوي الذي يجمع بين القرب من المتحف ومطار سفنكس والمناطق الأثرية، وفي مقدمتها أهرامات الجيزة، ما يجعله مركزًا مثاليًا لاستقبال السياح والزوار القادمين من مختلف دول العالم.
ولفت إلى أن الخطة تتضمن أيضًا تخصيص وحدات فندقية للإيجار لخدمة الزوار لفترات قصيرة ومتوسطة، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة نحو تعزيز البنية الفندقية في غرب القاهرة، مؤكدًا أن المشروع سيُسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية وتحفيز النشاط السياحي والاستثماري بالمنطقة خلال السنوات المقبلة.
“سراج”: نقطة تحول استراتيجية في مسار القطاعين السياحي والعمراني
أكد المهندس أمين سراج، العضو المنتدب لشركة هايد بارك العقارية للتطوير، أن المتحف المصري الكبير يمثل رمزًا حضاريًا فريدًا لمصر وجسرًا يربط بين عراقة الماضي وطموحات المستقبل.
وأوضح أن افتتاحه سيشكل نقطة تحول استراتيجية في مسار القطاعين السياحي والعمراني، خاصة في منطقة غرب القاهرة.
وأوضح سراج أن المتحف سيُسهم في فتح آفاق جديدة للاستثمار وتعزيز جاذبية السوق العقارية المصرية أمام المستثمرين المحليين والدوليين، بفضل موقعه المتميز وأثره المتوقع في تنشيط الحركة السياحية والتنموية بالمنطقة.
وأضاف أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر دوره على إعادة تقديم التراث المصري للعالم برؤية معاصرة، بل يضيف كذلك قيمة استثمارية وثقافية كبيرة للمناطق المحيطة به، تعزز من مكانتها كوجهة عمرانية وسياحية واعدة.
“سعدالدين”: يخلق فرص أمام المطورين لتنفيذ مشروعات سكنية وسياحية
أكد المستشار أسامة سعد الدين، المدير التنفيذي لـغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا تاريخيًا عالميًا يعيد مصر إلى صدارة المشهد الحضاري والإنساني.
وأوضح سعد الدين أن المتحف لا يُعد مجرد مشروع ثقافي أو أثري، بل يمثل قاطرة اقتصادية وسياحية كبرى ستسهم في إعادة رسم خريطة السياحة العالمية، مع توقعات باستقطابه ملايين الزوار سنويًا، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على موارد الدولة من النقد الأجنبي ويعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.
وأضاف أن افتتاح المتحف سيُحدث حراكًا واسعًا في القطاع العقاري والفندقي والخدمي، من خلال تنشيط الاستثمارات بالمناطق المحيطة به، وخلق فرص جديدة أمام المطورين لتنفيذ مشروعات سكنية وسياحية متكاملة تخدم الحركة السياحية المتنامية.
وأضاف أن المتحف المصري الكبير لا يمثل نافذة على الماضي فحسب، بل هو أيضًا جسر نحو المستقبل، ورسالة تؤكد أن مصر قادرة على الإبداع والبناء وصناعة الحضارة من جديد.
“فوزي”: سيُسهم في إعادة تشكيل الخريطة الاستثمارية لغرب القاهرة
أكد المهندس فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بـجمعية رجال الأعمال المصريين، أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيمثل نقطة تحول كبرى ومحركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في مصر، مشيرًا إلى أن دوره يتجاوز كونه صرحًا ثقافيًا عالميًا ليصبح ركيزة أساسية لدفع الاقتصاد الوطني وتنشيط القطاع السياحي وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأوضح فوزي أن المتحف المصري الكبير سيُسهم في إعادة تشكيل الخريطة الاستثمارية لغرب القاهرة، من خلال ما سيولده من طلب متزايد على المشروعات الفندقية والسياحية، مؤكدًا أن المستثمرين بدأوا بالفعل في دراسة فرص التوسع في إنشاء فنادق جديدة وغرف فندقية متنوعة المستويات لتلبية احتياجات الزوار المتوقع تدفقهم بعد الافتتاح الرسمي للمتحف.
وأشار إلى أن منطقة الهرم والمتحف والمناطق المحيطة بهما ستشهد خلال السنوات المقبلة حراكًا استثماريًا غير مسبوق، في ظل التوجه الحكومي لتطوير البنية التحتية والطرق والخدمات بالمنطقة، مؤكدًا أن هذا المشروع الضخم سيُعيد رسم المشهد السياحي في مصر، ويضعها في مقدمة الوجهات الثقافية والسياحية على مستوى العالم.
ولفت فوزي إلى أن المتحف سيعمل على تحفيز قطاعات متعددة مرتبطة بالسياحة مثل العقار، والنقل، والتجارة، والخدمات، ما يعزز فرص التشغيل ويوفر مناخًا جاذبًا للمستثمرين.
“فكري”: يفتح آفاقًا جديدة أمام الدولة والمطورين لتحقيق نمو اقتصادي مستدام
قال علاء فكري، نائب رئيس لجنة التطوير العقاري بـجمعية رجال الأعمال المصريين، إن المتحف المصري يمثل إضافة استثنائية لقطاعي السياحة والآثار في مصر، مشيرًا إلى أنه سيُحدث نقلة نوعية في حركة السياحة ويُسهم في زيادة الإقبال على الفنادق والمشروعات الفندقية في محيط المتحف ومنطقة الهرم.
أضاف أنه سيدفع المستثمرين والمطورين إلى التوسع في إنشاء فنادق جديدة بمختلف المستويات لاستيعاب النمو المتوقع في أعداد الزوار.
وأوضح فكري أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر تأثيره على السائحين الأجانب فقط، بل يمثل أيضًا وجهة جاذبة للمصريين الراغبين في التعرف على التطور الحضاري والعمراني الذي وصلت إليه الدولة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن النشاط السياحي المتنامي الذي سيتعزز مع افتتاح المتحف سيكون له تأثير مباشر على قطاع تصدير العقار، موضحًا أن زيادة حركة السياحة تسهم في رفع معدلات الطلب على العقارات المصرية من قبل الأجانب، وهو ما يؤدي إلى انتعاش السوق العقارية وزيادة التدفقات الاستثمارية الأجنبية في القطاع.
وأكد فكري أن هذا الترابط بين السياحة والعقار يفتح آفاقًا جديدة أمام الدولة والمطورين لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، حيث باتت مصر تمتلك مقومات متكاملة من بنية تحتية، ومشروعات حضارية كبرى، ومواقع سياحية عالمية، تجعلها مركز جذب استثماري وسياحي من الطراز الأول في المنطقة.
“العدل”: رفع معدلات الإشغال الفندقي بالمناطق القريبة إلى نحو 90%
قال الدكتور عمرو العدل، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إم جي للتطوير العقاري، إن المتحف المصري الكبير يعد مشروعًا قوميًا عملاقًا يحمل في طياته فوائد اقتصادية وتنموية متعددة.
أضاف أنه سيعزز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى نحو 15% بحلول عام 2027، مقارنةً بـ 12% حاليًا، ما يعكس الدور الحيوي للمتحف في دعم خطط الدولة لتحقيق التنمية الشاملة.
وأوضح العدل أن قطاع السياحة المصري مقبل على مرحلة ازدهار كبيرة، إذ من المتوقع خلال الفترة من 2025 إلى 2029 أن يحقق معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 5.7%، بما يخدم أهداف الدولة الرامية إلى زيادة أعداد السائحين إلى 30 مليون سائح خلال خمس سنوات.
وأشار إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيساهم في رفع معدلات الإشغال الفندقي بالمناطق القريبة من الأهرامات إلى نحو 90% خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد إدراجه رسميًا ضمن برامج الرحلات اليومية اليوم الواحد القادمة من الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي.
وأشاد العدل بجهود الدولة في تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وافتتاح مطار سفنكس الدولي الذي تبلغ مساحته نحو 24 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 1200 راكب في الساعة، ويتضمن مناطق تجارية وأسواق حرة ومطاعم عالمية.
وأكد على أن المتحف المصري الكبير يمثل منظومة تنموية متكاملة تسهم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتنشيط قطاعات السياحة والعقار والبنية التحتية والخدمات.








