على خطى الأنبياء والقديسين الذين ذهبوا إلى سيناء للعبادة يذهب المصريون إلى هناك لكن للاستجمام فى رحلة تتكلف 110 جنيهات فقط.
ولأن الرحلة غير مكلفة فإن المشقة التى يتعين على زوار المكان بذلها لا تقل عن تلك التى كان يبذلها المتعبدون قديما للعيش هناك.
يقول مجدى سليم رئيس قطاع السياحة المحلية بالهيئة المصرية للتنشيط السياحة إن الوزارة ستتقصى حقائق رحلة سانت كاترين الأخيرة التى أودت بحياة 4 أفراد تمهيدا لفرض عقوبات على الشركة السياحية التى نظمت الرحلة. لكن المفاجأة التى قد لا يعرفها رئيس قطاع السياحة المحلية أو حتى وزير السياحة نفسه هو أن معظم رحلات سياحة السفارى فى مصر ينظمها أفراد هواة، وليست شركات سياحية.
وهؤلاء لا يتقيدون بتعليمات الوزارة فى هذا الصدد إن كان لها تعليمات ويذهبون إلى أماكن بدون استشارة أحد.
وباستطاعة وزير السياحة الذى تعانى حكومته من تراجع أعداد السائحين الأجانب أن يلقى نظرة واحدة على «الفيس بوك» ليعرف كم الرحلات السياحية الداخلية لمناطق سيناء والبحر الأحمر، وكم رحلات السفارى التى تم تنظيمها خلال الفترة الماضية بعيدا عن جهود وزارته التى لا تولى السياحة الداخلية اهتماماً ولا السائحين المصريين عناية تذكر.
على إحدى صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تعرفت على جروب يسافر إلى «سانت كاترين» على أن تحضر معك «مأكولات ـ كشاف ـ ملابس ثقيلة» لزوم صعود الجبل.
هناك اكتشفت أن القافلة مكونة من 12 أتوبيساً جاءت معنا من القاهرة وطنطا.
عند سفح جبل موسى وفوقه لا خدمات، لا أمن، لا نظام، رغم الأهمية الكبيرة للمنطقة بالنسبة للسائحين المصريين والأجانب على السواء.
ولأن المزار يقع فى المنطقة «ج» وفقا لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية فلا أمن ولا أمان، وتستطيع أن ترتكب ما تشاء من الجرائم فوق الأرض المقدسة، لأن المسافة من شرم الشيخ وحتى العريش حتى حدود اسرائيل يحرسها 750 جندى فقط وفقا للمعاهدة مع اسرائيل.
وهناك أنت فى قبضة البدو والتضاريس والأحوال الجوية السيئة بدون أى وسائل للتعامل مع الثلاثة.
كما لا توجد استراحات كافية والموجود منها غير مناسب سواء فى الوادى أو فى رحلة الصعود إلى أعلى قمة الجبل وهى الرحلة التى تستغرق 4 أو 5 ساعات تقطع فيها 6 كيلو مترات شديدة الوعورة يمكن التحايل عليها عبر تليفريك لا يهتم أحد بوجوده هناك للتسهيل على السائحين.
لا توجد جهة للاستعلام عن الأرصاد الجوية أو طبيعة رحلة الصعود ولا مركز للاسعاف سوى عدة أماكن تؤجر البطاطين أثناء رحلة الصعود للتعامل مع البرد القارس.
الكثير منا لم يستطع الصعود واستقر فى بعض الكامبات الموجودة على الجبل وهى أماكن لبيع الشاى وبعض المأكولات، وفوق الجبل أخذنا بعض الصور ثم قررنا النزول لأن وقت التجمع من أجل العودة كان 9 صباحاً واستغرقت العودة إلى القاهرة حوالى 10 ساعات أخرى فى رحلة «شقاء وعناء»، كما شبهها كثير من المسافرين معنا وسألوا أنفسهم: «لماذا أتينا كل هذه المسافة؟ هل من أجل وضع صورنا على «الفيس بوك»؟!








