تفشى المرض عالمياً يجمد أسواق المال ويثير قلق المستثمرين
حذر البنك الدولى من فيروس «الإيبولا» الفتّاك، حيث يحتمل أن يكون تأثيره كارثياً على بعض الاقتصادات الأفريقية وضربت المخاوف القضايا المحلية فى أوروبا، إذ اضطربت أسعار أسهم شركات السفر بسبب وفاة مريض فى الولايات المتحدة الأمريكية وإصابة آخر فى إسبانيا. وأصبح «الإيبولا» خطراً على الأسواق المالية العالمية.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية، أن «الإيبولا»، لا يتصدّر وحده قائمة قلق المستثمرين العالميين، ولكنه يتزامن مع ضعف النمو الاقتصادى العالمي، وزيادة سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي.
لكن المخاوف بشأن الخسائر المالية، بالإضافة إلى عدوى الإنسان، تسلط الضوء على جانب خطير لحق بالأسواق العالمية فى الآونة الأخيرة.
وحذر بنك «باركليز» من أنه حال انتشار «الإيبولا» على نطاق واسع، فإن تهديده للاقتصاد العالمى والأسواق، سوف يكون أكبر من اندلاع مرض الالتهاب الرئوى الحاد (سارس) فى 2003.
وأصبح «الإيبولا» من أحدث مخاطر الأسواق فى الوقت الراهن، وسوف يكون له تأثير كبير على أكبر الاقتصادات حال انتشاره، مما يضع المستثمرين فى مأزق كبير، كما حدث أثناء التصعيد الجيوسياسى بسبب أوكرانيا أو العراق.
وذكر «مارفن بارث»، رئيس أبحاث الصرف الأجنبى لدى بنك «باركليز»، أن تحول الحجم والتوسع السريع فى تفشى «الإيبولا» الحالي، من المحتمل أن يصبح حدثاً شديد الصلة بالأسواق وهو أمر لا يستهان به.
وتفاقمت المخاوف بشأن «الإيبولا» ليس فقط من خلال معدل الوفيات العالمية ولكن بسبب وضوح تباطؤ الاستجابة للمخاطر على مستوى العالم. وحذر تقييم الأثر الاقتصادى للبنك الدولي، من أن المرض قد يكلف دول غرب أفريقيا 32.6 مليار دولار فى أكثر من عامين، إذا لم يتم احتواء هذه الأزمة.
وأضاف البنك، أن معظم الضرر من شأنه أن يؤدى إلى ارتفاع تكلفة ممارسة الأعمال التجارية، بسبب المخاوف من مغادرة العمال للشركات المعرضة للفيروس، وتعطل شبكات النقل والسفر عبر الحدود.
كما تأثرت أسعار أسهم الطيران بسبب وفاة حالة فى ولاية تكساس الأمريكية، وكذلك أنباء عن حالة «إيبولا» فى إسبانيا وشائعات حول حالات فى أماكن أخرى فى أوروبا.
وعندما ضرب «السارس» العالم منذ أكثر من عقد من الزمان، كان تأثيره شديدا على شركات الطيران، مع انخفاض فى حركة الركاب وصلت إلى %40 على الخطوط الآسيوية. وخسرت شركات الطيران فى آسيا والمحيط الهادى %8 من حركة المرور السنوي، بما يعادل 6 مليارات دولار من العائدات، وفقا لاتحاد النقل الجوى الدولى ومنظمة التجارة والطيران، فى حين عانت شركات الطيران فى أمريكا الشمالية من تراجع وصل إلى %3.7 فى النقل الدولى بقيمة مليار دولار من الإيرادات.
وأعلن «دويتشيه بنك» أن المخاوف داخل غرب أفريقيا، سوف ترتكز على البترول وخام الحديد والذهب ومجموعات التعدين والسلع الأخرى. والأكثر تعرضاً لاندلاع الاضطراب سوف تكون شركات تعدين الذهب،ويمكن أن يتأثر إنتاج الكاكاو بشكل كبير حيث تستحوذ دول غرب أفريقيا على %70 من الإنتاج.
ولكن حتى الآن لا يرقى الأثر الاقتصادى لـ «إيبولا» إلى أن يكون صدمة اقتصادية كبيرة للاقتصاد العالمى، وما زال فى ذيل المخاطر.
وأكثر الدول تتضرراً هى غينيا وليبيريا وسيراليون.








