مع تقدم الإنترنت ووسائل الاتصال وظهور برامج مثل سكاي بي وفايبر وغيرها الفترة الأخيرة التي تتيح الاتصال المجاني، أصبح من الضروري مواكبة التطور لمنع تمرير المكالمات بطرق غير شرعية، خاصة أن الارتفاع المستمر في أسعار المكالمات الدولية ساهم في زيادة الاعتماد علي هذه البرامج الحاسوبية، ما أدي إلي حدوث خلل في منظومة الاتصالات الدولية وأصبح يشكل خطراً كبيراً عليها.
قال محمود أبوشادي، رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات إن تمرير المكالمات الدولية ليس جديد، وانه لا يمثل مشكلة علي المستوي الشخصي، ولكن المشكلة تكمن في المستوي التجاري، خاصة أنه يتم من خلال فتح قنوات عن طريق الإنترنت، ليسهل للمستخدمين الاتصالات بالخارج، وذلك دون الحصول علي رخصة من الجهاز القومي للاتصالات وهذا يعتبر اعتداءً علي حقوق الشركات.
أضاف ان أسعار المكالمات الدولية في متناول الجميع، لكنها غير محفزة في ظل وجود برامج للاتصال المجاني والمحادثات عبر الإنترنت، وان هذه الأسعار تحتاج إلي إعادة هيكلة لضمان استخدام هذه الخدمات.
أوضح أنه علي الجهاز القومي للاتصالات الحرص علي تنفيذ مراقبة هندسية وأخري من خلال «DSL» وتحديد الكثافة في استخدامه بالمناطق، ثم يقوم بالملاحقة البحثية عن المرتكبين لهذه الوقائع، بالإضافة إلي ضرورة التوعية الشعبية لمساوئ هذه البرامج، التي منها اختراق الحسابات.
أشار أبوشادي إلي ان فتح المكاتب والمقرات لممارسة تمرير المكالمات الدولية لم يسبب قلقاً لشركات الاتصالات، ولم يسبب لها خسائر فادحة.
فيما أوضح طلعت عمر، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات أن ظاهرة تمرير المكالمات قديمة وجديدة في الوقت ذاته، خاصة بعد تطوير الإنترنت، ما أتاح وسائل اتصال عبر الهواتف المحمولة والإنترنت في الفترة الأخيرة، وبالتالي أصبحت المكالمات الدولية مهددة بمخاطر حقيقية.
أكد وجود بعض البرامج التي تقدم خدماتها بأسعار متدنية جداً كالفايبر والسكاي بي، وذلك عن طريق اتصال الهواتف المحمولة بالإنترنت، التي تقوم بتقديم حزمة من الخدمات للمستخدمين بأسعار متدنية جداً، مشيراً إلي انه يجب العمل علي حل تلك الأزمة عن طريق اتاحة وسائل اتصال دولية بأسعار منخفضة وكفاءة عالية بحيث يُقبل علي استخدامها الجمهور، بدلاً من وسائل أخري.
وقال عمر إن الأفراد تستطيع تمرير المكالمات الدولية عن طريق التكنولوجيا، التي تحتوي علي بوابات لوسائل متعددة تستطيع من خلالها إنشاء مجموعة بوابات أخري عبر شبكة معينة تستطيع الدخول علي شبكات أخري تقليدية.
أضاف ان تمرير المكالمات الدولية تمثل خطراً كبيراً علي الأمن القومي، خاصة بعد حادثة التجسس لحساب إسرائيل، فلابد من حُسن مراقبة البرامج التي تسمح بتمرير المكالمات خارج البلاد.
قال محسن فريد، خبير اتصالات إن هناك مبالغة شديدة في تقدير أسعار المكالمات الدولية، فالمكالمة تكلف بعض القروش ويتم تحويلها إلي جنيهات.
أضاف انه من الضروري العمل علي تخفيض أسعار المكالمات الدولية، وإلا سينصرف المستخدمين إلي برامج السكاي بي والفايبر التي تُستخدم عن طريق الإنترنت دون تكلفة.
أوضح فريد ان تمرير المكالمات الدولية لا يؤثر بشكل كبير علي الأمن القومي، ولكن من المفترض الحرص في هذه الخدمات، فالمكالمات الخارجة من مصر يُمكن السيطرة عليها عن طريق مراقبة ترددات المحطات المتواجدة علي حدود سيناء، ولكن المشكلة الكبري إذا كانت المكالمات خارجة من حدود الأردن، فالسيطرة عليها تُمثل صعوبة شديدة، وان تمرير المكالمات الدولية يحتاج إلي اتفاق ويتم الاتفاق علي الأسعار المتفق عليها بين الجهتين.







