استغلت شركتا فورد وجنرال إليكتريك الأمريكيتان تحسن الأسواق نتيجة التوصل إلى حل مؤقت بشأن الهاوية المالية وتعهد المركزى الأوروبى بدعم منطقة اليورو، وطرحتا سندات وجمعتا ما يزيد على 12 مليار دولار فى يوم واحد فى الثالث من يناير الحالى، كما أيضا استفادت البنوك الأوروبية وشركات التطوير العقارى الصينية هذا الاقبال على السوق.
ويخشى المستثمرون وسط هذا الانتعاش فى الأسواق من أن يخفى التعافى المتوقع فى يناير الجارى قضية أكثر أهمية، وهى نقص المعروض من الأصول عالية العائد.
وفى ظل انخفاض عائدات بعض السندات الحكومية إلى أدنى مستوى العام الماضي، طارد المستثمرون المكاسب فى أجزاء أخرى من سوق السندات، أما الآن، من المنتظر أن يواصلوا نضالهم من أجل تكرار أداء 2012.
ويتوقع المحللون أن تهبط مبيعات السندات فى الولايات المتحدة العام الجارى عن المستويات القياسية التى تحققت فى 2012 حيث وصلت مبيعات سندات بقيمة 1.4 تريليون دولار.
ويقدر بنك «باركليز» أن يصل إجمالى مبيعات الديون فى الولايات المتحدة العام الجارى إلى تريليون دولار، منها 300 مليار دولار من مقترضين تصنيفهم الائتمانى دون الدرجة الاستثمارية، مقارنة بـ 345 مليار دولار فى 2011. ويتوقع بنك «سوسيتيه جنرال» انخفاض إصدار السندات من قبل الشركات الأوروبية بمقدار الثلث فى 2013، وتراجع إصدار المؤسسات المالية بنسبة 10%.
وصرح نيل ويليامسون، رئيس أبحاث الائتمان الاوروبى فى صندوق «أبردين»، لجريدة الفاينانشيال تايمز أن هناك طلباً عالياً جداً على الأصول الائتمانية حاليا، وأموالاً كثيرة جداً تطارد أصول قليلة جدا.
وأضاف أن القلق يكمن فى قلة المعروض مما يقدم عائداً جيداً، خاصة لهؤلاء المهتمين بالتصنيف الائتمانى والتقلبات.
ويتعلق جزء من إجمالى المعروض ببنوك إما أن تكون معتمدة على تمويل البنوك المركزية وإما أن تسعى لتقليص ميزانياتها استجابة للتغييرات التنظيمية والقواعد وضعف النمو.
وفى أوروبا، يعتبر الطلب منخفضاً مقارنة بمطلع 2012 عندما تسارعت البنوك لإصدار سندات حيث شجعها على ذلك التمويلات الرخيصة من البنك المركزى الأوروبي.
كما استفادت العديد من الشركات غير المالية من تكاليف الاقتراض المنخفضة لأدنى مستوى، ووصل إصدار السندات عالية العائد إلى أعلى مستوى العام الماضي، وفى أوروبا – على سبيل المثال – اعتمدت الشركات على مر التاريخ على الاقتراض مباشرة من البنوك، وتجاوز إصدارات السندات، قروض البنوك.
ويأمل البعض أن يغرى انخفاض العائد السندات الشركات على المزيد من الإصدار، ووصل العائد على سندات الشركات الأمريكية دون التصنيف الاستثمارية إلى أقل من 6% لأول مرة أوائل يناير الجارى.
وقال ديميترو سالوريو، مدير أسواق رأس المال فى «سوسيتيه جنرال»، إنه بالرغم من إن بداية هذا العام أقل «حماسة» من العام الماضي، إلا أن هناك سلسلة من الصفقات فى الأفق، مضيفا أن البنوك والشركات تشعر بارتياح، لأنها تعرف أن المستثمرين يجلسون على أكوام من النقدية ولا يجدون معروضاً كافياً من الأصول.
وقد يستفيد المصدرون فى دول مثل إسبانيا وإيطاليا، اللتان تم منعهما من دخول أسواق التمويل خلال فترات من العام الماضى، من المستثمرين الذين يطلبون عائدات عالية.
لذلك لا يثير الدهشة الإقبال على السندات غير المضمونة لشركة «بى بى فى إيه» الأسبانية و«يونيكريديت» الإيطالية، كما ساعد اصطياد العائدات العالية على شراء سندات شركات التطوير العقارى الصينية.
اعداد: رحمة عبد العزيز