أبوالسعود سيد: السوق المحلى يعانى من «عقدة الخواجة».. والدعم الحكومى غائب عن المنتج المحلى
أنتجنا 150 موديلاً من الأجهزة التعليمية مسجلة بوزارة الصناعة
قطب محمد: 600 مليون جنيه حجم مشتريات الأجهزة التعليمية فى مصر
150 عميلاً داخل السوق المحلى.. ونخطط لتصنيع 1500 «تابلت» للعام الدراسى المقبل
تستهدف شركة « كمبيوتك » المتخصصة فى مجال توفير الحلول التعليمية التكنولوجية، الوصول بحجم أعمالها إلى 125 مليون جنيه خلال العام الحالى.
كما بدأ مصنع «المصرية لتطوير تقنيات التعليم – إديوتك»، التابع للشركة، والذى يزيد حجم أعماله على 50 مليون جنيه، فى إنتاج المعدات والأجهزة الإلكترونية التعليمية وضخ الإنتاج الفعلى فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ونجح المصنع – حسب مسئولى المبيعات بالشركة – فى إنتاج ما يقرب من 150 نوعاً من الأجهزة التعليمية المسجلة بوزارة الصناعة ومديريات التربية والتعليم، وتم تدريب كثير من الكوادر الفنية المؤهلة والقادرة على الإنتاج فى كل مكان، كما أن جميع الأجهزة التى يتم إنتاجها داخل المصنع يمكنها تغطية احتياجات مصر بنسبة %100.
قال المهندس أبوالسعود سيد، مسئول المبيعات بالشركة، إن هناك كثيراً من التحديات تواجه شركته، وتتمثل فى الوكلاء الأجانب و«روتين» الجهات الحكومية، موضحاً أن شركته تقدمت لمناقصة حكومية مع صندوق دعم مشروعات التعليم لتجهيز مجمع تابع للصندوق، لكن الصندوق أعطاه تقييم «صفر» ولم يعطيه درجات من الأساس فى التقييم الفنى، رغم أن شركته كانت الوحيدة التى تقدمت بالإنتاج المحلى، كما أنها المورد الأكبر للأجهزة بالمجمع التكنولوجى بالأميرية الذى تم إعداد المناقصة من أجله، والمصنع خاطب الصندوق أكثر من مرة لبيان سبب الرفض، والمتغير من الدرجة الفنية.
وأضاف أن شركته قامت بتوريد الأجهزة التعليمية الخاصة بكليات الهندسة والتعليم الفنى، كما يزيد حجم أعمال المصنع «إيدوتك» التابع للشركة على 50 مليون جنيه، مشدداً على أن السوق المحلى يعانى من «عقدة الخواجة»، ولا يوجد أى دعم أو تشجيع من الحكومة للمنتج المحلى.
وكشف سيد، عن إنشاء فرع جديد للشركة فى المملكة العربية السعودية، كما أن شركته شاركت فى الزيارة إلى كينيا وأوغندا، ونقل الخبرات إليهما من مصر تحت مظلة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ولفت إلى أن مصر تخصص نصف مليار جنيه للتعليم الفنى سنوياً، وتصل الميزانية إلى 750 مليون جنيه بالأجهزة التى تشتريها، مضيفاً أن نشاط أجهزة التعليم مثل صناعة السلاح قائم على الاستيراد من الخارج.
أما المهندس قطب محمد، مسئول المبيعات بالشركة، فقال إن « كمبيوتك العالمية» أول شركة تعمل فى أجهزة الكمبيوتر، وأول من حصل على التوكيل الأجنبى فى هذا الصدد، وتعمل فى السوق المحلى منذ الثمانينيات.
أضاف أن الشركة أنشأت قسماً خاصاً لتطوير التعليم الفنى وتطوير المناهج والأجهزة والمعدات وتصنيعها بالسادس من أكتوبر، كما أنها حصلت على توكيل لشركة «نيكسس العالمية» المانحة لشهادة الخبرة فى التعليم الفنى والمعلمين خلال التصنيع الخاص بالأجهزة والمعدات، والاعتماد على أساتذة الجامعة والطلبة المتميزين.
وكشف محمد، عن قيام مصنعه «ايدوتك» بالتوريد لكليات الهندسة، حتى تم إنشاء الشركة العالمية لتصنيع أجهزة التعليم، وتقوم بالتصنيع لصالح المنطقة العربية بالكامل وتهدف لتقليل ما يتم استيراده من الخارج.
وأوضح أن شركته تعد وكيلاً لشركة «ديل»، كما أنها تمتلك أكثر من موزع داخل مصر، مضيفاً أن الأجهزة الإلكترونية واستيرادها أمر غاية فى السهولة، لكن الأزمة فى الأجهزة التعليمية لأنها غير متوفرة فى السوق المحلى.
أشار إلى أن صناعة المعدات التعليمية والأجهزة المصممة لغرض تعليمى غير موجودة فى مصر، ولم تبدأ حتى الآن إلا من خلال مصنعه.
وشدد على أن الأجهزة المستوردة من الخارج لا تعد استثماراً، لكنها عبئاً على الدولة لأنها لا تحقق استثمارات جديدة ولا توفر فرص عمل للشباب.
وقال محمد، إن حجم مشتريات الأجهزة التعليمية فى مصر يصل إلى 600 مليون جنيه سواء كان الصرف فى هذا المجال من القطاع الخاص أو الحكومى.
وهدف مصنعه هو خلق فرص عمل للشباب والمهندسين، بالإضافة إلى تحقيق توازن داخل السوق المحلى، والتصدير للدول المجاورة سواء الأفريقية أو العربية.
وطالب أبوالسعود سيد، بتطويع أجهزة الدولة نحو المشاركة فى المعارض وضخ الاستثمارات فى هذا الصدد، لأن المعارض تساعد الشركات على التعريف بنفسها وأيضاً التعرف على الجديد بالأسواق الأخرى وعرض منتجاتها بها، لافتاً إلى أن المنتجات الألمانية تنافست مع منتجات شركته خلال أحد المعارض.
وشدد على أن الصناعة المحلية تعانى من أعباء وتحديات داخلية كثيرة ولا تجد لها حظاً فى المناقصات الحكومية، موضحاً أن شركته تقدمت بمنتجات المصنع لإحدى المناقصات لصالح رئاسة مجلس الوزراء، لكنها لم تجد إيماناً بوجود هذه الأجهزة، ووجه مجلس الوزراء لوماً لها على التصنيع وقدرتها على المنافسة.
وأكد أن شركته تسعى لأن يكون للصناعة المحلية دوراً فى توفير فرص العمل للشباب لتحقيق توازن داخل السوق المصرى للبدء فى التصدير خلال المرحلة المقبلة. ولفت إلى أن المصنع يقوم بتنفيذ بعض المشروعات لصالح وزارة الاتصالات ووزارة الدفاع والإنتاج الحربى، وتمثل الطاقة الإنتاجية للمصنع %50 من الميزانيات المتاحة لوزارة التربية والتعليم.
كما أكد أن المصنع التابع للشركة، عبارة عن معمل متكامل للتكنولوجيا يوفر التدريب الفعلى للطلبة، فعلى سبيل المثال يتم تدريب الطلبة على «السباكة والصرف الصحى» من خلال تعليمهم لجميع الأعمال الخاصة بها، وتدريب الطلبة على أرض الواقع.
وكشف عن أن شركته لا تسعى لتصنيع أجهزة الكمبيوتر، وتقوم باستيرادها وتوزيعها بحكم حصولها على توكيل من شركة «ديل العالمية»، إذ أن تصنيع جهاز تعليمى واحد يعادل تصنيع جهاز كمبيوتر بالكامل.
وهناك أكثر من 400 نوع من الأجهزة التدريبية التى تحتاج إلى بعض الدوائر والمكونات وتحديدها بخلاف تصنيع الكمبيوتر الذى يتم استيراد مكوناته وتجميعها محلياً.
وشدد على أنه لن يتوانى عن تحقيق نصيب كبير للصناعة الوطنية، وتوفير فرص العمل والتحرك للدول العربية والأفريقية بعد تحقيق التواجد بالسوق المحلى.
وفيما يخص تأثير الأحداث السياسية على التدريب الجامعى والتعليم الفنى، قال أبوالسعود سيد، إن التأثير على التعليم الجامعى بسبب الأحداث يزيد على %80 مقارنة بالفترة السابقة للثورة، بينما تأثر التعليم الفنى بنسبة %40.
كما توقع توجيه جزء كبير من الموازنة المقبلة للتعليم، بعد أن كان معظمها يوجه للأمن والاستقرار، وسيتم الاعتماد على الأجهزة والمعدات الموجودة بالمعامل بدلاً من تخزينها وعدم السماح للطلبة باستخدامها، كما لفت إلى أن المسئولين المصريين يخشون من إنفاق الميزانيات المرصودة لهم، ويعيدونها للحكومة بدلاً من صرفها لشراء المعدات.
وقال سيد، إن الاعتماد على المنتجات المحلية يوفر على العميل تكلفة إصلاح المعدات وسرعة الانتهاء من ذلك، بدلاً من شحنها مرة أخرى للبلد المنتج لإصلاحها.
وفيما يخص تصنيع «التابلت»، قال المهندس قطب محمد، إن الفارق بين «التابلت» التعليمى وغيره هو «السوفت وير» الخاص به، موضحاً أن شركته تنتجه بالتعاون مع مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع، لأن مصنعه متخصص فى إنتاج جميع الأجهزة التعليمية التى تُستخدم بمعامل المدارس سواء كانت حكومية أو خاصة، ولا يصنع الأجهزة التجارية مثل «سمارت فون» أو «تابلت تقليدى».
وكشف أن مصنعه يستهدف تصنيع 1500 «تابلت» تعليمى للعام الدراسى القادم بالشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع، موضحاً أن دور مصنع «كمبيوتك» يتمثل فى وضع المواصفات وإعداد المخطط الشامل للتابلت التعليمى الخاص، فيما تسند عملية الإنتاج لمصنع الإلكترونيات التابع للهيئة العربية للتصنيع.
وأضاف المهندس أبوالسعود سيد، أن شركته تتعاون أيضاً مع وزارة الدفاع والإنتاج الحربى أيضاً لإنتاج أجهزة تعليمية ليتم توريدها لصالح جهات أخرى، لافتاً إلى أن مصر ليس بها مواصفات قياسية مصرية للأجهزة التعليمية.
وطالب جميع الجهات التى تعاونت خلال السنوات الثلاث الماضية مع المصنع وعانت من مشاكل فى التصنيع أو غيره أن تقوم بالإبلاغ عن ذلك، لافتاً إلى أنه بسبب التعنت الحكومى، نتيجة الضغوط من الشركات الأجنبية ضدهم، فكرت شركته فى العمل خارج مصر ونقل مجال عمل المصنع بالكامل إلى المملكة العربية السعودية، لأنه كان من الممكن إنشاء المصنع فى أى دولة أخرى والحصول على دعم كبير، لكن ترغب الشركة فى التواجد بمصر.
وفيما يتعلق بالتوسع الخارجى لشركته، قال إن لديه مكتباً فى لندن وفرعاً فى السعودية منذ عامين، ووكلاء فى كينيا ووكيل فى أوغندا، وتخطط شركته للتواجد فى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، موضحاً أنه لا يوجد نية لدى المصنع التواجد فى أى محافظة أخرى داخل مصر.








