قد يرغب الكثيرون فى الاستثمار بالبورصة و لكنّ معظمهم يخشى من أى إنهيار مفاجئ يضيع معه “تحويشة العمر”، فضلا عن توهم البعض بأن الامر يحتاج إلى تفرغ تام و إجراءات قانونية معقدة للبدء فى دخول السوق و أين يجد “البورصة” هذه لكى يضع بها أمواله؛ كل تلك التوهمات الخاطئة و التساؤلات التى تظن أنها صعبة سوف تدفعك إلى اللجوء للبنوك التى تنتشر فروعها فى كل مكان .
البورصة أساس أى استثمار
اذا كانت الاستثمارات مجرد مشروعات تقيمها شركات، بينما لا تستطيع أنت بمفردك أن تقيم مشروع مربح فلماذا تلجأ لوسيط لكى يعيد ضخ أموالك تحت أى مسمى (قرض، وديعة، شهادات استثمار، شهادات ادخار)، فى مشروعات قائمة، طالما أن تلك المشروعات و شركاتها تتواجد بالفعل داخل ما يسمى البورصة و يمكنك أن تكون شريكا فيها بطريقة مباشرة، هى شركات تمتلك استثمارات بلميارات الجنيهات أو أقل سوف تساهم فيها ربما بمئات الجنيهات و يرتبط مصير أموالك بمصير أموال أصحاب تلك المليارات و الذين لا شك تزداد رغبتهم فى المحافظة على مليارتهم و تنميتها أكثر من خشيتك على ضياع جنيهاتك .
و للعلم فإن أى جهة سوف تضع فيها إستثماراتك بخلاف البورصة، و تحت أى مسمى، فإنها حتما سوف تستثمر أموالك فى مشروعات تلك الشركات سواء الموجودة بالبورصة أو خارجها، إما بالمساهمة بجميع أنواعها أو بالاقراض بجميع أنواعه مهما اختلفت المسميات، أو تقوم بإقراضها للحكومة تحت العديد من المسميات أيضا سواء سندات أو اذون خزانة أو غيرها .
لماذا نخشى من البورصة ؟
و رغم يقينك بأن البورصة سوف تحقق أعلى عائد ممكن بين جميع الأوعية الادخارية إلا أن هناك تخوفات تكونت لدى الكثيرين بسبب الانهيارات المفاجئة التى نسمع عنها من وقت لآخر و بسبب الخسائر الفادحة التى لا قبل لنا على تحملها فى ظل أخبار عن انتحار البعض بسبب فقدان أمواله فى البورصة .
و لكن الحقيقة غير ذلك لإن البورصة تحتوى على مجموعة من الشركات لديها مجموعة من المساهمين و فى ظل الانهيارات التى سمعنا عنها على مدار السنوات الماضية لم نسمع عن شركة اختفت من على وجه الارض فجأة فضاعت أموال مساهميا، و إنما تعود أسباب تلك الانهيارت إلى بعض العادات الاستثمارية الخاطئة مثل الاقتراض بضمان أسعار الاسهم لشراء مزيد من الأسهم فعندما تتراجع الاسعار يجبرك المقرض على بيع كافة استثماراتك لسداد ديونك فتضيع كل أموالك، بالاضافة إلى لجوء البعض إلى وضع كل ما يملك بما فيها أموال سوف يحتاج إليها بعد فترة و جيزة فتمر تلك الفترة و يجد نفسه مضطرا إلى بيع تلك الاسهم رغم تراجع أسعارها و من هنا تأتى الخسائر الفادحة، تحت ما يسمى بالبيوع الجبرية لأى سبب كانت .
بينما اذا اتبع المستثمر سياسة استثمارية رشيدة فإنه لن يكون مضطرا إلى بيع أسهمه فى حالة تراجع أسعارها لإنها حتما سوف تعاود الصعود مهما طال الزمن طالما أن الشركات مازالت قائمة و تعمل و تحقق أرباحا أو فى طريقها إلى تحقيق الارباح، و الشواهد التاريخية خير دليل على ذلك حيث أن كافة الانهيارات التى مرت بها أسعار الاسهم بالبورصة قد انتهت خلال فترات و جيزة و عاودة الاسعار عافيتها مرة الاخرى هذا بالاضافة إلى أن معظم تلك الاسهم يقوم بتوزيع أرباح بصفة سنوية على المساهمين بصرف النظر عن حركة سعر السهم داخل السوق .
كيف تستثمر فى البورصة
و الاستثمار فى البورصة يكون عن طريق شركات السمسرة التى تنتشر فروعها فى جميع انحاء مصر، و بالذهاب إلى تلك الشركات يتم توقيع عقد بين العميل و تلك الشركات و تحصل تلك الشركات على عمولة لا تزيد نسبتها عن 5 فى الالف من قيمة كل عملية سوف يتم تنفيذها، ثم تعطى الاوامر للسمسار بشراء الاسهم فى الشركات التى ترغب بالمساهمة فيها، و اذا كنت ترغب فى استثمارات اكثر امانا فابتعد عن أسهم المضاربة و عمليات البيع و الشراء السريعة قصيرة الاجل و لا تندفع لبيع أسهمك فى حالة تراجعها حتى لا تصبح الخسارة فعلية و انتظر فربما تعاود تلك الاسهم صعودها مرة اخرى، و اذا كنت من راغبى الحصول على ارباح سنوية فعليك بالاسهم صاحبة التوزيعات النقدية .








