المستوردون يتخوفون من تأثر حركة النقل.. و« منتجي الدواجن » يطرح 1000 طن بالأسواق
أدي ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري وصعوبة توفير العملة إلي جانب عدم استقرار الحالة الأمنية إلي حدوث حالة من الاضطرابات بأسواق اللحوم ، حيث ارتفعت أسعار اللحوم بنسب تتراوح بين 10 و30%، علاوة علي انخفاض الرسائل الاستيرادية، الذي تسبب في قلة المعروض من اللحوم مقابل زيادة الطلب عليها مع اقتراب شهر رمضان.
من جانبه أكد اتحاد منتجي الدواجن تأثر القطاع بأزمة الدولار والحالة الأمنية أيضا، وأنه في محاولة لضبط الأسعار خلال شهر رمضان تم رفع معدلات الإنتاج خلال الفترة المقبلة لتصل الي 2 مليون طائر يوميا مقابل 1.6 مليون طائر حاليا إلي جانب طرح 1000 طن دواجن بالأسواق.
وقال الدكتور علاء رضوان، رئيس رابطة مستوردي اللحوم والدواجن والأسماك، ان ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري جعل المستورد يلجأ للحصول علي العملة الصعبة من الصرافات بسعر صرف بلغ حتي اليوم 7.22 قرش وذلك لصعوبة فتح اعتمادات مستندية لقيام البنوك باختيار المستوردين تبعا لأولويات السلع التي يستوردونها.
وأضاف أن التذبذب في أسعار اللحوم ظهر في الأسواق علي غرار ازمة الدولار حيث قفز سعر كيلو اللحم البلدي ليصل الي 95 جنيهاً والكندوز 70 جنيهاً والضاني 70 جنيهاً في بعض محلات الجزارة، مما جعل المستهلك يلجأ لتغيير عاداته الشرائية وأيضا يستبدل اللحوم بالأسماك أو الدواجن.
وأكد رضوان ان شهر رمضان سوف يشهد ارتفاع في أسعار اللحوم وقلة في المعروض، وأن اللحوم من السلع سريعة التأثر بالتغيرات في أسعار العملة، حيث يزداد سعرها إزاء ارتفاع سعر الدولار لان معظم وارداتنا من اللحوم والدواجن من البرازيل والارجنتين والهند.
وقال ياسر الأحول، رئيس مجلس إدارة شركة الندي إحدي شركات استيراد اللحوم السوداني، إن الشركة حصلت علي موافقة استيرادية لاستيراد 2000 رأس عجل من السودان، لكن لم يتوفر منها حتي الآن سوي 800 رأس.
وأضاف أن المستوردين يعجزون عن توفير كميات اللحوم المطلوبة، لأنهم يواجهون مشكلات بالجملة مع ارتفاع سعر صرف الدولار وصعوبة توفيره، فضلا عن ارتفاع أسعار اللحوم ببلد المنشأ ما أدي لارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 30%.
ولفت الأحول إلي أن هناك تخوفات من تأثر حركة نقل الشحنات إلي الموانئ المصرية لإغلاق الموانئ تباعا للاضطرابات الأمنية المتوقع حدوثها نهاية الشهر الجاري.
من جانبه أكد مهران عبدالرحمن، رئيس شركة إطعام، أن الشركات المستوردة من إثيوبيا والسودان قامت بالفعل بخفض معدلات استيرادها بنسبة تزيد علي 30% بعد ارتفاع أسعار الدولار ونقص كمياته بصورة كبيرة.
وتوقع ارتفاع أسعار اللحوم بالأسواق خلال شهر رمضان بنسبة لا تقل عن 30% نتيجة عدم توافر هذه السلعة الاستراتيجية، فضلا عن ارتفاع أسعار اللحوم البلدية لـ90 جنيهاً.
وأوضح علي العياط، مدير عام شركة الحصن لاستيراد اللحوم، أن الشركة تعاقدت علي 3000 رأس عجل إثيوبي تصل إلي ميناء سفاجا خلال الأسبوع القادم لطرحها بالأسواق خلال شهر رمضان.
بينما تؤكد تقارير رسمية أن إجمالي ما تستهلكه مصر خلال شهر رمضان يصل إلي 75 ألف طن، مقابل 450 ألف طن ألف من اللحوم البيضاء، وأن حجم الاستهلاك بمصر يصل إلي 850 ألف طن لحم سنويا، منه 250 ألف طن لحوم مستوردة مجمدة، بالإضافة إلي 50 ألف طن أخري، يتم الحصول عليها من 200 ألف رأس مستوردة حية.
ويتم الاعتماد علي باقي الكميات المستهلكة من الإنتاج المحلي، الذي يغطي 65% من الاستهلاك، ويتم تقسيمها علي 70% من اللحوم البقري والجاموسي، و15% من لحوم الجمال والأغنام، و15% من اللحوم البتلو.
وقال الدكتور محمد الشافعي، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن ارتفاع سعر الدولار أثر سلبا علي أسعار الدواجن، وأن صناعة الدواجن تعتمد بنسبة 80% علي الاستيراد من الخارج مما يرفع تكاليف المنتج النهائي.
وأضاف أن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل غير مسبوق حيث سجلت 4700 جنيه اليوم نتيجة لارتفاع خامات الأعلاف الذرة والصويا، حيث ارتفع سعر طن الذرة من 2200 جنيه ليصل إلي3150 جنيهاً، بينما ارتفع سعر طن الفول الصويا من 5000 جنيه، علاوة علي استغلال التجار للمربين ورفع الأسعار مقارنة بالسوق العالمي.
وعن سوق الدواجن خلال شهر رمضان، أوضح الشافعي أن الفترة المقبلة شهدت تحسنا في إنتاج الدواجن، لتصل معدلات الإنتاج الي 2 مليون طائر يوميا مقابل 1.6 مليون طائر، ومن ثم ينعكس هذا علي استقرار الأسعار.
وتوقع أن ترتفع أسعار الدواجن بنسبة لا تزيد علي 7% خلال الثلث الأول من رمضان، ثم تعود لما كانت عليه مسبقا، مشيراً إلي أن الأسعار حاليا تشهد حالة من الاستقرار، حيث سجلت أسعار الدواجن البيضاء 18 جنيها للكيلو الواحد بينما سجلت «الحمراء» حوالي 18 جنيها لكيلو «البيضاء».
ولفت الشافعي إلي أن الاتحاد بادر بالاتفاق مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية في محاولة لتوفير 1000 طن دواجن لطرحها بأسعار مدعمة في شركاتها التابعة لتجارة السلع الغذائية علي مستوي الجمهورية، وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق خلال شهر رمضان.
وأكد أن الوزارة لن تتحمل أي تكلفة في مبادرة طرح 1000طن دواجن بأسعار مدعمة، بل ستتحمل الشركات هذه الزيادة بشكل غير مباشر عن طريق صندوق تعويضات انفلونزا الطيور الذي يتم تمويله ذاتيا من أموال المربين والذي يتم خصم 1% من تكلفة مدخلات صناعة الدواجن لحساب الصندوق لمواجهة حدوث أي طوارئ.
وأعرب الشافعي عن أمله في استقرار الحالة الأمنية للسوق حيث إن غياب الأمن يؤثر بالسلب علي جميع القطاعات التجارية بوجه عام وعلي قطاع الدواجن علي وجه الخصوص، لأنه هناك عصابات سطو مسلح ترصد تحركات السيارات المحملة بالبضائع وتسطو عليها، الأمر الذي سيؤدي لعزوف سيارات النقل عن جلب الدواجن من المزارع إلي الأسواق وبالتالي سيظل الإنتاج بالمزارع.