مصر تفتقر للكفاءات البيطرية.. ولا تستطيع السيطرة على الأمراض والأوبئة
تعتزم شركة مزارع دينا التابعة لمجموعة «القلعة» ضخ استثمارات جديدة تقدر بنحو 150 مليون جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة، لزيادة طاقة إنتاجها الحيوانى.
قال الدكتور محمد واعر، العضو المنتدب لمزارع دينا، فى حوار لـ «البورصة»، إن الشركة تستهدف زيادة إنتاجها من الألبان إلى 90 ألف طن سنويا بدلاً من 76 ألف طن فقط حالياً، بالإضافة إلى زيادة عدد قطيع الأبقار إلى 18 ألف رأس بدلاً من 15 ألف رأس، خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأشار إلى أن الشركة وضعت خطة لزيادة إنتاجها الحيواني، باستثمارات جديدة تقدر بنحو 150 مليون جنيه، بينما تقدر الحصة السوقية للشركة فى قطاع الإنتاج الحيوانى بنحو %25.
وتستورد مزارع «دينا» الماشية من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، نظراً إلى أنها الأصناف الأكثر إنتاجية للالبان واللحوم.
وحول المعوقات التى تواجه القطاع الحيواني، قال العضو المنتدب، ان اهم المشاكل التى تواجه التربية فى مصر، هى غياب الكوادر والكفاءات البيطرية، وعدم وجود أطباء بيطريين على مستوى علمى وتدريبى يسمح لهم بمزاولة النشاط، مشدداً على ضرورة تطوير البرامج التعليمية فى الجامعات لتؤهل الخريجين لمزاولة النشاط بالمستوى المطلوب.
كما أن من بين المعوقات التى تواجه المستثمرين فى قطاع الثروة الحيوانية، عدم ثقة البنوك فى نشاط الاستثمار بالقطاع، نتيجة تاريخ كبير لسقطات المربين الذين تعرضوا للخسارة بعد حصولهم على قروض من البنوك.. الأمر الذى أثر سلباً على ثقة البنوك فى إمكانية نجاح المستثمرين فى القطاع.
وحول أسعار الألبان ومنتجاتها فى السوق المحلى، شدد العضو المنتدب لمزارع «دينا» على ضرورة وضع سياسة سعرية للألبان المنتجة فى مصر، على أن تتولاها جهة محايدة تقوم بتحديد سعر الألبان طبقاً لمدخلات الإنتاج، وتراقب السعر حتى وصوله إلى المستهلك.. وبذلك لا يتحكم المصنع فى سعر المنتج.
وأرجع «واعر» ارتفاع أسعار الألبان خلال الفترة الماضية إلى غياب السياسة السعرية وعشوائية السوق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات والأعلاف، بجانب زيادة سعر صرف العملة الأجنبية.. وكلها عوامل أدت فى النهاية لارتفاع سعر المنتج النهائى.
كما أن عملية الاستيراد فى مصر لا تتبع النظم والحواكم البيطرية المعمول بها عالمياً.. الأمر الذى أدى لدخول قطعان مصابة بالأمراض والأوبئة.
وأضاف: هناك قصور كبير فى مواجهة بعض الأمراض التى تتعرض لها الحيوانات بسبب عدم توافر التحصينات العلاجية المناسبة، مشيراً إلى فشل السيطرة على مرض التهاب الجلد العقدى ومرض حمى الثلاثة أيام بالأبقار حتى الآن!.
وعن امكانية تحقق الاكتفاء الذاتى من اللحوم، اعتبر العضو المنتدب لمزارع «دينا» هذا الأمر بمثابة المستحيل، وأرجع ذلك إلى صعوبة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأعلاف الحيوانية، والتى تضطر البلاد لاستيرادها من الخارج.. وبالتالى الخضوع للسعر العالمى.
وأشار «واعر» إلى تراجع حجم إنتاج القرية المصرية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة سواء على مستوى إنتاج الألبان أو اللحوم الحمراء، مشيراً إلى وجود توجه لدى القرى نحو القطاع الصناعى وترك القطاع الزراعي.
وعن النشاط الزراعى للشركة، أكد «واعر»، أن «مزارع دينا» تمتلك مزرعة مساحتها 5 آلاف فدان تتم زراعتها على عروتين الأولى شتوية والثانية صيفية.. حيث يتم تخصيص 3 آلاف فدان لزراعة البطاطس، وألف فدان لبنجر السكر، وألف فدان للقمح.. ويتم تبديلها بالبرسيم والذرة.