هل يملك رشيد محمد رشيد الشجاعة ليحكى حقيقة خروجه أو هروبه من مصر بعد اندلاع ثورة 25 يناير؟
إن رشيد الذى سيظهر فى برنامج تليفزيونى غدا يحمل الكثير من أسرار الأسبوع الأخير فى رئاسة المخلوع لمصر، بعض من هذه الخفايا يعلمها مقربون منه وسمعوها منه مباشرة، وهو الآن مطالب بأن يكشف ما جرى، إن كان حقا هو صاحب الكلمات المنشورة فى «المصرى اليوم» صباح 7 مارس 2011 تحت عنوان «ثورة الكرام».
لقد جاء على لسان رشيد فى المقال المنشور ما يلى «هذه الثورة هى واقع مصر اليوم والشباب الذى قام بها وضحى بحياته من أجلها خلق لمصر حاضرا ومستقبلا جديدا. وإننى مثل ملايين المصريين عشت هذه الأيام وسعيت لفهم أسباب ومغزى هذه الثورة. لقد تحدثت مع كثيرين من الذين خططوا واشتركوا فى أحداث الثورة من داخل مصر ومصريين من خارج مصر. وبعد استماع وتأمل لكل هذه الأحداث وهؤلاء الشباب أصبحت الصورة واضحة فى ذهنى. هذه الثورة هى (ثورة كرامة) للمصريين. ثورة عبرت عن مشاعر الشباب أنه قد آن الأوان لأن تكون مصر وشعبها أصحاب كرامة وأنه قد آن الأوان لأن يستعيد الشعب ملكية هذا البلد من نظم حكم فاسدة استبدت بهذا البلد لمدة عشرات السنين وهانت عليها كرامة الشعب وهان عليها المواطن المصرى».
وبصرف النظر عن أن رشيد عمل لفترة طويلة فى كنف «نظم حكم فاسدة استبدت بهذا البلد لمدة عشرات السنين» فإن المطلوب منه فى هذه اللحظة أن يسجل شهادته أمام الله والتاريخ، ويروى لنا ما جرى معه وله فى لحظات ترنح مبارك، بالوضوح ذاته الذى روى به القصة لأصدقائه المقربين، وفيها أن المخلوع طلب منه أن يتولى رئاسة الحكومة بعد جمعة الغضب، ودارت بينهما مكالمة طويلة حاول فيها رشيد الاعتذار مقدما الشكر والامتنان للرئيس على ثقته، غير أن المخلوع صرخ فيه بصرامة «ده أمر لازم تنفذه».
وفى القصة التى سمعتها من أكثر من مصدر من المقربين لرشيد أن أحمد شفيق اتصل به بعد تكليفه من المخلوع يعرض عليها المشاركة فى الحكومة وزيرا، وحين رفض استشعر لهجة تهديد وتربص فقرر الهروب خارج البلاد.
ومن الواضح وفق هذه الرواية أن شفيق كان مجرد بديل لرشيد، بعد فشل كل محاولات الإبقاء عليه فى نظام المخلوع وهو يتهاوى تحت هتافات الثوار فى كافة الميادين وإصرارهم على الخلاص.
لقد قال رشيد فى المقال الممهور باسمه على صفحات المصرى اليوم بعد هروبه «أدعم تماما كل منظومة تحارب الفساد وتحاسب الفاسدين وأى تغيير كامل لمنظومة الحكم التى كانت مبنية على تبادل المنافع والمحسوبية والرشوة والواسطة».
والمعنى المباشر الصريح من هذه العبارة أن نظام مبارك كان مجرد شبكة مصالح، أو تنظيم عصابى، يقوم على «تبادل المنافع والمحسوبية والرشوة والواسطة» ومن ثم فإن معيار الترقى فيه كان القدرة على التكيف والتعايش التام مع الفساد.. وبما أن المخلوع قام بترقية أحمد شفيق ليصبح رئيسا لآخر حكوماته، فلك أن تحكم بنفسك وتختار بين إعادة نظام فاسد أو النضال من أجل وطن الكرامة والحرية.
بقلم : وائل قنديل – الشروق