بقلم: مصطفى بيومى
أكثر من أى وقت مضى، نحتاج لوضع ضوابط صارمة واضحة نعرف من خلالها من يستحق ألقاباً مثل «الشيخ» و«الداعية» و«العالم العلامة»، وغير ذلك مما نجده عند كثيرين ممن يسيئون إلى الإسلام والمسلمين، فلا شىء غير الإساءة الفادحة يمكن أن يترتب على التطاول وطوفان الشتائم البذيئة التى تنهال من أفواههم.
وجدى غنيم واحد ممن لا يمر يوم إلا ويطالعنا بتغريداته وتصريحاته ومداخلاته، التى تمثل ذروة الهجاء المقنع لمن يرى أنهم خصومه، وليت أن الأمر يقتصر على الخصومة فى الإطار الشخصى الضيق المحدود، فالكارثة الحقيقية أن وجدى غنيم هذا يجعل من أعدائه أعداء للإسلام، ولا يتورع ـ غفر الله له ـ عن القول بأنهم «صراصير» و«كلاب» و«أنجاس»، أما النساء، فيقول عنهن إنهن «عاهرات» و«فاسدات» ويجزم بأنه لا مصير لهن إلا النار وبئس المصير.
من الذى أعطاه حق التفتيش فى الضمائر والقلوب؟، وأى فهم للإسلام يقوده إلى الاعتماد على قاموس غير مسبوق فى مفرداته النابية، التى لا يليق صدورها عن رجل من عوام المسلمين، فكيف يُستساغ صدورها من الموصوف بالشيخ والداعية والعالم؟!
ظاهرة وجدى غنيم تدعو إلى القلق وتزايد المخاوف مما ينتظر مصر فى مقبل الأيام، فالهالة الإعلامية التى تصاحب تصريحاته المنفلتة، وتشجع الكثيرين على الاقتداء به وتقليده والرجل الآن بمثابة مؤسس لمدرسة الشتيمة والسب والردح السوقى، الذى يجعل من الاحتقان حقيقة تهدد بأوخم وأخطر النتائج، فلا أحد ينجو من لسانه، ولا خطوط حمراء يقف عندها، ويبدو أن المرض قد استفحل ولا يُرجى له شفاء.
يطالبنا الإسلام بالعودة إلى سبيل الله مسلحين بالحكمة والموعظة الحسنة، وهيهات أن نعثر فى سخافات وجدى غنيم وأمثاله على كلمة واحدة تمت إلى الحكمة بصلة، فهو شتام بلا «فرامل»، ويتوهم أنه بطل مغوار يدافع ببسالة عن الإسلام والمسلمين، متجاهلاً أنه يمثل أسوأ دعاية للدين السمح ومن يعتنقونه.
نحتاج إلى قانون يجرم إهانة الرئيس وكل وأى مواطن مصرى غيره، فالنقد الموضوعى المتزن، مهما يقسو، لا صلة له بانتهاك الحق الأول للإنسان، حق ألا يُهان ويُطعن فى عرضه ووطنيته وإيمانه.






