قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن مستقبل القارة الأفريقية لن يتحقق دون بناء بنية تحتية حديثة وقادرة على دعم الاندماج الإقليمى والتنمية الاقتصادية، مشدداً على أن أفريقيا تملك الإمكانات اللازمة لتحقيق نهضتها إذا توافرت الإرادة السياسية والتنسيق المؤسسى والقدرة على توفير التمويل المناسب.
وقال «محلب»، خلال كلمته فى المؤتمر الاقتصادى المصرى الأفريقى الأول، إن البنية التحتية تمثل العمود الفقرى لأى مشروع تنموى داخل القارة.
أوضح أن مشروعات الربط الإقليمى تشكل «شريان حياة» قادراً على تغيير خريطة التجارة والصناعة والسياحة، وتوفير آلاف فرص العمل، وتعزيز الاندماج بين دول الشمال والجنوب.
وأشار إلى أن تعزيز شبكات النقل والطاقة واللوجستيات يخلق قوة اقتصادية مضاعفة تتجاوز قدرات كل دولة بشكل منفرد.
أكد أن توحيد المعايير والمواصفات والقوانين بين الدول يسهم فى تسريع تنفيذ المشروعات ودعم ثقة المستثمرين، مستشهداً بمشروعات الربط الكهربائى فى شرق أفريقيا وجنوبها كنموذج ناجح للتعاون العابر للحدود.
ولفت إلى أن القدرة المؤسسية والتمويل يمثلان التحدى الأكثر حساسية؛ إذ تتعثر مشروعات كبرى عند مرحلة التنفيذ، ما يستلزم مؤسسات قادرة على إعداد المشروعات، وإجراءات مناقصات شفافة، وشراكات قوية بين القطاعين العام والخاص.
وأكد أن نجاح أدوات التمويل يعتمد على إعداد مشروعات قابلة للتنفيذ ومدعومة بدراسات جدوى موثوقة.
وأشار «محلب» إلى أن أفريقيا عانت لعقود من بنية تحتية خُططت لخدمة الاستعمار؛ حيث أنشئت الطرق والسكك الحديدية لنقل المواد الخام إلى الموانئ دون ربط الدول ببعضها.
وأكد أن القارة اليوم بحاجة إلى ممرات تُمكّن التكامل الإقليمى وتدعم الصناعة والتجارة الداخلية وسلاسل الإمداد.
وشدد على أهمية تمكين مؤسسات التمويل الأفريقية وتطوير آليات تقاسم المخاطر، بالإضافة إلى تبنى نماذج تمويل هجينة تتيح تنفيذ مشروعات إستراتيجية مثل الطاقة المتجددة والممرات العابرة للحدود، لافتاً إلى أن النجاح الحقيقى يتطلب حوكمة رشيدة ومؤسسات قوية.
أفاد بأن أفريقيا أمام فرصة تاريخية للتحول إلى قارة غنية بالفرص لا بالموارد فقط، إذا وحّدت سياساتها واقتصاداتها وعززت الترابط بين أسواقها.








