ظهرت فكرة انتشار الإنترنت الفضائى «عبر الأقمار الصناعية» بالمناطق النائية بعد تراجع جودة خدمات الإنترنت الثابت، الا أن سرعة وتكلفة هذه الخدمات عائقاً أمام انتشارها فى السوق المحلية، ويراها متخصصون أنها حل استثنائي وليس لجميع العملاء.
قال طارق عبدالمنعم، رئيس شركة سينكس للاتصالات، إن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يمكن أن يطبق على الشركات وليس الأفراد، موضحاً أنه نظام «Business» فى الأصل وليس فردياً، خاصة أنه مكلف للغاية ولن تستطيع الأفراد استخدامه، مؤكداً على ضخامة التكلفة مقارنةَ بالإنترنت العادى، حيث إن 512 ميجا فى الإنترنت العادى بـ 95 جنيهاً، وتصل السرعة بالإنترنت الفضائى إلى 10 أضعاف، وأن السرعة الستالايت تبدأ من 256 ميجا إلى عدد غير محدود.
وأوضح عبدالمنعم، أن التكلفة تحدد بناء على عدد قنوات القمر الصناعى المستخدم الخدمة، مشيراً إلى أنه لم تحدد نوعه حتى الآن ولم يكن هناك أى مجال للمنافسة بالإنترنت العادى، لأنه لن يستخدم سوى فى الأماكن التى لا يتوافر بها خدمة الإنترنت فقط.
وقال حمدى الليثى، رئيس شركة ليناتل، إن سرعة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لا تقارن بالشبكات الأرضية التى مازالت مستحوذة ومتواصلة مع الجمهور، مؤكداً أن تكلفة توصيل وتركيب الإنترنت عبر الرواتر أو الأسلاك النحاسية أقل بكثير من الأقمار الصناعية، حيث تمثل التكلفة من 5 إلى 10 أضعاف الإنترنت العادى.
وأضاف أن مصر بحاجة إلى استخدام المزيد من التكنولوجيا فى حياتنا اليومية والتشجيع على إدخالها فى جميع المجالات، ولكن فكرة الستالايت مازلنا غير قادرين على توصيلها للجمهور بشكل جيد ومناسب للعميل من حيث السرعة والتكلفة، لذلك فهى مقصورة على الأماكن النائية فقط، وبالتحديد على الشركات وليس الأفراد.
وقال المهندس طارق الحميلى، رئيس شركة “تيفوتيك” للاتصالات، إن الأقمار الصناعية متواجدة فى كل مكان، وأنها ضرورية فى بعض الأوقات وناجحة إلى حد ما، ولكنها لا تقارن بالخدمة العادية المرتكزة على كوابل (النحاس – الفايبر – الميكرويف) فى السعر والسرعة، مشيراً إلى أن الشركات المتواجدة بالمناطق النائية “الصحراوية” هى المستفيد الوحيد منها مثل شركات “البترول”.
أوضح أن الشركات مهتمة بوصول الخدمة مهما بلغت أسعارها، مشيراً إلى إنهم سيتحملون البطء الناتج عنها مهما بلغت نسبتها، فليس هناك حلا آخر، وأنها الأفضل بدلاً من انقطاع الخدمة نهائياً، لافتاً إلى صعوبة اشتراك الاشخاص العاديين للخدمة بالأقمار الصناعية لعدم قدرتهم على التكلفة، بالإضافة إلى توافر الإنترنت العادى بكل “المناطق السكنية”، سواء من خلال خدمات الموبايل أو التليفون الثابت الذى مازال متواجداً فى كل مكان حتى الأن ولا يمكن الاستغناء عنه.
فى حين قال المهندس يحيى ثروت، العضو المنتدب لشركة لينك إيجيبت، إن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أسرع من القائم على (الكوابل الضوئية والفايبر)، موضحاً أن العائق فى السعر وليس السرعة.
واقترح أنه فى حالة ضرورة اشتراك الأفراد فى هذه الخدمة من الممكن تكوين مجموعات من الأشخاص للإشتراك فيها من أجل القضاء على مشكلة ارتفاع الأسعار، متوقعاً أن يكون هذا الاشتراك عبر وصلات دش توصل برواتر وتوصيلها بأجهزة الشركات أو الأشخاص المشتركين فى الخدمة، مؤكداً أنه لا توجد أى مشاكل خاصة بالسرعة على الإطلاق وأن السرعة ستتاح للجميع بشكل أفضل وأسرع من الإنترنت العادى فى الغالب.
وقال طلعت عمر، خبير الاتصالات، إنه من المفترض أن توفر خدمات الإنترنت سرعات كبيرة ونطاقاً ترددياً عالياً، مؤكداً أن ذلك لايمكن توافره من خلال الأقمار الصناعية لأن قنوات اتصالاتها محدودة النطاق والسرعة، ويمكن الإعتماد عليها للضروره فقط وكعامل استثنائى وليس أساسياً فى خدمة الإنترنت.
أضاف طلعت أن اندلاع ثورة الإنترنت كانت تهدف إلى القضاء على مشاكل الإنترنت والمطالبة بتقليل الأسعار وتوفير سرعات عالية لخدمات تناسب احتياجات المستخدم، فليس من المعقول التحدث عن تكاليف باهظة وسرعات محدودة الناجمة عن استخدام الستالايت التى لا يتحملها الأفراد العاديون.
وأكد أن فكرة الإنترنت الفضائى يتعارض تماماً مع استراتيجية “البرودباند”، فيما يتعلق بـ”السرعة والتكلفة” والمشاكل التى تواجه الاستخدام، موضحاً أن فكرة الأقمار الصناعية تعتمد على نطاق ضيق “نيرو باند” وهو عكس ما يحتاجه “البرود باند” من سرعات عالية وتكلفة أقل لتسهيل استخدامه وانتشاره فى جميع الجهات.
ومن جانبه، قال محمد عبدالرحيم، الرئيس التنفيذى للمصرية للاتصالات سابقاً، أن فكرة “الإنترنت الفضائى” لها بعد سياسى أكثر من كونها اقتصادياً أو خدمياً، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية تهدف إلى تقليل سرعات الإنترنت للمواطنين لإعاقة تمكينهم من التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعى، والحد من التجمعات التى قد تؤثر على الوضع السياسى، ونشوب أى أحداث سياسية جديدة تهدد الوضع الحالى.
وأوضح أن الاستفادة الحقيقية من الإنترت الفضائى موجهة للشركات الكائنة بالمناطق البعيدة عن شبكات الإنترنت، وليس الهدف منها الأفراد على الإطلاق، موضحاً أنهم ليس فى حاجة لاستخدامه و”إنترنت الموبايل” يغطى جميع احتياجاتهم، مؤكداً انه لايوجد تأثير سواء سلباً أو ايجاباً على الأفراد من هذه الخدمة..
وأشار المهندس محمد صفاء، رئيس شركة ميناتل، إلى أن الشخص العادى هو أكبر مستفيد من استخدام الإنترنت الفضائى، لأنه أرخص وأسرع بكثير من العادى، متوقعاً أن يقل اشتراك الفرد لنحو 50 جنيهاً فقط عبر هذه الخدمة.
وشدد على ضرورة لفت انتباه المستخدمين لهذه الخدمة من خطورة عمليات الاختراق من الداخل أو الخارج لسرقة البيانات والمعلومات التى تؤثر سلباً على أصحابها، متوقعاً ألا تلقى هذه الخدمة قبولاً من البنوك والوزارات فى استخدامها تجنبا وخوفاً من اختراق بياناتها وتسريب صفقاتها، مؤكدا أن أكبر استفادة حقيقية للستالايت تفيد المواطن العادى من حيث السعر والسرعة.







