«اتصالات مصر» تتعاون مع شركة النقل الجماعى لتوفير الإنترنت
«النظافة» و«النداء الآلى» و«الواى فاى» عوامل جذب لدفع 50 قرشاً إضافية
المستهدف اليومى 400 راكب وتحفيز السائقين بـ %9 مكافأة لكل 50 راكب إضافى
رحلة قصيرة قضتها محررة «البورصة» داخل الأتوبيس الذكى الذى بدأ فى العمل مؤخرا داخل العاصمة، ورغم أن خط هذا «الباص» محدد، الا أن الإقبال على استقلاله أخذ فى النمو، السطور القادمة تروى تفاصيل هذه الرحلة.
البداية كانت فى ميدان رمسيس حين قمت باستقلال أتوبيس..لحظات قليلة وبدأ الموبايل بتلقى إشعار بأن هناك نقطة تواجد لـ«الواى فاى» فى الاتوبيس، فقمت بفتحه لأجد أن الجهاز المتاح هو «SMART_MINIbus» أو الباص الذكي، فلم أصدق عيناى وأعدت القراءة مرات متتالية، وقررت قطع الشك باليقين وحاولت الاقتران به، ووجدت الإنترنت بهاتفى فعال بسرعة كبيرة، نظرت إلى التذكرة التى اشتريتها فى بداية الرحلة لأجدها مدون عليها «وحدة الأتوبيس الذكى».
مئات الأفكار راودتنى فى ذلك الوقت وتسألت عن ما إذا كنت أحلم أو أننى سافرت إلى بلد آخر، ولكن قطع تفكيرى أصواتا هى الأخرى جديدة على أذنى إذ سمعت صوتا مسجلا ينادى بأسم المحطة التى يمر بها الأتوبيس واسم التالية لها، ونظرت أمامى لأجد شاشة معلقا يعرض بعض المشاهد المضحكة من الأفلام الأبيض والأسود لنجم الكوميديا إسماعيل يس، وبعض المشاهد الأخرى من المسرحية العالقة بقلوبنا «ريا وسكينة».
وحاولت سؤال الركاب من حولى عن عدد من الأسئلة ولكن كلما نظرت إلى أحد منهم وجدته منهمكا بهاتفه، فمنهم من يتصفح مواقع التواصل ومنهم من يتابع الأخبار، ومنهم من يحاول تحقيق أفضل نتائج فى الألعاب على الإنترنت، ومنهم من يتصفح اليوتيوب، وحاولت تخمين كيفية توفير الإنترنت بالأتوبيس ولكنى لم أر هذه الوسيلة.
وتذكرت فى ذلك الوقت أنى قرأت مقالا لإحدى زميلاتى عن أن محافظة القاهرة قامت بتوفير الأتوبيس الذكى فى أمكان محدودة، فنسيت فى هذا الوقت عملى وقررت استكمال الرحلة إلى نهاية الخط بالمطار لأستكشف بنفسى جميع مزايا هذه المركبات الذكية وأقارنها بما قرأته فى جريدة «البورصة» التى أعمل بها، واتصلت بزميلى عمر قرشى المصور بالجريدة ليساعدنى فى نقل الصورة التى نعيشها.
ولاحظت أيضا الإقبال الكثيف من المواطنين على الركوب رغم ارتفاع سعر التذكرة بقيمة 50 قرشا مقارنة بالأتوبيسات الأخرى لنفس المسافة، على الرغم من أنه غير مكيف.
وبعد وصولى إلى محطة المطار نهاية الخط حاولت التحدث مع السائق ولكنه رفض وطلب منى استئذان ناظر المحطة للسماح له بذلك أو للتحدث معي، وفوجئت بترحيب كبير من نصر الدين إسماعيل ناظر المحطة الفرعية للشيفت الصباحى للشركة بالمطار.
قال الناظر إن شركة القاهرة للنقل الجماعى قامت بتوفير عدد 24 مركبة ذكية للنقل، موضحا أنها كانت بمثابة تجربة، وانه سيتم طرح 25 مركبة أخرى لمناطق التحرير والجيزة والهرم وأكتوبر والرحاب.
وأوضح أن هذه المركبات تعمل على خطين سير لا يمكنها أن تحيد عنهما، الأول رقم 324 ويبدأ من محطة المظلات ينتهى عند المطار مرورا بمصر الجديدة وروكسى والسواح والأميرية وعبود.
وأضاف ناظر المحطة الفرعية بالمطار أن الخط الثانى رقم 111 يبدأ من دوران شبرا مرورا بشوارع خلوصى وشبرا ورمسيس والعباسية وصلاح سالم وينتهى بالمطار، لافتا إلى أنه بسبب إقبال المواطنين على هذه المحطات بشكل أكبر من الأخرى فإن الشركة قامت بزيادة أعداده مقارنة بالخط الأول حيث إنها حددت 16 مركبة لهذا الخط.
وأشار إسماعيل إلى أن الشركة قامت بتزويد المركبات بجهاز GPS لتتبعها أثناء السير، وللحفاظ عليها من السرقة، موضحا أنه فى حالة تكدس المواطنين على الخط الأول مثلا وهو غير موجود بالمحطة، بينما يتواجد أكثر من مركبة للخط الثانى أو العكس فإنه لا يمكنه السماح باستبدال الخطوط بدون الرجوع للشركة فى ذلك، حتى يمكنها ضبط النداء الآلى للمحطات، وتتبع السيارة بالخط الجديد.
وأشار ناظر الوردية الصباحية لمحطة المطار الفرعية، إلى أن الأتوبيس له محطاته الرئيسية ولكنه لا يمتنع عن الوقوف عند الإشارة له من المواطنين فى غير هذه المحطات، كما أنه لا يتوقف فيها إذا لم يرغب المواطنين فى النزول.
وعن الرواتب قال ناظر المحطة للوردية الصباحية، إن المرتب الثابت للسائقين 450 جنيها، وإذا التزم لمدة 26 يوما منتظمة يتضاعف إلى 900 جنيه، مضيفاً أن هناك مكافآت على الإيراد اليومى والشهرى بنسبة %9.
وشدد على أن شركة القاهرة للنقل الجماعى وعدت السائقين بتطبيق الحد الأدنى للأجور بداية من الشهر القادم، كما أنها وعدتهم بزيادة الحافز إلى %10 بدلاً من %9.
وأكد أن الشركة تستهدف يوميا من السائق تحقيق 400 جنيه من الإيرادات، غير محتسبة فى نسبة المكافآت والحوافز اليومية أو الشهرية.
وعن المخالفات التى يمكن أن تتحملها السيارة قال رمضان أحمد السيد ناظر المحطة الفرعية بالمطار للشيفت المسائي، إن أى مخالفة يتحملها السائق الذى يقود المركبة، من سحب الرخصة أو غرامات، ولفت إلى أن كلاً من سائقى المركبات وقعوا على عقود بجميع محتويات السيارة، وتحمل الأخطاء التى يمكن أن يرتكبها.
وأوضح أن جميع المركبات تعمل بكامل طاقتها جميع أيام الأسبوع، فيما عدا الجمعة فإنها تعمل بنصف طاقتها نظراًً لعدم إقبال المواطنين.
وتوقع ناظر محطة المطار للشيفت المسائى، أن تزيد إيرادات هذه الأتوبيسات عقب بدء الفصل الدراسى الثانى بسبب مروره على عدد كبير من المدارس والمعاهد وجامعة الأزهر.
وقال إن الشركة تسعى خلال الفترة القادمة إلى تطبيق نظام التذكرة الذكية، ما يقلل من التعامل مع السائقين، موضحا أن المواطن يضع تكلفة الرحلة وعدد مراتها ويمكنه الحصول على التذاكر التى يرغب فيها.
وقال محمد أحد سائقى المركبة، إن قيادة الأتوبيس الذكى لا تختلف عن المركبات العادية،.
وأشار إلى أن الإقبال على ركوب المركبة لا يلقى إقبالا كبيرا من المواطنين بسبب ارتفاع قيمة التذكرة 50 قرشا.
وأكد أنه لا يمكنه التحكم فى الإنترنت المتوفر بالسيارة من حيث زيادة السرعة أو وقفها، موضحا أن السيارة تعمل بفلاشة إنترنت من شركة اتصالات مصر بدون كلمة سر، بحيث يستطيع أى راكب بالأتوبيس أن يستخدمه.
وعن المحتوى المذاع بالتليفزيون قال إنه مسجل ولا يمكنه التحكم فيه، لافتا إلى أن الهدف منه تسلية الركاب لأنه محتوى ترفيهى وليس إعلانياً.








