القت الدكتورة عبير شقوير كلمة وزير الاتصالات المهندس عاطف حلمي في ” يوم المعرفة ” نيابة عنه حيث تخللت الكلمة التوجه بالشكر لفضيلة الدكتور على جمعة ولمؤسسة مصر الخير والقائمين عليها لدعوته للمشاركة فى “يوم المعرفة”، وللمجهودات التى يبذلونها فى شتى المجالات من أجل تطوير وتنمية الانسان المصرى.
ويعد مؤتمر اليوم خير دليل على اهتمام مصر الخير بتنمية الانسان من خلال احداث حراك معرفى داخل المجتمع المصرى، حيث أن قدرة الإنسان على صناعة التنمية ترتبط ارتباطاً وثيقاً ”بإمكاناته المعرفية” من ناحية، و”بسلوكه” في تفعيل هذه الإمكانات وإدارتها من ناحية أخري .
ولقد أصبحت المعرفة هى المحرك الرئيسى للإنتاج، والمورد الأكثر أهمية في خلق الميزة التنافسية للدول، وأضحت المعرفة والمعلومات مصدراً أساسياً لتحقيق التقدم الاجتماعى والتنمية الاقتصادية.
لذا فان الاستثمار في المعرفة، والذى يستوجب الاهتمام ببناء و ترسيخ ”ثقافة المعرفة” وسلوك الإنسان، ليس فقط على مستوى مناهج التعليم داخل المدارس والجامعات، بل على مستوى المُجتمع بأسره ومُؤسساته المُختلفة، هو الاستثمار الأهم إذا ما رغبنا فى بناء مجتمع قادر على المنافسة فى ظل اقتصاد المعرفة.
ويعتمد هذا الاقتصاد الذي تحقق فيه المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة _ اعتمادًا أساسيًا على نشر المعلومات واستثمارها، حيث قدرت دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أن أكثر من 50 % من الناتج المحلي الإجمالي لها مبني على المعرفة.
ومن هنا جاء الدور الهام الذى تلعبه الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من حيث المساهمة في تشبيك المعرفة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وأيضاً فى توفير المعرفة ووضعها فى متناول الجميع من خلال إتاحتها و تسهيل نقلها عبر الشبكات الرقمية العالمية، مما يجعلها أداة للتنمية الاقتصادية والثقافية والأمنية ذات دور فعال فى ” اقتصاد المعرفة “.
كما تساهم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى دفع عجلة التنمية القائمة على المعرفة والمعلوماتية، حيث تمثل التجارة الالكترونية أحد أهم المظاهر الحديثة في اقتصاد المعرفة أو الاقتصاد الإلكتروني، والمحور الأساسي للتطور الاقتصادي على المستويين الدولي والمحلى. وتمثل التجارة الالكترونية القطاع الأسرع نمواً في الاقتصاد العالمي حيث قدر حجم التجارة الإلكترونية بحوالي 1.4 تريليون دولار فى عام 2011.
وتقدم أيضاً شبكات تقنية المعلومات والاتصالات فرص تعليمية ومعرفية غير مسبوقة، من خلال تيسير النفاذ إلى التعليم والمعرفة، والذى يعد أمراً جوهرياً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكوسيلة للتمكين الشخصي والتنمية المجتمعية لكل فئات المجتمع وخاصاً المهمشة منها، مثل ذوى الإعاقة ، وكبار السن، وسكان المجتمعات الريفية والمناطق النائية، مما دعى العديد من الدول الى إصدار قوانين لاعتبار النفاذ الى شبكات الانترنت حق من حقوق المواطنين.
كما يعد تطوير محتوى التعليم الإلكتروني أداه هامة فى تطوير القدرات المعرفية للطلاب وبناء قدرات مستدامة لمواصلة تطوير جودة العملية التعليمية والتعلّمية.
وترتكز استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على العديد من المحاور التى تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر فى التطوير المعرفى والمعلوماتى للمواطن المصري، فعلي سبيل المثال:- تهتم الوزارة بتطوير البنية التحتية والتى تتضمن الانترنت فائق السرعة، حيث مازالت مصر فى مرتبه منخفضه من حيث استخدام المعلوماتيه حتى بالمقارنه ببعض الدول العربية مثل لبنان والمغرب.
كما تهتم الوزارة أيضاً بإثراء المحتوى الالكترونى العربى، مما يساهم فى تشبيك المعرفة على المستويين المحلى والاقليمى، وييسر الحصول عليها لنطاق أوسع من المواطنين.
وتعمل الوزارة على تشجيع الابتكار التكنولوجى، واستكمال دورة الابتكار من أجل دفع عجلة النمو الاقتصادى القائم على المعرفة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يخدم مختلف القطاعات من خلال مركز الابداع التكنولوجى.
ذلك بالاضافه الى العديد من البرامج التى تهدف بشكل مباشر الى تطوير القدرات المعرفية والمعلوماتية، فمن خلال مبادرة تطوير التعليم قامت الوزارة بالتأهيل التكنولوجى لنحو 3000 مدرسة، بالاضافة الى امداد الطلاب المتفوقين على مستوى الجمهورية بأجهزة حاسب ألى مع امكانية الدخول المجانى على شبكات الانترنت.
وبالاضافة الى البرامج التخصصية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أعدت الوزارة 100 بيت تكنولوجيا فى المحافظات المختلفة، مع التركيز على النائية منها، لتقوم بتوفير خدمات استخدام شبكات الانترنت، وبرامج خاصة لذوى الاعاقة لتمكنهم من استخدام الحاسب الألى، وبرامج لمحو الأميه، وأخرى لريادة الأعمال، من أجل تنمية المواطنين ورفع قدراتهم المعرفية.
وبشكل عام تقوم الوزارة بمساعدة الجهات الحكومية على ادارة المعرفة من خلال ميكنة العمل بالعديد من الجهات، مثل ميكنة السجل العينى الزراعى، ومكاتب توثيق الشهر العقارى، ومكاتب تشغيل وزارة القوى العامله والهجرة، وغيرها.
وأشير الى أوجه التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومؤسسة مصر الخير من خلال العديد من المشروعات، والتى يساهم بعضها فى التطور المعرفى والمعلوماتى.
ففى مجال التعليم، نعمل سوياً لرفع القدرات التعليمية والإدراكية والنفسية للأطفال ذوى الإعاقة، من خلال مشروع تأهيل مدارس الدمج: حيث تقوم الوزارة بالتأهيل التكنولوجى لهذه المدارس، وتدريب المعلمين المتعاملين مع الأطفال من ذوى الإعاقة على المهارات الأساسية للحاسب الالى لاستخدامها فى تطوير قدرات هؤلاء الأطفال، ومن جهة أخرى، تقوم مؤسسة مصر الخير بتأهيل المعلمين سيكولوجياً للتعامل مع الأطفال ذوى الاعاقة، مما يضمن تأهيلاً متكاملاً لهم يساعدهم على الاندماج فى المجتمع
وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع فى 35 مدرسة بثلاث محافظات، استفاد منها نحو 630 طالب.
ويعد مشروع التدريب من أجل فرصة عمل أفضل، مثالاً للتعاون بين كل من الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى، لتطوير مهارات الأشخاص ذوى الاعاقة، ودمجهم فى المجتمع وتأهيلهم لبيئة العمل، للاستفادة من قدراتهم فى دفع عجلة الانتاج، وأيضاً تغيير الثقافة المجتمعية السائدة بكون ذوى الاعاقة أشخاص غير منتجين:وتقوم الوزارة من خلال هذا المشروع بتدريب ذوى الاعاقة تدريباً تخصصياً على بعض الأعمال التى تحتاج اليها شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،وتقوم غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات بالتواصل مع الشركات لتحديد فرص العمل المتاحه لديهم، وتتحمل مصر الخير نسبة من رواتب ذوى الاعاقة داخل شركاتهم خلال السنة الأولى حتى تقوم الشركات باختبار قدراتهم على الانتاج بصورة عملية.
كتب – محمد فوزي







