أكد أحمد جلفار، الرئيس التنفيذي لـ مجموعة “اتصالات“، أن “إعلام المستقبل” سيتحدد بناء على التعاون الوثيق بين شركات الاتصالات وشركات الإنترنت والإعلام الجديدة في الاستفادة من الفرص الكبيرةالتي تتيحها البيانات الضخمة، والمدفوعةبالتطوراتالمتسارعة التي يشهدها قطاعالإعلام الرقمي.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي ناقشت موضوع ” الطفرة الهائلة في مستقبل وسائل الإعلام”، والتي جرت في مستهل أعمال قمة أبوظبي للإعلام 2014، التي انطلقت فعالياتها اليوم الثلاثاء الموافق 18 نوفمبر 2014 في فندق روزوود –جزيرة المارية، أبوظبي تحت عنوان ” قيادة مستقبلالإعلام في المنطقة والعالم” وسلط جلفار الضوء خلالها على التطور السريع الذي طال المشهد الإعلامي، مؤكداً على استعداد مجموعة “اتصالات” للمساهمة في رسم مستقبل الإعلام.
وفي حديثه حول مستوى النمو والتطور الذي تشهده “اتصالات” التي تعمل اليوم في 19 سوقاً في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، وتقدم خدماتها الرائدةوالمبتكرة لأكثر من 180 مليون مشترك، لفت جلفار إلى أن “اتصالات” أسست بالفعل وحدة خاصة تركز على مستقبل الإعلام ينصب تركيزها على توفير تجربة مثالية للعميل في أي وقت، وفي أي مكان.
ونوه الرئيس التنفيذي ” إلى أن عزم “اتصالات” لإختبار شبكة الجيل الخامس (5G) لاتصالات النطاق العريض وذلك لأول مرة في المنطقة، والتي من شأنها أن ترسي معايير غير مسبوقة على مستوى القطاع وتابع موضحاً: “ستوفر شبكة الجيل الخامس ’G5‘ إمكانات أكبر واتصالاً أفضل مما عهدناه حتى اليوم، بما يتوافق مع الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية للعملاء الذين ستتاح لهم إمكانية الاتصال واستخدام البيانات بمعدلات غير مسبوقة”.
وفي سياق تأكيده على الحاجة الملحة للتعاون الوثيق الذي يضمن نجاح أطراف المعادلة الثلاثة الرئيسيين (الإعلام، شركات الاتصالات وشركات الانترنت) فقد أشار جلفار إلى أنه لا يوجد في المشهد الرقمي سريع التطور الذي نشهده اليوم، “مكان لأي مزود يمكن أن يعمل لوحده”.
وأضاف:”يلعب قطاع الاتصالات دوراً أساسياً ومتكاملاً في رسم مستقبل الإعلام، من خلال توظيف شركات الإعلام، ومنصات التسليم في توفير الوصول الآمن والسلس وغير المنقطع لملايين المستخدمين إلى ما يختارونه من محتوى وذلك في كل دقيقة، وفي كل مكان”.
وأوضح جلفار أن عمليات شركات الاتصالاتوشركات الإنترنت الجديدة، وشركات الإعلام الجديدة أصبحت مكمّلة لبعضها البعض أكثر من ذي قبل،وأن مستوى التكافؤ، علاوة على الحديث المتزايد حالياًحول انترنت الحياد، كلها عوامل أسهمت في توفير فرصا هائلة للتعاون بين هذه الأطراف أو القطاعات”.
وأكد جلفار على أنه مع أن شبكة الإنترنت ستغطي سكان العالم بأكملهم في أقل من عقد، ومع ظهور “صحافة المواطن” الجديدة التي غيرت قواعد اللعبة، علاوة علىوسائل الإعلام الرقمية، التي يقودها ذلك الحجم الكبير من التغلغل المتزايد للهواتف المتحركة الذكية، فإن مستقبل المشهد الإعلامي سيكون مختلفاً بشكل كبير منذ الأن.
وأضاف: “سيكون نجاح القطاع الإعلامي مستنداً في المستقبل على مدى مرونته وقدرته على مواكبة التغييرات وتقديم محتوى أكثر ذكاءً، في أي وقت وفي أي مكان. ومن هذا المنطلق، يجدر بنا التركيز على جيل جديد من العملاء يحصل على المعلومات التي يحتاجها باستخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية”.
في هذا السياق أكد جلفار على أن المحرك الرئيس سيكمن في قدرة المعنيين بالقطاع على توظيف البيانات الضخمةالمجهزة لتوفير أفضلالتجارب الشخصية للعملاء. وقال: “إن تعزيز الابتكار من قبل شركات الاتصالات في مجال تخزين ومعالجة البيانات الضخمة تجعلنا شريكاً مهماً ومكملاً للنظام الإعلامي الجديد”.
وأضاف جلفار ” أن العملاء بحاجة دائماً إلى الوصول السلس وغير المنقطع إلى المعلومات وإلى المحتوى المعرفي التفاعلي، من هنا فإن دور الإعلام سيكون أكثر أهمية في الفترة المقبلة”. منوهاً إلى أن ” شركات الاتصالات توفر التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لتقديم هذه المعلومات، من هنا فإننا نحرص بشكل دائم ومستمر على أن نكون مواكبين لهذه المتغيرات المستمرة. من جانبها توفر شركات الإنترنت الجديدة المنصة التي من شأنها أن توفر للعملاء فرصة الوصول السهل والسلس وغير المنقطع إلى المحتوى الذي يتطلعون إليه، وبالتالي فإن التعاون سيمكننا جميعاً من تحقيق االنجاح الذي سيحدد مستقبل الإعلام الجديد”.
شارك في الجلسة النقاشية أيضاً والتي أدارها محمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة (ذا ناشيونال) كل من راغاف بال، المؤسس والمدير الإداري لشبكة 18؛ وجي بي بيريت، رئيس شبكة ديسكفري الدولية.
تجمع قمة أبوظبي للإعلام التي تنظمهاهيئة المنطقة الإعلامية – أبوظبي (twofour54)، تحت سقف واحد قادة، ومبتكرين في الإعلام، والتكنولوجيا، ورأس المال البشري، ومطوري المحتوى، وذلك بهدف التحاور والتباحث الرامي إلى اكتشاف الفرص والتحديات التي ينطوي عليها القيام باستثمارات في وسائل الإعلام الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.








