●● بعض الناس يلعبون فى الحرب ويحاربون فى اللعب. وبعض الناس يحاربون فى الحرب وفى اللعب. أو هم يلعبون بجد كأنهم يحاربون..
فى ليلة 20 و21 أغسطس عام 1968 تحركت قوات قوامها 500 ألف جندى من الاتحاد السوفييتى بغزو تشيكوسلوفاكيا، وسقط 500 تشيكى ما بين جريح وقتيل فى هذا الغزو. وفى ليلة الثامن من يونيو عام 2012 قامت مجموعة من لاعبى روسيا باقتحام مرمى جمهورية التشيك بأربعة أهداف بأسلحة الهجوم المضاد، والسرعة، والضغط المبكر.. لكن فى هذه المباراة ظهرت واحدة من أهم ملامح بطولة كأس الأمم الأوروبية الحالية وهى علاقة لاعبى أندية بالمنتخبات. بمعنى استعانة مدرب المنتخب بمجموعة من لاعبى أفضل فريق محلى.. يبدو أن هذا سيكون مفتاح تلك البطولة، وقد يعود الفضل بالدرجة الأولى إلى منتخب إسبانيا وبرشلونة..
●● يشارك فى المنتخب الروسى عشرة لاعبين من فريقى زينيت وسسكا موسكو.. وينسب الأداء الهجومى المميز إلى مجموعة زينيت، فهذا الفريق بارع أصلا فى شن الهجوم المضاد.. وتضم المجموعة رومان شيروكوف وايجور دينيسلوف وقسطنطين جيريانوف، والكسندر كيرجاكوف واندرى أرشافين، وكان أدفوكات قبل البطولة أكد أهمية التركيز على لاعبين يلعبون معا بتجانس، فاللاعب حين يتسلم الكرة يحتاج إلى تحرك محسوب ومتفق عليه من زميل آخر كى يمررها إليه. تبادل الكرة بتفاهم من أسرار برشلونة. ومن اسرار الفرق الكبيرة.. وكان دفاع التشيك المفتوح من أهم اسباب سهولة الاختراق الروسى..
●● هدف لكل منهما، وحالة طرد لكل منهما، ونقطة واحدة لكل منهما. تلك حصيلة مباراة الافتتاح بين بولندا واليونان التى ناضلت بعد طرد الحكم الإسبانى كارلوس فيلاسكو كاربايو المدافع اليونانى سقراطيس باباستاثوبولوس فى نهاية الشوط الأول. ومرة أخرى كان الهجوم المضاد السريع من أسلحة الفريق اليونانى. وهو سلاح الفرق الأقل فرصا دائما. والفارق كبير بين هجوم اليونان المضاد هذه المرة وهجومه المضاد عام 2004 حين فاز باللقب لأول مرة. الفارق أنه فى بطولة البرتغال كان يهاجم بلاعب واحد. بينما فى لقاء بولندا كان يهاجم بأربعة لاعبين، ويفتح الملعب بقدر ما يستطيع.. تغير اليونانيون، لكنهم مازالوا يلعبون بنضال..
●● هذا عن اليوم الأول من البطولة.. وسوف ننتظر لنرى مدى صدق التوقعات والترشيحات والحديث عن النهائى المبكر والنهائى المتأخر، ومدى نجاح فكرة الحكام الخمسة.. وهل بلاتينى على حق بالاستعانة بالبشر أم أن بلاتر على حق برغبته فى الاستعانة بالتكنولوجيا للحد من أخطاء الحكام.. وهل يمكن أن نرى فى ملاعبنا مستقبلا خمسة حكام يديرون المباريات.. ولا تسألنى أى مباريات.
بقلم : حسن المستكاوى – الشروق