“ميرسك لاين” تحول دفة بعض سفنها إلى “السويس” بدلاً من “بنما”
الشركات العالمية تسعى لخفض تكاليف الشحن وتقليل عدد الناقلات باستخدام سفن أكبر
مجلس الأعمال الإيطالى المصرى: القناة ستقتنص 25% من تعاملات القناة البنمية
قال مصدر مقرب من شركة “ميرسك” العالمية لـ”البورصة”، إن زيادة حجم أعمال الشركة بين دول شرق آسيا والساحل الشرقى لقارة أمريكا الشمالية جعلها تتجه لقناة السويس بدلاً من قناة بنما، نتيجة استخدام سفن كبيرة الحجم لا تستطيع الأخيرة استيعابها.
وتصل حمولة السفن التى ستبدأ “ميرسك” فى استغلالها للمرور من قناة السويس إلى 9 آلاف حاوية، بينما السفن التى تسمى “بنماكس” المصنعة خصيصاً للعبور من قناة بنما تصل حمولتها إلى 4.5 ألف حاوية.
وأعلنت “ميرسك لاين”، أكبر شركة شحن حاويات فى العالم، والتى تتخذ من الدنمارك مقراً لها، عن تحويل مسار سفنها من قناة بنما التى تتسع للسفن المتوسطة فقط، إلى قناة السويس لمرور ناقلاتها الضخمة التى سبق أن حققت أرباحاً للشركة، على عكس السفن المتوسطة التى استخدمت القناة البنمية.
وبدأ استخدام ميرسك لقناة بنما فى شهر أبريل الماضى، حيث تحقق الشركة إيرادات أكثر لأنها تستخدم نصف عدد الناقلات، وإن كانت المسافة من الصين إلى الساحل الشرقى الأمريكى عبر قناة السويس أطول بحوالى 5%، بالمقارنة بقناة بنما.
وقال محمد عشرى، المدير المالى لشركة “COSCO DOM” وكيل الخط الملاحى الصينى تشاينا أوشن شيبينج كومبانى “COSCO”، إنه من الممكن أن يغير الخط مساره من شرق آسيا إلى شرق الولايات المتحدة الأمريكية عبر قناة بنما وتحويله للعبور بقناة السويس فى حال زيادة حركة التجارة بين آسيا من ناحية ودول غرب أوروبا والساحل الشرقى لأمريكا الشمالية من ناحية أخرى.
أضاف عشرى لـ”البورصة”، أن زيادة حجم التجارة بين الشرق والغرب يعتبر من أحد أهم آمال خط “COSCO”، التى ستزيد من التكلفة الاقتصادية للخط ويعود بالنفع على الخط الصينى، كما استبعد المدير المالى لوكيل الخط الصينى إقرار زيادات جديدة فى رسوم عبور السفن المارة عبر المجرى الملاحى لقناة السويس بعد افتتاح التفريعة الجديدة.
وتسعى شركات الشحن العالمية مثل “ميرسك” و”نبتون أورينت” لخفض التكاليف من خلال خفض عدد الناقلات المستخدمة فى الشحن، بسبب ارتفاع أسعار المرور فى الممرات المائية، لاسيما قناة بنما التى رفعت أسعار المرور بها بأكثر من 300% خلال السنوات الخمس الماضية.
وأنفقت هيئة قناة بنما 2.5 مليار دولار لتوسيع القناة التى يمر بها حوالى 5% من حجم التجارة العالمية، وتقول دراسة أعدها مجلس الأعمال الإيطالى المصرى عن الأثار الاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة على التجارة الدولية، وعلى حركة الملاحة البحرية العالمية، إن المشروع المصرى الجديد سيعزز من تنافسية قناة السويس بدرجة كبيرة، بما يجعلها تستوعب 25% من حركة الملاحة التجارية التى كانت تعبر من خلال قناة بنما.
إذ تسمح القناة المصرية الجديدة بعبور جميع نوعيات سفن الشحن على مختلف حمولاتها سواء ناقلات البترول العملاقة أو سفن الحاويات الضخمة، الأمر الذى سيشجع شركات الشحن العالمية خاصة تلك المسئولة عن تنظيم حركة الملاحة التجارية، فيما بين آسيا وأوروبا إلى تفضيل المرور عبر قناة السويس، بعد أن ظلت نسبة كبيرة منها تتخذ من الممر المائى لقناة بنما معبراً تجارياً رئيسياً.
وأضافت الدراسة أن ذلك ينطبق بدرجة رئيسية على التبادل التجارى من خلال النقل البحرى لكل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند مع أوروبا، ويمكن أن يمتد أيضاً ليشمل حركة نقل البضائع بين هونج كونـج ونيويورك وبين شنغهاى ونيويورك، وكذلك بين شنغهاى وهيوستن.
وأكدت الدراسة أن القناة المصرية الجديدة سترفع من معدلات الملاحة التجارية فى البحر المتوسط الأمر الذى سينعكس إيجابياً على أنشطة الموانئ البحرية الأوروبية التى سيتعين زيادة الاستثمار فى بنيتها الأساسية حتى تتمكن من استيعاب الزيادة الكبيرة فى حركة سفن البضائع وناقلات البترول التى ستسجل معدلات مرورها فى قناة السويس زيادات مطردة.
وأوضحت الدراسة، التى وصفت مشروع قناة السويس الجديدة، بأنه من بين أهم المشروعات الاستراتيجية العالمية، ضمن تصور متكامل وضعته الحكومة المصرية لتنمية منطقة قناة السويس بأسرها وسيساعد على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لمصر التى تطرح مجموعة مهمة من المشروعات الاقتصادية المصاحبة التى من شأنها أن تعزز من تنافسية الاقتصاد المصرى، وتوفر العديد من فرص العمل للمصريين.
